اشتعل الجدل مجددًا حول ملامح الاتفاق النووي المحتمل بين واشنطن وطهران، بعد تصريحات "متضاربة" أطلقها المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

يأتي ذلك بينما تستعد العاصمة العُمانية لاستضافة الجولة الثانية من المباحثات غير المباشرة، السبت المقبل.
ففي مقابلة تلفزيونية بُثت عبر شبكة "فوكس نيوز"، أشار ويتكوف إلى أن "إيران لا تحتاج لتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 3.67%"، في تصريح فسّره البعض بأنه تنازل مبكر في مفاوضات حساسة.
وعاد مكتب ويتكوف مساء الثلاثاء لينشر توضيحًا على منصة "إكس" في محاولة لاحتواء الموقف، يؤكد فيه أن أي اتفاق مستقبلي "يجب أن يُفضي إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، مشددًا على أن وقف التخصيب وبرنامج التسلح من أساسيات الاتفاق.
ولم يهدّئ هذا التوضيح ردود الفعل، فقد وصف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في تغريدة ما يُطرح بأنه "خطير"، مؤكدًا أن السماح لإيران بأي مستوى من التخصيب يعني ترك الباب مفتوحًا أمامها لإنتاج سلاح نووي.
بدورها، رأت الباحثة في جامعة "أكسفورد" نيكول جرايوسكي أن واشنطن "غيّرت خطابها في ساعات"، مشيرة إلى أن تصريحات ويتكوف تعكس تذبذبًا في الموقف الأمريكي، بين السماح بإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60% وبين العودة للحد الأدنى المسموح به وفق اتفاق 2015.
أما مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي السابق، فدخل على خط الانتقادات هو الآخر، مُشدّدًا على أن "لا سبيل لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية سوى تفكيك برنامجها أو تدميره بالكامل". واعتبر بنس أن أي تساهل في الملف النووي الإيراني سيعرّض إسرائيل والولايات المتحدة لخطر حقيقي.
من الجانب الإيراني، أشار المرشد الأعلى علي خامنئي، خلال لقاء سياسي في طهران، إلى أن المرحلة الأولى من المحادثات في عُمان كانت مشجعة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن "الخطوط الحمراء" لإيران لم ولن تتغيّر، وهي مسألة تدركها واشنطن جيدًا على حد تعبيره.