شهدت الكنيسة العالمية، خلال الفترة الماضية، دعوة من بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تواضروس الثاني، لتوحيد الاحتفال بعيد القيامة المجيد.

وضع البابا المصري، موعد مقترح لذلك التوحيد، وهو الموعد الذي تحتفل وفقًا له كنيسته القبطية الأرثوذكسية، ولم يأتي ذلك من فراغ بل برره البابا بعدة أمور مُقنعة جاء أبرزها، إنه بحسب ما أقره مجمع نيقية عام 325 ميلادية، فإن كنيسة الإسكندرية صارت هي المسؤولة عن تحديد عيد القيامة وذلك بشكل سنوي.
وهًنا يجب مراعاة الدور البطولي الذي قام به سلفه البابا أثناسيوس، رقم 20 في تعداد بطاركة مصر، في وضع صيغة إيمانية للمسيحية، تعتنقها الآن كافة كنائس العالم، مما منحه لقب الرسولي.
استند البابا تواضروس أيضًا خلال لقائه وفد الجمعية البرلمانية للأرثوذكسية بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، على معايير تحديد الكنيسة المصرية لموعد عيد القيامة، والذي كان حتما ما يأتي يوم أحد، وبعد الاعتدال الربيعي، وبعد الفصح اليهودي وليس أثناءه أو قبله، مع مراعاة أن الكنيسة الغربية بصفة عامة تحتفل بعيد القيامة دون الارتباط بموعد الفصح اليهودى.
باحث: الأقباط ورثوا عن أجدادهم الفراعنة التفوق الفلكي
عادل عوض، الباحث في التاريخ الكنسي، قال في تصريحج خاص للدستور: إن هذه الدعوة تعتبر إعادة للأمور في نصابها الحقيقي، وهو ما يُعد أمرًا محبوبًا على قلب الله والناس، إذ أن الكنيسة المصرية كانت تتولى فعليا مهمة تحديد موعد عيد القيامة، والذي كان يتبعه بقية الكراسي الرسولية الاخرى، نظرا لأن الاقباط هم أحفاد الفراعنة المعروف تفوقهم في الفلك والرياضيات.
كما أشار إلى أن قمة هذا التفوق وضح من خلال شخص البابا ديمتريوس الكرام، رقم 12 في تعداد بطاركة مصر، الذي أسس علم الحساب الأبقطي، والذي يُعد معدالات حسابية، يُحسم من خلالها مواعيد ومواقيت الأصوام والأعياد.
فرصة لبداية وحدة حقيقية على أسس إيمانية
شريف برسوم، الباحث الطقسي، قال للدستور، إن الكتاب المقدس يقول: رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، ودعوة البابا تواضروس، تُعد دعوة بطولية وفرصة لبداية وحدة حقيقية على
أسس إيمانية واحدة، اذ انه اذا قُبلت هذه الدعوة، من الممكن أن يأتي بعدها وحدة إيمانية حقة، وفقًا للإيمان القبطي الأرثوذكسي، ليتحد إيمان المسيحيين في كل صوب ونحو، ليردع الشق الذي تسبب فيه طومس لاون، في مجمع خلقدونية المشؤوم عام 451م.