القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

الجحيم.. اليوم التالي في غزة .. بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

الجحيم أو النار، مصطلح يرد فى الكثير من المعتقدات والديانات لتصوير العقاب للأنفس الشريرة أو العاصية، وفى معظم الديانات يُصور الجحيم بوصفه مكانًا باردًا ومظلمًا، كما فى الهندوسية، بينما يُشار للجحيم فى الإسلام باسم جهنم بوصفه مكانًا فيه الحرارة الشديدة (السعير) والبرودة الشديدة (الزمهرير).

الجحيم.. اليوم التالي في غزة .. بقلم حمدي رزق

بين السعير والزمهرير تعيش غزة فى جهنم حمراء، صبت طائرات جيش الإبادة الإسرائيلى الجحيم على رؤوس العُزّل الصائمين فى العراء الغزاوى، فى واحدة من أخس وأقذر هجمات الغدر والخيانة، قصف مخيمات ومستشفيات النازحين، لجأوا إليها بحثًا عن مأوى فسكنوا الجحيم بعينه.

وبعلم الرئيس الأمريكى، أعطى دونالد ترامب الضوء الأخضر لجيش الإبادة ليمارس نازيته، يوم سك لفظ الجحيم، تهديدًا للمقاومة فى غزة، وعلى درب جحيمه المرصوف بالجماجم والأشلاء سار يسرائيل كاتس، وزير حرب الإبادة، الجحيم الأرضى ما يحدث فى غزة.

لمن كانوا يتساءلون عن اليوم التالى فى غزة، ويجتهدون فى رسم ملامح صورة اليوم الموعود، هذه إجابة نتنياهو، إبادة غزة فى اليوم التالى لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الجحيم ما يدخره نتنياهو لغزة فى يومها التالى.

نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس لم يصبرا على طعام واحد، على هدنة، ولم يطيقا صبرًا، والداخل الإسرائيلى يغلى، وينعتهم بالكذب، والمماطلة، وقتل الأسرى، قررا التبكير باليوم التالى وبضوء أخضر من البيت الأبيض.

نتنياهو خرق الهدنة عمدًا مع سبق الإصرار دون وجل إنسانى أو كابح أخلاقى، وأطاح بالوساطة التى كادت تتلمس طريقًا معبدًا نحو هدنة مستدامة تكفل الإفراج عن الأسرى سالمين، وتحفظ حيوات العزل فى العراء.. لا تهمه حياة عشرات المخطوفين، يستهدف قتل آلاف المدنيين.

وزير الدفاع الاسرائيلى كاتس فى توصيف دقيق خازن الجحيم، ترامب بحديث الجحيم مبكرًا، وبمجرد وصوله البيت الأبيض وضع غزة على شفير جهنم، لم تشفع الوساطة (المصرية/ القطرية)، ولم تُجدِ المفاوضات الشاقة

بين القاهرة والدوحة، كل هذا لا يغير مخطط الجحيم فى غزة، غزة نموذج ومثال للجحيم الذى يراود ترامب فى أحلام اليقظة، يحلم بالأرض المحروقة، وفى اليوم التالى ريفييرا سياحية بواجهة بحرية على جثث الغزاوية.

لا أستثنى منهم أحدًا، وجوه الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية اتفقوا على صب الجحيم على غزة، والهدف إبادة غزة عن بكرة أبيها، محو غزة من الوجود، الهدنة كانت طريقًا مرصوفًا إلى الجحيم، توزيعة الأدوار فى الكابينيت، مجلس الحرب الإسرائيلى، لا تُخطئها عين مراقب، جناح يفاوض، وجناح يُبيد غزة عن آخرها.

نتنياهو لا يتعجل الإفراج عن الأسرى، ولا يريد دفع مقابل، والجحيم بيده، والعزل ضحايا فى مرمى طائراته ومسيراته، وعلى المقاومة أن ترضخ، وتطلب العفو والسماح، لا يطلب نتنياهو أسراه فحسب، بل يطلب رؤوس المقاومة، لسان حاله إنى أرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها، وإنى لصاحبها، وإنى لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى.

القصفة الإسرائيلية فجر الثلاثاء (وعلى مدار 12 ساعة متصلة)، تفتح أبواب الجحيم على مصراعيها، تفتح جبهات الحرب مجددًا، غزة تدخل مرحلة الجحيم، الهجرة المخططة من قبل ترامب لم تُفلح، والهجرة الطوعية لم تُجدِ.. الحل هو القصف، القصف المفرط، حتى ينبجس الدم فيفروا من الجحيم!!.

حمدي رزق - المصرى اليوم
19 مارس 2025 |