ظهرت أجواء الاحتفال بـ أحد السعف بين جدران مجمع الأديان بمصر القديمة، التي لا تقتصر على حضور زفة السعف أو فيما يتعلق بالجانب الروحاني فقط، بل يمتد ليشمل مشاهد متنوعة منها الزوار يتبركون من بئر الشهيد مار جرجس، أحد المعالم الروحية البارزة داخل مجمع الأديان، حيث يعتقد البعض أن مياهه تحمل بركة وقدرة على الشفاء.


وشهدت شوارع مصر القديمة المحيطة بـ مجمع الأديان أجواء احتفالية للأقباط بمناسبة أحد السعف، المعروف أيضًا بأحد "الشعانين" في الكنائس المصرية. حيث يتجمع الأقباط لشراء سعف النخيل
كجزء من استعداداتهم قبل دخول قداس أحد السعف، ويستعدون لحضور زفة السعف، وسط فرحة الأطفال الذين يحملون السعف بأشكاله المتنوعة مثل التاج والصليب والقلب والشمعة وشراء الهدايا
التذكارية التي تحمل عبق المكان وتاريخه المتنوع والزوار يتبركون من بئر الشهيد مار جرجس، أحد المعالم الروحية البارزة داخل مجمع الأديان، حيث يعتقد البعض أن مياهه تحمل بركة وقدرة على الشفاء.
ورصدت عدسة فيتو مظاهر الاحتفال داخل مجمع الأديان بمصر القديمة.
وظهرت أجواء الاحتفال بمناسبة أحد السعف في مجمع الأديان بمصر القديمة وانتشر بجانبها وأمامها باعة السعف، وتوافد عدد كبير من الأقباط لشراء السعف قبل دخول قداس أحد السعف، وتمثلت أجواء الاحتفال في شراء السعف بأشكاله ( الصليب والقلب).

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأحد بـ أحد الشعانين وهو ذكرى دخول المسيح أورشليم وتتصدر فيه قلوب النخيل المشهد حيث تتخذ أشكالا مختلفة لكن كل منها رمزيته ودلالاته.
أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويبدأ بــ أسبوع الآلام وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس ويسمى أيضا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين مفترشين ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته.
ولا يخرج شكل السعف عن الأشكال الثلاثة أولها التاج وهو يشير إلى الملك اليهود قديمًا استقبلوا المسيح كـالملك، حيث هتفوا عندما جاءهم المسيح مستقلا جحش ابن أتان: أوصنا لملك اليهود.. أوصنا لابن داود بعدما ألقوا بـزعف النخيل وثيابهم أمام المسيح وكانت لديهم رغبة في تخليص المسيح لهم من ذل الرومان.

ويحتفظ الأقباط أيضا في ذكرى أحد الشعانين بمحبة المسيح لهم فتجدهم يشكلون السعف على شكل قلب في إشارة إلى المحبة التي هي محور العلاقة بين الله والإنسان وتجسدت في وجود المسيح بينهم على الأرض.
المحبة والرغبة في أن يكون ملكا لم تستمر طويلا فسرعان ما تبدلت بـالخيانة واليهود أنفسهم الذين هتفوا للمسيح باعتباره الملك هم من هتفوا أمام الولي الروماني: اصلبه.. اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا لذا كان الصليب حاضرا في أحد الشعانين لتذكر محبة الله أمام خيانة الإنسان.

وتغير موقف اليهود سريعا من السيد المسيح لأنهم كانوا يرغبون في ملك أرضي يخلصهم من حكم الرومان القاسي لكنهم فوجئوا بالمسيح يقول مملكتي ليست من هذا العالم.
شعانين جاءت أيضا من الكلمة العبرانية هو شيعة نان وتعني يا رب خلص ومنها تشتق الكلمة اليونانية أوصنا وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين وهي الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم عند استقبال المسيح.