حالة من الحزن الشديد انتابت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الكشف عن آخر رسالة للصحفي الفلسطيني حسام شبات، الذي استشهد منذ ساعات في غارة إسرائيلية، استهدفته في شمال غزة.

رسالة مؤلمة للشهيد الفلسطيني حسام شبات
رسالة حسام شبات قبل استشهاده كانت تحمل ألما وحزنا شديدا، من شاب لا يتجاوز الـ 22 عامًا، وصف فيها معاناته لنقل الأعمال الإجرامية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، طيلة 18 شهرًا، ليؤكد أنه طوال
هذه المدة كان ينتقل من مكان لآخر في القطاع، لنقل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، مختتمًا معاناته قائلًا: "أخيرًا استرحت، وهو أمر لم أعرفه خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية".

قبل استشهاده بث الصحفي الفلسطيني حسام شبات رسالة مصورة، كانت آخر رسالة مصورة له، كانت تحمل كل معني الألم، حيث قال فيها: "نحن نباد، نحن نقتل، نحن نذبح، نحن نحرق في شمال غزة"، وبعد ذلك بوقت قصير أُعلن خبر استشهاد الشاب الفلسطيني ناقل حقيقة ما يحدث في غزة للعالم، والذي أصاب، خبر استشهاده، العالم بالصدمة.
الرسالة الأخير لـ حسام شبات تبكي العالم
وبعد دقائق من استشهاد حسام شبات، فوجيء النشطاء والعالم برسالة له تم نشرها على حسابه الشخصي بالفيس بوك، كانت تحمل معها كل مشاعر الألم والحزن، فقد نشر فريق حسام رسالته بعد استشهاده بناءً على وصيه خاصة من حسام.

قال حسام شبات في رسالته المحزنة والمبكية، التي نُشرت بعد استشهاده بدقائق على حسابه الشخصي بالفيس بوك: "هذا فريق حسام، ونشارككم رسالته الأخيرة: "إذا كنتم تقرأون هذا، فهذا يعني أنني قُتلت، على الأرجح مستهدفًا، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي."
واستطرد الراحل حسام في رسالته قائلًا: "عندما بدأ كل هذا، كنت في الحادية والعشرين من عمري فقط، طالبًا جامعيًا لديه أحلام كأي شخص آخر. على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية، كرّست كل لحظة من حياتي لشعبي. وثّقت الأهوال في شمال غزة دقيقة بدقيقة، مصممًا على أن أُظهر للعالم الحقيقة التي حاولوا دفنها. نمت على الأرصفة، وفي المدارس، وفي الخيام، أينما استطعت."
وتابع الشهيد حسام شبات رسالته قائلًا: "كان كل يوم معركة من أجل البقاء. تحملت الجوع لشهور، ومع ذلك لم أفارق شعبي أبدًا. والله، لقد أديت واجبي كصحفي. خاطرت بكل شيء لأنقل الحقيقة".
وأضاف حسام شبات "والآن، أخيرًا استرحت- وهو أمر لم أعرفه خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية. فعلت كل هذا لأنني أؤمن بالقضية الفلسطينية. أؤمن أن هذه الأرض لنا، وكان أسمى شرف في حياتي أن أموت دفاعًا عنها..." خدمة شعبها".
واختتم الراحل حسام شبات رسالته المبكية قائلًا: "أسألكم الآن: لا تتوقفوا عن الحديث عن غزة. لا تدعوا العالم يُشيح بنظره عنها. واصلوا النضال، واصلوا رواية قصصنا - حتى تتحرر فلسطين.. للمرة الأخيرة، حسام شبات، من شمال غزة."

رسالة حسام شبات تثير الأحزان
أثارت الرسالة الأخيرة للشهيد حسام شبات أحزان وبكاء العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذي تفاعلوا مع رسالته الحزينة التي تقطر ألمًا.
علق الصحفي الفلسطيني أنس الشريف قائلًا: "بالأمس حملنا إسماعيل سويًّا؛ شيَّعناه إلى مثواه الأخير، واليوم يا صديقي أقف مُثقَلًا بالوجع وذات الألم يتجدَّدُ بفقدك يا حُسام!
تذكَّرتُ صوتُك وأنت تصرخ في العالم حتَّى بُحَّ صوتك! واليوم أنادي وأصرخ بكلِّ جوارحي أين أنتم أيُّها النَّاس؟! أين أنتَ أيُّها العالم؟! هل تنتظرونا جميعًا أن نُشيَّع في
الأكفان لأنَّنا أردنا أن نكون صوت أهلنا وبلادنا؟! فوالله دونها الأرواح سنظلُّ نحمل هذه الأمانة حتَّى الرَّمق الأخير، على ذات الدَّرب التي مضى عليها رفاقُنا، ذنبُنا الوحيد أن
لبسنا درع الصحافة الذي لم يشفع لنا أمام عربدة الاحتلال الإسرائيلي وعنجهيته، فكلُّنا أهدافٌ مَشروعة لظُلمه ووحشيَّته! اليوم الاحتلال الإسرائيلي لم يقتُل حُسام وحده وإنَّما
صَادَق على قتلِنا جميعًا فهل سنكون نحن غدًا محمولون على الأكتاف؟! لم يترك الاحتلال لنا خيارًا إلا أن ننقل الخبر حتى نغدو نحن الخبر؛ ونحن في الأكفان ننادي بآخر ذَرَّةٍ من ضمائر هذا العالم!"
وقال الناشط الفلسطيني تامر أدهم: "استشهاد الصحفي حسام شبات الذي وثق الكثير من فضائع وجرائم الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة في عملية اغتيال إسرائيلية حقيرة. كان واحدًا من الأبطال الذين وصلوا صوت غزة للعالم عبر القنوات ومنصات التواصل الاجتماعي. خبر يؤلم القلب."