كشف الدكتور أسامة الغزالي حرب الكاتب والمفكر السياسي في أول تعليق له على موجة الانتقادات الواسعة التي طالت مقترحه بشأن إعادة إحياء الألقاب المدنية في مصر أن تصريحاته فُهمت بشكل خاطئ، مشددًا على أن دعوته

لم تكن لإعادة الطبقية الاجتماعية أو بعث رموز ما قبل ثورة يوليو، وقال إن الهدف من الاقتراح وضع آلية جديدة لتكريم الشخصيات العامة ورجال الأعمال المؤثرين في المجتمع، بما يسهم في تحفيزهم على لعب دور تنموي أكبر.
وأوضح الغزالي حرب أن الحديث عن لقب «باشا» جاء كرمز، وليس كمقترح حرفي للعودة إلى نظام الألقاب القديم، مضيفًا أن الفكرة تتمحور حول «تكريم من يستحق، وفقًا لمعايير موضوعية ومنظمة، وليس بناءً على النفوذ أو العلاقات الشخصية».
وأشار إلى استشهاده بالنموذج البريطاني، حيث تمنح ألقاب «سير» و«لورد» و«فارس» لشخصيات بارزة في مجالات مختلفة، كان من باب تقديم تجربة قائمة بالفعل وناجحة في تكريم الإنجاز، وليس اقتراحًا لتقليدها
بشكل آلي، وقال نحتاج إلى صيغة حديثة لتكريم الشخصيات العامة التي تساهم في تنمية الوطن من خلال استثماراتها أو أعمالها الخدمية، بما يشجع على مزيد من المبادرات التنموية في ظل تحديات اقتصادية متزايدة.

تسببت تصريحات الغزالي لـ«المصري اليوم» في إعادة إحياء الألقاب المدنية في مصر وفي مقدمتها لقب «الباشا» مثل لقب باشا لكل من نجيب ساويرس وأحمد ابو هشيمة ومحمد أبوالعينين وهشام طلعت مصطفي، موجة واسعة من الانتقادات،
حيث اعتبر البعض المقترح عودة للطبقية والعصور القديمة التي كانت تفرق بين الأغنياء والفقراء، وقوبل بانتقادات لاذعة، إذ انتقد كتاب وسياسيون إلى جانب نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي دعوة أسامة الغزالي حرب، مؤكّدين
أنه انتهاك للدستور المصري كما أنه يفتقد للمنطق ولا يواكب العصر، مما جعله يخرج في تصريحات إعلامية يوضح موقفه ويشرح ماذا يقصد من عودة لقب الباشا فيما أيده البعض الآخر على أنه ينطوي على عمق ومحاولة لمواجهة فوضى الألقاب
وغردت ناشطة باسم زهرة الجلاديوس قائلة «الألقاب موجودة لوحدها مش محتاجة فرمان، مغرد آخر باسم عابد آل جياش قال: «لفراغ وانعدام المشروع والرؤية يجعل الإنسان سواء كان عالما أو مثقفا وخصوصا علماء الدين يجعلهم يهتمون لأشياء ليس خارج الواقع».
كتب الكاتب سامح عسكر في تغريدة على حسابه الرسمي على منصة اكس «عايش في القرن 21 ولكن بعقلية القرن 19»، مضيفا: «يبدو أن بعض النخبة السياسية المصرية من كثرة انغلاقها وعجزها
وشعورها بالملل صارت تبحث عن تصريحات فرقعة وأهو أي صوت والسلام يشعرنا بالقيمة»، واعتبر أحد النشطاء على منصة اكس باسم داوود البصري أن «المطالبات بالعودة إلى لبس الطربوش
وبإعادة إحياء ألقاب مثل باشا وبيك وافندي هو إفلاس حقيقي لمجتمع دمره هيمنة الجيش على مقدراته منذ انقلاب البكباشية عام 1952 الذي هشم مصر تلك القوة العربية العظمى وجعلها مفلسة
ومديونة ومريضة تستعين بالقروض الدولية لمواصلة الحياة»، مضيفا «من الأفضل عودة الملكية لمصر التي كانت تحكم السودان أيضا!!… رحم الله الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان ووادي النيل».
وتعامل مؤيدو الاقتراح مع الانتقادات على أنها هجوم لا أخلاقي، حيث علق الناشط كمال زاخر على صفحته «ما هكذا يكون الاختلاف»، متابعا «مشكلتى ليست في الرفض أو القبول، الأزمة في الهجوم اللا أخلاقى والمحتشد بالتجريح الفج وسيل الاتهامات وخلط الأمور بشكل غير مفهوم».
وأضاف: «لا اقل من أن نقول لأصحاب هذا الشكل من الهجوم عيب يمكنكم تفنيد الدعوة بشكل موضوعى، ولعلكم تنزلون الشارع لتتيقنوا من فوضى الألقاب المنتشرة حتى إلى الأزقة والحوارى، وسيارات السرفيس والمكاتب
الحكومية وأقسام الشرطة. وحتى في اللقاءات الرسمية العليا تتداول القاب وفخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء ومعالى الوزير»، مشيرا إلى أن «الدعوة هي محاولة لمواجهة فوضى الألقاب والتى اختلط فيها الحابل بالنابل».