البابا تواضروس يلقب الانبا باخوميوس النسر الطائر
البابا تواضروس: أودع الأنبا باخوميوس كأب حبيب..اودع فيه النموذج القدوة والمحبة والشجاعة والخبرة والفكر والحكمة

ألقي قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية كلمة تعزية خلال صلوات تجنيز مثلث الرحمات نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير الأنبا مكاريوس السكندري جبل القلالي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وتحدث قداسة البابا عن خدمة المطران المتنيح الأنبا باخوميوس كما سرد قداسته الذكريات التي جمعتهم في الخدمة قائلاً:
نودع اليوم المطران الانبا باخوميوس ونتذكر خدمته الطويله على مدار 75 عام أي من منتصف القرن الماضي والنصف الثاني من القرن العشرين والربع الأول من القرن ال 21 وخلالها خدم كنيسه الله بكل أمانه وإخلاص،
عاصر ستة من الآباء البطاركة.
كان فريداً في خدمته ومتميزاً، واختاره الله لكي يقوم بأعمال كثيرة.
بدأ خدمته منذ أن كان فتى صغيرا
تعرف عليه البابا شنودة الثالث، حينما كان الاستاذه نظير جيد وذلك في فصول مدارس الاحد حيث كان يخدم في الشرقية بالزقازيق، ومنذ ذلك الوقت كان يتابع خدمته.
عندما اتم دراسته الجامعية عمل في مصلحة حكوميه، ثم تكرس شماساً مكرساً الله.
إختاره المتنيح البابا كيرلس السادس لكي يكون شماسا مكرساً للخدمة في أول كنيسة خارج مصر في الكويت عام 1961م حيث خدم فيها بأمانة وظل على علاقو طيبة بكل مع كل من خدم معهم في الكويت.
ترهب في نوفمبر عام 1962م، وحمل نفس الاسم الذي حمله الأنبا شنودة باسم الراهب انطونيوس لأن الأنبا شنودة صار فيما بعد اسقفا للتعليم.
كانت خدمته تشع بالنور وتتسم بالهدوء والنجاح، وبعد سنوات قليلة في الدير، توجه للخدمة في السودان، مازال أهل السودان يتذكرون تعبه في الخدمة، حيث قام بتأسيس العديد من الخدمات وذلك في عام 1966، خلال تلك الفتره كراهب حضر لقاءات كثيره وخدم في بلاد كثيره مثل: اثيوبيا و انجلترا، كما أسس الكنيسه الأولى في مجتمع اوروبا
عمل في هدوء وصمت وذلك تحت مشورة ورعاية البابا كيرلس السادس وكانت خدمته ناجحه وهادئه وكان لها أثراً كبيراً في النفوس، ولم تكن خدمة شكلية؛ لكنها كانت خدمة ملتهبة بعمل روح القدس.
كان ممثلاً للكنيسة القبطية في عدد من المؤتمرات والمجالس الكنسية مثل: مجلس كنائس افريقيا ومجلس الكنائس الشرق الأوسط ومجلس الكنائس العالمي
زار مدن كثيرة وكان له طبع مميز في الخدمة.
عقب تجليسالبابا شنودة الثالث عام 1971م، إختار قداسته إختار اثنين من افاضل للاباء الرهبان وصاروا أول اساقفة وباكورة الأساقفة الذين رسمهم البابا شنودة وهم: المتنيح الأنبا يوأنس اسقف الغربيه السابق، ونيافة الأنبا باخوميوس أسقفاً للبحيره وذلك في ديسمبر عام 1971م.
رسم الأنبا باخوميوس يوم 12 ديسمبر سنه 1971م. وهو يوافق 3كيهك عيد دخول السيده العذراء مريم الى الهيكل وكان نيافته يعتز كثيراً بذلك العيد، وذلك نسبة لمحبته الكبيرة
للعذراء مريم، حيث دخل نيافته الاسقفية كما دخلت العذراء مريم للهيكل وشاءت الأقدار أن ينتقل نيافته في ذلك اليوم وهو تذكار نياحة عيد نياحة العذراء مريم، وكان على علاقه
كبيره مع القديسين وأولهم العذراء مريم، وقد ذكر قداسة البابا شنودة الثالث أن الأنبا باخوميوس كان يستحق أن يكون هو البطريرك لو لم تكن مدة رهبنته صغيرة في ذلك الوقت بحسب اللائحة.
-خدم الانبا باخوميوس في البحيرة أسقفاً ومطراناً بحسب قلب الله وذلك في خدمته في تعبه في نظام الخدمة، وإيبارشية البحيرة واسعة و تشمل محافظة البحيرة، ومحافظه مرسى مطروح و تلك المحافظتين يمثلوا حوالي ربع مساحة الجمهورية، كما تشمل
الإيبارشية بعض أجزاء من مدينة الإسكندرية وبعض أجزاء من محافظة المنوفية بالاضافه إلى دول الشمال الإفريقي او ما نسميه الخمس مدن الغربية وجزيرة مالطة، وعلى الرغم من ان الإيبارشية واسعه إلا ان هذا الاسقف خدم بكل أمانة وكانت خدمته عظيمة .
في عام 1971م شاءت العناية الإلهية أن نكون نتقابل معه في الخدمة بكنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور، وحينها لم يكن هناك مبنى للمطرانية؛ فسكن في أحد مباني هذه الكنيسة، وتعرف
علينا كشباب وشابات في هذه الكنيسة وتتلمذنا على يديه في الخدمة حوالي 10 سنوات، وكانت تلك السنوات كفيلة جداً أن تربطنا نحن الشباب والخدام والخدمات مع نيافه الأسقف الأنبا
باخوميوس وقد احببنا الخدمه والرهبة والتكريس والعمل في معيه الرب في الكنيسة مع نيافته وكان يهتم بنا كثيراً.. كانت سنوات ذهبية بالنسبة لنا ولأعمارنا، وفيها علمنا اصول الخدمة منا:
*كيف يكون الخادم خادم حقيقي أمام المسيح
* كيف نكون أمناء كيف نكون أوفياء
*كيف نكون مخلصين للكنيسة وللوطن
تعلمنا كل ذلك من عظاته ومحاضراته وجلساته واهتمامه بنا.
انتقل من كنيسة الملاك في أوائل الثمانينات إلى مقر جديد في كنيسة القديس اثناسيوس الرسولي في دمنهور وواصل خدمته وعمله في القرى والنجوع، ويكفينا أن نعرف أن البحيره توجد بها حوالي 10% من قرى الجمهورية، وحينها لم تكن
في تلك القرى كنائس وكان حريصاً بأن تصل الخدمة لكل القرى، فوضع نظاماً وأسس عملاً وفكراً وخدمةً يشهد لها الجميع واشهد لها انا بإعتباري كنت خادما في البحيرة، حيث خدمت مع نيافته عندما كنت راهباً وكاهناً واسقفاً عاماً
النموذج الذي قدمه نيافة الأنبا باخوميوس في خدمته يستحق أن يسجل ليس في كتب ولكن يسجل في تاريخ الكنيسة القبطية
رسم اسقفا في 12 ديسمبر 1971، رسم مطرانا في عام2 سبتمبر 1990م وفي كل محطاته كان خادماً أصيلاً و واضحاً ومحباً جداً وكان يكسب النفوس ويتعامل مع الكل بكل حكمة ولا يخسر أحداً.
أسس ايبارشية البحيرة من لا شيء، وبدأت الخدمة في البحيرة من خلال الآباء والخدام والمكرسات والخادمات والشمامسة، وكان دائما يقول لي: الايبارشية دي كبيرة جداً، لذلك يجب أن يتم تجميعها فكانت الخدمه تصل إلى أصغر قرية وأكبر كنيسة
كان محباً جداً للعمل التنموي وكان يملك فكر تنموي، كان دائماً ينظر للمستقبل؛ فأسس مدارس ومستشفيات ومركز للتنمية الريفية والتي صارت فيما بعد المزرع أي مقر المطرانية
كان محبا للتعليم حيث أسس الكلية الإكليريكية سنة 1992م
أسس كنيسة القديس اثناسيوس الرسولي وأسس فيها الكلية الإكليريكيةواللاهوتيه بدمنهور، وقد نجحت وامتدت وصارت لها فروع في مدينة مرسى مطروح والسادات وكينج ماريوط كما ان صار للكليه معهد للكتاب المقدس ومعهد للموسيقى والألحان ، وقد تخرج منها العديد من الآباء.
زار معظم ايبارشيات الكرازه المرقسية داخل وخارج مصر، وصار اب اعتراف لعدد كبير من الاباء المطارنه والاساقفه والكهنه والرهبان والراهبات والشمامة.
في السنوات الأخيرة كان يجلس معي في جلسات خاصه وكان له شكوى واحده وهي: انا عايز اخدم بس مش قادر.. صحتي مش جايباني وكنت ارد: ولادك بيخدموا ياسيدنا.. كان يرد ويقول: لكن أنا عايز اخدم. وهنا بكى قداسة البابا تواضروس
كانت خدمته خدمه ناصعه البياض منيرة ولكنه وجد العديد من الصعوبات منها
*في عام 1974م كانت هناك أزمه عاصفة في كنيستنا في استراليا، فأوافده البابا شنودة ليذهب لحل المشكلة، وبعد 8 شهور تمكن من حل تلك المشكله بسلام وفي ذلك الوقت كان أسقفاً شابا.
في عام 1981م حيث كانت الكنيسة والوطن يمرون بأزمة كبيرة، لكن الانبا باخوميوس تعامل بكل حكمة واتزان في تلك الأيام العصيبة واستطاع ان يعبر بالكنيسة تلك الأزمات.
في 2012 عقب تنيح البابا شنودة الثالث في 17 مارس.
اختير ليكون قائم مقام البابا، وخلالها خدم بكل أمانة في ظل وجود العديد من الصعوبات في تلك الفترة، لكنه أدار دفو الكنيسة واعطاه الله نعمة كبيرة، حيث خدم من خلال المجمع المقدس وشهد له كل أحدٍ، واجتازت الكنيسة بكل امان وسلام، وقد شهد له الجميع بحكمته وطريقته واسلوبه ولم يخسر أحداً.
ولقد مر بالعديد من الأزمات ولكن ظلت خدمته خدمه حقيقية وقوية ويبدو أن الله اراد أن يكرمه؛ فاعطاه أن يكون جزءا من ايبارشيته هو ليبيا وهي مسقط رأس القديس مارمرقس كاروز
الديار المصرية وقد زار الأنبا باخوميوس المواضع التي تواجد فيها مارمرقس منها: وادي ماركوس، وادي الأسد في ليبيا الله أعطاه أن تكون إيبارشيته واسعه؛ وكأنها كرازة صغيرة
بالنسبه للكرازة المرقسيه الكبيرة، وقد قام بتأسيس العديد من الكنائس في ليبيا، كما قام بتأسيس العديد من الكنائس في السودان، في عام 1972م زار قداسة البابا شنودة طرابلس وليبيا.
قام بتأسيس العديد من الكنائس في استراليا وانجلترا والكويت وذلك في صمت وهدوء، وهذا عمل الله أن: ثمر البر يزرع في سلام
وفي مزمور نقول الساكن في عون العلي يستريح في ظل إله السماء، لقد كان بالحقيقة ساكناً في عون العلي واستراح في ظل إله السماء.
على الرغم من صعوبات الخدمة بعد هذا المشوار الطويل الذي امتد إلى 90 عاما إلا ان اعطاها الله بركه العمر الطويل، وقد عاصر ستة بطاركة: البابا يوأنس ال 113، البابا مكاريوس ال114، البابا
يوساب ال 115، البابا كيرلس ال 116، البابا شنودة ال117 البابا، البابا تواضروس ال 118 وكان خادماً واضحاً ومستقيماً واميناً، وكان أسقفاً ومطراناً بحسب قلب الله واعطانا الله جميعاً أن نشهد
هذا الأسقف والمطران المبارك، ونشهد سيرته وحياته وكنا نسميه النسر الطائر لأنه كان يسافر كثيراً في بلاد كثيرة ويؤدي مهمات كثيرة ولكن في هدوء وصمت وحكمة واعتزاز بكرسي مارمرقس؛ فكان
هناك رباط قوي رباط بينه وبين العذراء مريم والقديس مارمرقس وكان يضعهم فوق رأسه لذلك نحن نشهد له انه كان مطرانا ترك أثراً كبيراً في الكنيسهة يا بخت الذي تعلم منه وفهم شخصيته وجلس معه
وقرأ ما كتبه حيث كان له كتب في الحياه الروحيه والامتلاء الروحي وكان دائما يمزج ما يقدمه لنا في محاضراته بين التاريخ واختبارات الآباء، وتتلمذ على يده العديد من الشباب والشابات
وتعلموا منه الكثير، ونحن نردد مع القديس بولس الرسولونقول قد جاهدت الجهاد الحسن واكملت السعي وحفظت الايمان وقد وضع لي اكليل البر تلك الكلمات التي قالها بولس الرسول في أواخر حياته،
وها نحن نستعيرها ونقولها عن هذا المطران الجليل عن هذا الاب العظيم في الكنيسه القبطيه وسوف يشهد التاريخ أنه عموداً كبيراً في الكنيسة القبطية المعاصر ، حقاً كان عموداً في الكنيسه القبطيه ومنارة لكل أحدٍح
الحديث عن هذا المطران الجليل لا ينتهي وقد اجتمعنا جميعا لكي ما نودعه ونذكر سيرته ونطوب عمله الكبير في الكنيسة ليس في حدود ايبارشية البحيره ولكن على مستوى العالم.
واختتم قداسة البابا الكلمة قائلاً: باسم المطارنة والأساقفة وبإسم الآباء الأحبار الحاضرين معنا؛ نقدم العزاء الكامل إلى أسره إيبارشية البحيرة من الآباء الكهنة والمكرسات والخدام والخادمات والشمامسة
والاراخنة وكل الشعب نعزي اسرته ونطلب العزاء لنفوسنا جميعا ونصلي أن يكون موضعه في السماء يصلي من اجلنا ويتشفع من اجلنا، وانني اودعه كأب حبيب، اودع فيه النموذج القدوة والمحبة والشجاعة والخبرة والفكر والحكمة
وعلى رجاء الايمان نودعه إلى السماء طالبين تعزيات الله لنا جميعاً، ويعزي قلوبنا جميعاً ويعزي كل الأحباء، ونشكر مشاركة كل الحضور في محبتهم، الله قادر ان يعوضنا جميعاً وان يستخدمنا جميعاً حتى النفس الاخير له كل مجد وكرامه..
وكما ذكر قداسته أنه قام بتكليف نيافة الأنبا بولا مطران طنطا وتوابعها نائباً بابوياً لإيبارشية البحيرة توابعها.