قال أحمد الصاوي رئيس صوت الأزهر، إنه برحيل نيافة الأنبا باخوميوس، قائم مقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية القبطية السابق، ومطران البحيرة ومطروح والمدن الغربية تنطوي أسرار حقبة تاريخية مدهشة في تاريخ مصر وكنيستها الوطنية، فقد كان الراحل شاهدًا عليها، ودفعت به الأقدار ليكون في قلب التحولات الكبرى.

وتابع رئيس صوت الأزهر عبر فيس بوك: كان عضوًا في لجنة إدارة الكنيسة خلال أزمة عزل الرئيس الراحل أنور السادات للبابا شنودة الثالث، ثم اختير قائم مقام البطريرك عقب رحيل البابا شنودة، في فترة أكثر
صعوبة، وفي كلتا المرحلتين، نجح في العبور بالكنيسة إلى بر الأمان، قائلًا: كان الراحل الكبير من أولئك القادة الانتقاليين العظام الذين ينكرون ذواتهم من أجل المصلحة العامة، بلا دافع سوى أداء الأمانة.
أيام في تاريخ نيافة الأنبا باخوميوس
وأضاف أحمد الصاوي: قاد إجراءات القرعة الهيكلية التي أفضت إلى اختيار البابا تواضروس الثاني بطريركا للكنيسة القبطية، بجدارة واقتدار، متابعًا: وخلال المرحلة الانتقالية، واجه بحكمة حالة التطرف التي تمكنت سياسيًا في المجتمع، مانع انزلاق الكنيسة إلى تطرف مضاد، ورافضا للحدة والصراع.
وأكد رئيس صوت الأزهر، أن الفراغ الهائل الذي سببه غياب بطريرك بحجم ومكانة البابا شنودة، في تلك اللحظة الاستثنائية من عمر الوطن، كان كفيلًا بزعزعة أي كيان، لكن الأنبا باخوميوس استطاع أن يجتاز تلك المرحلة بحكمة، محيطًا الرهانات الصعبة من داخل الكنيسة وخارجها
واختتم: لقد أسهم في تعزيز استقرار الكنيسة وآلية الانتقال داخلها، مما انعكس إيجابيًا على استقرار الوطن، وأسهم في إطفاء حرائق كان يخطط لها أن تلتهم الجميع، ليبقى في ضمير الوطن رجلًا من رجال مصر الذين اختبرتهم في المحن.