مخرج الروائع عمرو فلينى سلامة جزاه الله خيرا، إساءته فى حق إسماعيل ياسين جلبت رحمات على روح طيب الذكر، الله يرحمه، ويبشبش الطوبة اللى تحت راسه.

أعترف بحب سمعة، تعلقت به صغيرًا، وكما يفعل الأطفال السذج حاولت مرارا تقليده، فمى صغير بدون (شلاضيم)، عبثا لم أستطع تقليده، وبعد أن شاب الشعر منى وبلغت من العمر عتيا لايزال سمعة يبهجنى، ويسعدنى بشلاضيمه!!.
سمعة كوميديان ملوش حل، لم يخفف عنى وعن جيل الآباء المطحونين طحنًا سواه، فنان مخلوق للسعادة، ويملك مخزونا من السعادة يكفى أجيالا متعاقبة، لا ينفد أبدا.
سمعة نعمة من الله، نعمة واللى يكرهها يعمى، بين ظهرانينا ناس مصابة بالعمى الحيثى، ربنا يشفيها، كنا ننطق اسمه ونحن صغار لا نميز الحروف، هكذا سماعين، وجد لنفسه من قبره مكانًا بين الأسرة، ألجأ إليه كلما استبد بى القلق، وأحن إلى ابتسامة رايقة، وأشتاق إلى ضحكته كلما أظلمت فى وجهى سويعات الشقاء.
لم يخيب ظنى أبدا، لا أخفيكم سرًا، سمعة هو صديقى الذى أئتمنه على ألمى فيحوله إلى أمل، قادر على بلسمة الجروح بابتسامة، جميل سمعة يبهج النفوس.
ومثلى كثير من المحبين، من زمن الأبيض والأسود، جماعة إسماعيل ياسين، هكذا يتندر علينا ساخرين جيل من المتفذلكين سينمائيا، جيل لم يجرب الضحكة الرايقة، والجملة النظيفة، والعذاب على شفاه تبتسم.
سمعة الوحيد الذى يبكينى ويشجينى، أعترف أنا من دراويش سمعة، أنا من جماعة أبو ضحكة جنان، ومغرم بسلسلة أفلام إسماعيل ياسين، من الطيران إلى الأسطول.. سلسلة من أفلام الروح الوطنية الراقية، وهذا سر حنق المتفذلكين على الكوميديان العظيم!.
جد أعيش لحظات مفعمة بالبهجة مع مغامرات ساذجة، مفرطة فى البساطة، وجمل مبهجة من فرط طرفتها، وأقهقه ضحكا، وكأنى أشاهدها لأول مرة فى كل مرة، ولا أمل أبدا، أراه متجددا.. لم أسمع فى الغرب من ينال من عظمة تشارلى تشابلن، لله فى خلقه شؤون.
أحفظ أفلام إسماعيل ياسين عن ظهر قلب، كل لقطة، كل مشهد، كل ضحكة ضحكتها مئات المرات على مدار عقود خلت، سمعة كالجبنة الرومى كل ما يقدم يحلو.
حتى رعب سماعين جميل، فى متحف الشمع كانت هناك مومياء قبيحة مخيفة تطارد اثنين من الظرفاء، إسماعيل والقصرى، قلبا الرعب ضحكا هستيريا، أفلام الرعب عند سمعة نوع من الرعب اللذيذ، عمركم شفتم رعب لذيذ، حاجة كده من ريحة لوريل وهاردى بالمصرى.
وعندما يحب، يحب على نفسه، ويغنى حبك نار على الطريقة الحليمية نسبة إلى العندليب الأسمر عبدالحليم، وتتجاهله الشعنونة زينات صدقى، فيقف أمام المرآة يندب شلاضيمه.
يا عينى على الحب، على الصبر، حب إسماعيل حب عفوى جميل، يأتى بأفعال عاطفية عجب، تهلك من الضحك، تسقط المحبوبة صريعة فى حب أبو بق كبير، بٌقّو بالمناسبة اسم فيلم لإسماعيل ياسين الكيلو 99.
تهرب من فضائيات الليل وآخره وفيها عشرات من المهابيل إلى إسماعيل يس اللذيذ، تفر من النكد الأزلى، تحول الريموت إلى سماعين، وكأنك انتقلت إلى عالم آخر، سمعة قيمة فنية فى زمن قلة القيمة.. لا مؤاخذة يا مخرج الروائع!!.