نشر الدكتور جرجس الجاولي، أستاذ النحت الميداني والفراغي ورئيس قسم النحت السابق بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رسالة وداعية مؤثرة لانتقال نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة والخمس مدن الغربية، والذي كان يُلقب بـعميد أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا غير المتوج.

وقال الدكتور الجاولي بكلمات تفيض بالمشاعر مع نشر مجسم للأنبا باخوميوس، قائلاً:جاهدت الجهاد الحسن، أتممت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا وُضع لك إكليل البر. وداعًا لنيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس، نياحًا لروحك الطاهرة مع الآباء القديسين والشهداء الأبرار.
يُذكر أن الأنبا باخوميوس كان شخصية بارزة في الكنيسة القبطية، حيث لعب دورًا محوريًا في قيادتها خلال فترات صعبة، واشتهر بحكمته وإدارته الحكيمة، ما جعله أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية.
جدير بالذكر أن نيافة الأنبا باخوميوس، شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، انتقل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء الروحي والإداري، حيث كرس حياته لخدمة الكنيسة والوطن، مؤديًا دورًا محوريًا في نشر التعاليم المسيحية وتطوير الخدمة الكنسية على المستويين المحلي والدولي.
محطات بارزة في حياة الأنبا باخوميوس
وُلد الأنبا باخوميوس عام 1935 بمدينة شبين الكوم، وكان اسمه العلماني سمير خير سكر. بعد إتمامه دراسته في كلية التجارة، توجه لدراسة العلوم الدينية، فالتحق بالكلية الإكليريكية بين عامي 1959 و1961، كما واصل دراسته في قسم الاجتماع بمعهد الدراسات القبطية، مما منحه معرفة واسعة ساعدته في عمله الرعوي لاحقًا.
خدمته في الكنيسة
كان الأنبا باخوميوس من أوائل خدام مدارس الأحد، كما امتدت خدمته إلى القرى والمناطق البعيدة، حيث قام بدور ريادي في نشر التعليم الديني. كما خدم لفترة في الكويت كشماس، ثم قرر تكريس حياته للرهبنة، فترهب عام 1962 بدير السريان العامر، متخذًا اسم الراهب أنطونيوس السرياني، وهو العام نفسه الذي تمت فيه سيامة البابا شنودة الثالث أسقفًا.
مسيرته الرهبانية والكهنوتية
بعد ترهّبه، بدأ الأب أنطونيوس السرياني رحلته في خدمة معهد إعداد الخدام الأفارقة عام 1966، وكان مقره في منطقة كوتسيكا بحلوان. لم تقتصر خدمته على مصر، فقد امتدت إلى السودان، حيث عمل وسط غير المسيحيين، وهناك قام الأنبا دانيال برسامته قمصًا عام 1968. كما خدم في إثيوبيا ولندن، وكان ممثلًا للكنيسة القبطية في العديد من المؤتمرات الدولية.
سيامته أسقفًا وترقيته إلى مطران
في 12 ديسمبر 1971، قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامته أسقفًا لإيبارشية البحيرة والخمس مدن الغربية تحت اسم الأنبا باخوميوس، وذلك في الأحد الأول من كيهك، مع نيافة الأنبا يؤانس، ليكونا أول أسقفين تتم سيامتهما على يد البابا شنودة. ومع اتساع خدمته وعِظم دوره في الكنيسة، قام البابا شنودة بترقيته إلى رتبة مطران في 2 سبتمبر 1990.
قائمقام البطريرك بعد رحيل البابا شنودة الثالث
بعد رحيل البابا شنودة الثالث في مارس 2012، وقع الاختيار على الأنبا باخوميوس ليكون قائمقام البطريرك، حيث تولى مسئولية إدارة شؤون الكنيسة وتنظيم إجراءات انتخاب البابا الجديد. خلال هذه الفترة، أدار الكنيسة بحكمة واتزان حتى نوفمبر 2012، حينما تم تنصيب البابا تواضروس الثاني، الذي كان وقتها الأسقف العام لإيبارشية البحيرة.