القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

فيلم «يوم الاستقلال الاقتصادى»! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

يوم الاستقلال (بالإنجليزية: Independence Day)، فيلم خيال علمى إنتاج 1996، حائز على جائزة أوسكار من إخراج رولان إيميريش يتحدث عن غزو فضائى للأرض، وتنجح الغارة الجوية المضادة بقيادة الرئيس الأمريكى فى تدمير سفينة للغزاة، وتحصل الأرض على حريتها.

فيلم «يوم الاستقلال الاقتصادى»! بقلم  حمدي رزق

حقق الفيلم نجاحًا لافتًا فى الصالات الأمريكية، حصد 306 ملايين دولار أمريكى، فضلًا عن 816 مليون دولار من مشاهدات حول العالم ليحتل المركز 38 كأعلى الأفلام دخلاً فى التاريخ الأمريكى.

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يبدو شاهد الفيلم، وقرر إخراج نسخة منقحة ومزيدة، تحت عنوان (يوم الاستقلال الاقتصادى)، وفعلها يوم (3 إبريل)، اختيار إبريل مصادفة ليست جيدة على كل حال، إبريل شهر الكذب البواح، أكذب شهور السنة، يقال إنه الشهر المفضل لترامب بعد شهر ميلاده (14 يونيو 1946).

ترامب متلهف لحصد الإيرادات، توقعات متفائلة بحصاد 600 مليار دولار أمريكى سنويًا، أخشى تسرع ترامب فى طرح فيلمه حول العالم، جانبه التوفيق فى اختيار يوم (3 إبريل) موعدًا لطرح فيلمه، الأوفق كان انتظار عطلة يوم الاستقلال الأمريكى (Independence Day)، والذى يحل يوم الرابع من يوليو، استقلال يُذكر باستقلال.

فيلم يوم الاستقلال الاقتصادى يُعرض على شاشات البورصات العالمية تحت عنوان لافت يوم التحرير، يستحوذ على مشاهدات عالمية، ويثير ردود أفعال عصبية، ما يرشحه فيلم الموسم، وببعض المبالغة فيلم القرن!!

تقديرات دولية تقول إن الفيلم الأمريكى سيغير وجه العالم تجاريًا، نذير حرب عالمية تجارية ضروس، الصين سترد الصاع صاعين فى العاشر من إبريل، بنسخة من الفيلم الصينى الشهير عملاق الهاوية، وفيه تهاجم الوحوش الغريبة (وحوش ترامب) وتسبب كارثة طبيعية مستوجب مواجهتها بجمارك 34 فى المائة مرشحة للزيادة، وحجب المعادن النادرة، ما يترجم تهديدًا حقيقيًا للصناعات الأمريكية!

الاتحاد الأوروبى يتجهز للرد بنسخة أوروبية من فيلم اليوم الذى توقفت فيه الأرض، وبإهداء إلى ترامب خياركم بسيط: انضموا إلينا وعيشوا بسلام، أو تابعوا مساركم الحالى وتواجهوا الفناء. سننتظر ردكم.

كلمة النهاية فى الفيلم الجديد يوم الاستقلال الاقتصادى سكها مخرج الكوارث الكونية دونالد ترامب قائلًا: العملية انتهت.. المريض سيتعافى، ما يظنه ترامب النهاية السعيدة، بعينها البداية التعيسة لحرب تجارية لم يشهد لها العالم مثيلًا، وضحاياها كثر، وخسائرها لا تحتمل، العالم على شفا جُرف هارٍ.

عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب، مثل إفريقى للتعبير عن تضرر الضعفاء فى النزاعات بين الأقوياء، صراع الأفيال على كعكة الاقتصاد العالمى، سيدهس الاقتصادات الضعيفة والناشئة، ومصر يقينًا من المتضررين، نصيبها عشرة فى المائة جمارك أمريكية، ومثلها كثير من الدول التى تتنفس تحت الماء، وهذا يتطلب جلدًا اقتصاديًا يترجم معاناة تحت وطأة تضخم يجثم بكلكله على أنفاس العالم.

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لا يأبه بأحد، سادر فى غيه، واخد فى وشه، فايت ولا همه، وشعاره الأثير كل هذا العالم من حولى لا أحد، وترجمتها لا أحد آخر فى العالم، وهى من أغانى ترامب المفضلة، وسجّلتها فنانة موسيقى الريف الأمريكية تامى وينيت، (صدرت فى مايو 1979).. عادة ما يرقص ترامب منتشيًا على جثث ضحاياه!!

حمدي رزق - المصرى اليوم
07 ابريل 2025 |