تشهد منطقة شبرا مصر، مساء اليوم السبت، واحد من أهم المواسم الدينية المسيحية، حيث ينتشر بائعو السعف في موعدهم السنوي المعتاد، لعرض منتجاتهم الحرفية المميزة، استعدادا للاحتفال بـ"أحد الشعانين" غدا".

يبرز من بين باعة السعف بمنطقة شبرا مصر أمام الكنائس بخيت (48 عامًا) وأبو العز (56 عامًا)، اللذان أمضيا ما يقرب من ثلاثة عقود في مهنة تشكيل سعف النخيل وبيعه للمحتفلين.
وقد استطاعا جذب انتباه المارة في الحي الشعبي، من خلال منتجاتهما المتنوعة ونداءاتهما المميزة "أتفضل يا باشا".
وأوضح البائعان أنهما من محافظة سوهاج ويحرصان على القدوم سنويًا إلى منطقة شبرا مصر، تزامنًا مع احتفالات أحد الشعانين، حيث يبدأ عملهما بشراء السعف الخام ثم غسله جيدًا بالماء، ليصبح طيعًا وقابلًا للتشكيل.
وأشار بخيت، الذي يمارس حرفة الخوص منذ صغره، إلى براعته في تصنيع أشكال مبتكرة من السعف، وهي المهارة التي اكتسبها عبر سنوات طويلة من الممارسة.



عيد السعف
عيد السعف، المعروف أيضًا بأحد الشعانين، هو احتفال مسيحي يُقام في الأحد الذي يسبق عيد الفصح مباشرة. يحيي هذا العيد ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم (القدس) قبل صلبه وقيامته، حيث استقبله الناس حاملين سعف النخيل وأغصان الزيتون، معبرين عن فرحتهم بمقدمه وهاتفين "هوشعنا في الأعالي".


الرموز والعادات المرتبطة بعيد السعف:
الرموز والعادات المرتبطة بعيد السعف تشمل ما يلي:
السعف: يُصنع من النخيل وغالبًا ما يُشكل على هيئة صلبان أو زخارف رمزية، ويحمله المؤمنون أثناء القداس.
الملابس البيضاء للأطفال: تقوم العديد من العائلات بارتداء أطفالها ثيابًا بيضاء في هذا اليوم، تعبيرًا عن النقاء والفرح.
المواكب داخل الكنيسة: يُنظم تطواف بسعف النخيل داخل الكنائس، حيث يردد المصلون تراتيل وأناشيد خاصة بالمناسبة.
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأحد بـ أحد الشعانين وهو ذكرى دخول المسيح أورشليم وتتصدر فيه قلوب النخيل المشهد حيث تتخذ أشكالا مختلفة لكن كل منها رمزيته ودلالاته.


أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويبدأ بــ أسبوع الآلام وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس ويسمى أيضا بأحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين مفترشين ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته.


لا يخرج شكل السعف عن الأشكال الثلاثة أولها التاج وهو يشير إلى الملك اليهود قديمًا استقبلوا المسيح كـالملك، حيث هتفوا عندما جاءهم المسيح مستقلا جحش ابن أتان: أوصنا لملك اليهود.. أوصنا لابن داود بعدما ألقوا بـزعف النخيل وثيابهم أمام المسيح وكانت لديهم رغبة في تخليص المسيح لهم من ذل الرومان.
محبة المسيح
يحتفظ الأقباط أيضا في ذكرى أحد الشعانين بمحبة المسيح لهم فتجدهم يشكلون السعف على شكل قلب في إشارة إلى المحبة التي هي محور العلاقة بين الله والإنسان وتجسدت في وجود المسيح بينهم على الأرض.
المحبة والرغبة في أن يكون ملكا لم تستمر طويلا فسرعان ما تبدلت بـالخيانة واليهود أنفسهم الذين هتفوا للمسيح باعتباره الملك هم من هتفوا أمام الولي الروماني: اصلبه.. اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا لذا كان الصليب
حاضرا في أحد الشعانين لتذكر محبة الله أمام خيانة الإنسان.وتغير موقف اليهود سريعا من السيد المسيح لأنهم كانوا يرغبون في ملك أرضي يخلصهم من حكم الرومان القاسي لكنهم فوجئوا بالمسيح يقول مملكتي ليست من هذا العالم.
شعانين جاءت أيضا من الكلمة العبرانية هو شيعة نان وتعني يا رب خلص ومنها تشتق الكلمة اليونانية أوصنا وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين وهي الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم عند استقبال المسيح.