وغِبْطة (فى العنوان أعلاه) تترجم سعادة، سرور، فرح، رضا تام، شعبيا كده رضا، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبد الغفار فى مُنتَهى الغِبطة، يستحق لقب صاحبُ الغِبْطة لولا أن اللقب حصرا لقبٌ للبطريرك..
لماذا الوزير عبد الغفار مغتبط، فى منتهى الغِبْطة، لأن هرمون السعادة فى دواخل الوزير، معلق بمؤشر الزيادة السكانية، والمؤشر فى النازل (هابط) متحرك لأسفل، وهذا من الأخبار الطيبة التى ترفع المعنويات.. تنعش الوزير.
الساعة السكانية ذات الأرقم الحمراء أعلى مبنى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء سجلت صباح الثامن من أبريل الجارى، عدد سكان مصر بالداخل 107 ملايين و500 ألف نسمة، بزيادة قدرها 500 ألف نسمة خلال 154 يومًا، حيث سجل عدد سكان مصر 107 ملايين نسمة فى الثانى من نوفمبر العام الماضى.
لافت أن مصر سجلت الربع مليون نسمة الأول بعد الـ 107 ملايين بالداخل فى يوم 13 يناير الماضى أى خلال 72 يومًا، ثم زادت ربع مليون نسمة جديدة يوم 8 أبريل خلال 82 يومًا.
الفارق قد لا يلحظه الكثيرون، ولكنه فارق ضخم، فارق عشرة أيام فى الزيادة السكانية يفرق كثيرًا، خلاصته، الربع الأول من العام الجارى (2025) سجل أقل معدل نمو سكانى فى تاريخ البلاد مقارنة بالربع الأول فى 2024 وكذلك فى الربع الأول من العام 2023.
بشرة خير، انخفاض معدل المواليد أسمى أمانينا، ينقصنا الأسباب الحقيقية لخفض معدلات الزيادة السكانية، وبعيدًا عن أرقام جهاز الإحصاء الحمراء، والتعبيرات الفضفاضة، والتفسيرات المعلبة، لينفر
الوزير عبدالغفار بالدعوة إلى مائدة مستديرة لبحث أسباب انخفاض المواليد، والأخذ بالأسباب التى تنتهى إليها الدراسات الحقلية المعمقة لتحقيق مزيد من الانخفاض الذى يعكس إيجابا على صحة الاقتصاد الوطنى.
البيانات على لسان الوزير عبدالغفار تشير إلى أن عدد السكان فى أول يناير 2023 بلغ 104،4 ملايين نسمة، وارتفع إلى 107،2 ملايين نسمة فى أول يناير 2025، متوسط معدل النمو السنوى خلال تلك الفترة بلغ نحو 1،34 % مقارنة بمعدل 1،4% فى 2024، و1،6 فى 2023، ليعكس تحولًا إيجابيًا لافتا.
لو استطاع الوزير عبد الغفار وخبراء وزارة الصحة والسكان النزول بمعدل الزيادة إلى 1% وما تحته، لاستحق جائزة المجلس القومى للسكان، باعتباره الوزير الذى كسر السقف العالى.
تعوزنا الأسباب الحقيقية لانخفاض الزيادة السكانية، وإذا عرف السبب بطل العجب، وإذا عرف السبب يمكّن البناء عليه بسياسات سكانية أكثر فعالية لكبح طوفان الزيادة السكانية، كاد يغرقنا فى بحر الظلمات.
الوزير عبدالغفار والذين معه، بعد جهد جهيد متواصل ومستدام نزعوا فتيل القنبلة السكانية الانشطارية، وعليهم إبطال القنبلة وتفكيكها، حذار الزيادة السكانية قابلة للزيادة، وكما انخفضت لأسباب، قد تزيد لأسباب، وتنقصنا الأسباب.
فى غمار معركة الوعى، مهم زيادة الوعى العام بمخاطر الزيادة السكانية على جودة الحياة، حياة كريمة تتحقق بخفض أعداد المواليد، وتحسن معدلات النمو الحقيقى للناتج المحلى الإجمالى، وقد سجل خلال الربع الأول
من العام المالى 2025/2024 نسبة 3،5% مقارنة بـ 2،7 % فى نفس الربع من العام المالى السابق عليه، وهو ما يدعم توجه الدولة نحو تحقيق استقرار سكانى واقتصادى على المدى الطويل (والخلاصة الأخيرة من بيان الوزير المغتبط).
