يعتقد أن المخطوطات القديمة التي توثق أحداث الإمبراطورية الرومانية تحتوي على أدلة "مباشرة" عن حياة المسيح وموته، وتبدأ الحوليات، التي كتبها المؤرخ الروماني تاسيتوس بعد 91 عامًا فقط من وفاة المسيح.

في الكتاب الخامس عشر، يناقش تاسيتوس حريق روما الكبير عام 64 ميلادية، قبل وقت قصير من وفاة نيرون، حيث ألقى الإمبراطور باللوم فيه على فئة "تسمى المسيحيين"، وتتضمن الحوليات الجملة التالية: "إن المسيح، الذي اشتق منه الاسم، عانى من العقوبة القصوى في عهد طيباريوس على يد أحد حكامنا بيلاطس البنطي.
الاسم "كريستوس"، وهو النسخة اللاتينية من "المسيح"، يعني "الممسوح"، ويذكر العهد الجديد أن بيلاطس البنطي، الحاكم الروماني ليهودا، حكم على المسيح بالموت صلبًا، وفقا لما ذكره موقع ديلى ميل البريطانى.
كما يناقش تاسيتوس اضطهاد أتباع المسيح، الذين انتشروا في روما قادمين من يهودا، ويصف كيف "تم إلقاء القبض على كل من اعترف بأنه مسيحي، وتمت معاقبتهم بوحشية؛ إذ غطواا بجلود الوحوش البرية، فمزقتهم الكلاب، أو صلبوا، أو أُحرقوا أحياءً ليكونوا بمثابة إضاءة ليلية عند حلول الظلام.
وفقًا للكتاب المقدس، ولد المسيح قبل 2021 عامًا في بلدة نائية على أطراف الإمبراطورية الرومانية، وقُتل بعد 33 عامًا، يتفق معظم العلماء على أن يسوع كان شخصية تاريخية حقيقية، ويشير المؤرخون إلى أن تعاليمه حول الحب والتسامح، بالإضافة إلى موته العنيف، دفعت أتباعه إلى تأسيس إيمان جديد أصبح يعرف بالمسيحية.

ويعد تاسيتوس، واسمه الكامل بوبليوس كورنيليوس تاسيتوس، عاش بين عامي 56 و120 ميلادية، من أهم المؤرخين الرومان، اعتمد في تأليفه لكتاب الحوليات على السجلات الرسمية، وإجراءات مجلس الشيوخ، والروايات المباشرة، وهو معروف بأسلوبه النقدي، إذ لم يتردد في اعتبار الأباطرة فاسدين وطغاة.
بدأ أول اضطهاد منظم للمسيحيين في عهد الإمبراطور نيرون، الذي حكم ما بين 21 و24 عامًا بعد صلب المسيح، ويُقال إن نيرون استغل حريق روما الكبير عام 64 ميلادية كذريعة لمنع انتشار المسيحية، بدأ الحريق في 19 يوليو، غالبًا في المتاجر القريبة من
السيرك ماكسيموس، حيث ساهمت البضائع القابلة للاشتعال والرياح القوية في انتشاره بسرعة. استمر الحريق ستة أيام وسبع ليالٍ، مما أدى إلى تدمير أو إتلاف 10 من أحياء روما الـ14، أدى الحريق إلى مقتل المئات، وتشريد الآلاف، وتدمير ثلثي المدينة.
في ذلك الوقت، كانت الإمبراطورية الرومانية متعددة الآلهة، وكان إدراج آلهة أجنبية أمرًا شائعًا، لكن بعض المؤرخين يرون أن تدفق المسيحيين كان يُنظر إليه كتهديد، كتب تاسيتوس أن نيرون ألقى باللوم على المسيحيين
زورًا، مما أدى إلى تنفيذ عمليات اضطهاد واسعة ضدهم وتم صلب المعتقلين في حدائق نيرون الفخمة، حيث عُرضوا كما في السيرك الروماني، كان نيرون يختلط بالناس مرتديًا زي سائق عربة، أو واقفًا في عربة، أو كمشاهد للألعاب القاسية.