القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«إيه تعمل (الماجدة) في الوش العكر»؟! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

بمجرد إعلان التشكيل الجديد للجنة الدراما فى المجلس الأعلى للإعلام، برئاسة الأستاذة ماجدة موريس، حتى تذكرت مثلًا شعبيًا ذائعًا، إيه تعمل الماشطة فى الوش العكر!

«إيه تعمل (الماجدة) في الوش العكر»؟! بقلم حمدي رزق

وبالمثل إيه تعمل الماجدة فى الوش العكر!!

والماشطة فى المثل الشعبى سيدة تحسن المَشْط وتتَّخذه حِرفة، والماجدة فى العنوان أعلاه، ناقدتنا الكبيرة التى عُرف عنها حسن الفرز بين الغَثِّ والسمين، بالسين لا بالثاء!

ترجمة المثل أعلاه، ماذا يمكن أن تغيره الماشطة إذا كان وجه المستهدف تحسينه (بشع)، أخشى مهمة العزيزة ماجدة صعبة، وجه الدراما التلفزيونية (عكر)، وجه بشع يحتاج إلى نَطاسيّ، طَبيب حَاذق، وليس إلى صحفى ناقد، الوجه البشع يحتاج إلى عمليات تجميل عميقة، لا تزويق بمساحيق ملونة.

اختصاص اللجنة كما ورد تكليفًا، متابعة ودراسة ورصد الأعمال الدرامية التى تعرض فى وسائل الإعلام، وإعداد تقرير بهذه الدراسة، وفحص المخالفات التى يجرى رصدها، والتحقق من ثبوتها واقتراح القرار المناسب لها، ومتابعة الالتزام بتطبيق المعايير والأعراف المكتوبة الأكواد الصادرة عن المجلس بقرار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 62 لسنة 2019.

مهمة اللجنة لاحقة، بعدية وليست قبلية، تقييمية وليست إنتاجية، المطلوب ليس لجانًا رقابية، بل لجانًا حوارية، ربما يلبى قرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بتشكيل مجموعة عمل تعنى بوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما، الحاجة الملحة إلى دراسة معمقة لحال الدراما، تنقذها من السقوط الحر بفعل عوامل الجاذبية التمويلية من خارج الحدود.

المطلوب، كما أتخيل، نفحة تمويلية بنكية، بحوافز سخية لإقالة صناعة الدراما من عثرتها الإنتاجية، حزمة تمويلية تغرى بإنتاج دراما تسهم فى تشكيل الوعى الوطنى، وتبتعد بمسافة عن مسلسلات الصابون ذات الرائحة النفاذة التى تأنفها الأنوف الحساسة!

فى الجوار، هناك من يمول الغث على حساب السمين، يصدر لنا الدراما المصرية التى تقاعسنا عن إنتاجها، على طريقة بضاعتكم ورُدَّت إليكم، وتروج بضاعته المغشوشة فى ظل الشح الدرامى المنتج وطنيًّا.

وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر، وهل تصلح حبيبتنا (الماجدة) ما أفسده التمويل الإنتاجى السخى من خارج الحدود لدراما تسود وجه المجتمع المصرى، وترسم رجاله جانحين خارجين عن القانون، ونساؤه سبايا بغايا وراقصات؟

أخشى اللجنة لا تملك سلطة فعلية على الأعمال الدرامية، ولا تشاهدها إلا بعد عرضها، بعد أن تقع الواقعة، تقع الفاس فى الراس، وتعرض الأعمال وتنتشر لغتها السوقية ومشاهدها المبتذلة بين الناس، مهمة اللجنة المشاهدة عبر المنصات.

تفكيك الأزمة (أزمة الدراما) والكلام إلى رئيس الوزراء، فى بيت المنتجين، لجنة ماجدة ليست محل الأزمة، الأزمة أزمة إنتاجية بالأساس، وتعدد المنصات الإنتاجية بحرية إبداعية كافية يضمن تنوعًا يفرز أعمالًا إبداعية تعوض عطش السنين إلى دراما تعبر عن المجموع الوطنى لا تسقط فى بئر الإدمان.

أزمة الدراما، فى وجه آخر، أزمة ورق مكتوب، من يكتب الورق، صحيح ليس بيننا طيبو الذكر وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة وصالح مرسى، ولكن لم ولن نعدم كتابًا مجيدين يكتبون من بنات أفكارهم، لا يملى عليهم، وبين ظهرانينا كتاب محترفون وورقهم فى ثلاجات الإنتاج.

هناك من يفضل الغث على السمين، لسبب معلوم، ولا تتحدث به الأقلام الباهتة التى تصمت على مسلسل الاستلاب الثقافى المتسلسل فى دراما رمضان!

حمدي رزق - المصرى اليوم
23 مارس 2025 |