تسود حالة من الغضب بين الأقباط، لتجاهل ذكر رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، لعيد القيامة المجيد، في قراره بمنح الإجازات الرسمية ومنها عيد شم النسيم وعيد تحرير سيناء، وعيد العمال، دون الإشارة لعيد القيامة،

ودفع لانتقادات واسعة لرئيس وزراء مصر، الذى يخشى ذكر عيد القيامة، والتي مازالت الدولة لا تعترف به، ضمن الأعياد التي تمنح فيه إجازة رسمية أسواه بالأعياد الأخرى، ومنها عيد الميلاد الذى منحه الرئيس مبارك إجازة رسمية.
وكانت حالة الغضب الموجهة لرئيس الوزراء، أن منح عيد القيامة إجازة رسمية، لا يعنى أبدًا الاعتراف بعقيدة الآخر أذا كان يخشى التيار السلفي المتشدد، وأنما هو جزء من إطار المناسبات الرسمية التي يتلاقى فيها الشعب
المصري، علما أن هذا العيد يشهد نفس مراسم الاحتفال مثل عيد الميلاد، والذي يتوافد فيها ملايين المسلمين لتهنئة الأقباط بهذا العيد، ويشاركون حتى في قداس العيد، وهو أمر يثير علامات الاستفهام حول عدم صدور قرار باعتبار
عيد القيامة إجازة رسمية، لاسيما في ظل معاناة بعض الأقباط ولا سيما في المؤسسات التعليمية التي لا تمنح إجازة للطلاب المسيحيين، وتعتبر اليوم دراسي مثل الأيام الأخرى، بل وتحرم زملائهم من مشاركتهم في التهنئة والاحتفال معهم.
وكشف وثيقة تعود عامً 1953م، في نهاية العهد الملكي عن قرار رسمي بالإجازات الرسمية، وكانت المفاجأة منح المصريين إجازة رسمية في عيد القيامة المجيد، وأيضا عيد
الميلاد، ورأس السنة الميلادية، ورأس السنة الهجرية، بل ورأس السنة العبرية" الإسرائيلية" لوجود جالية مصرية يهودية تعيش بمصر، وهو ما يكشف عن تطبيق المواطنة
والمساواة على أرض مصر دون تمييز، ولكن هذا القرار لم يتم الاستمرار عليه بعد ثورة يوليو وحتى الآن، عدا قرار الرئيس مبارك في بداية الألفية باعتبار عيد الميلاد إجازة رسمية.
في ظل الجمهورية الجديدة، أصبحت الدولة المصرية مطالبة بتحقيق معايير المواطنة الكاملة والمساواة، بين جميع المصريين، ومنها الاستجابة لمطالب الأقباط بمنح عيد القيامة إجازة رسمية، تمنح فرصة الاحتفال والتلاقي بين جميع المصريين مثل جميع الأعياد.
من جانب آخر مازال أزمة الطلاب الأقباط في عدد من الجامعات والمدارس متكررة، مثل كل عام لوضع الامتحانات في أيام ومناسبات كنسية هي بمثابة أعياد، ومن المفترض انه إجازة للأقباط مثل عيد الغطاس وعيد أحد
السعف، وخميس العهد، وبعض الجامعات تراجعت وعدلت من موقفها بينما أخرين لم يلتفتوا لهذا الأمر، ثم أن المحاكم تعمل في هذه الأيام حتى في عيد القيامة وهو ما يحرم بعض المحامين الأقباط من الاحتفال بالعيد.
ولذا يجب صدور قرار معمم بهذه المناسبات، مثلما نشرته محافظة القاهرة، وحصلنا على نسخة منه" بإجازة المسيحيين هذا العام ومنها عيد الميلاد وعيد الغطاس وأحد السعف وخميس العهد، وعيد القيامة وعيد العذراء.
كما منحت المحافظة للأقباط حق الانصراف مبكرًا في وقفات الأعياد ومنها وقفة عيد الميلاد وخميس العهد وعيد القيامة، ورأس السنة القبطية، وهو أمر يجب تعميمه في كل المؤسسات، وهو قرار قبل بالإشادة وهى في النهاية قرارات فردية وليست عامة، ولكن يظل المطلب الأكبر اعتبار عيد القيامة إجازة رسمية للدولة.

