احتراز وجوبى، أعلم أن هذا الحديث شائك، سيما فى رمضان، والمكفراتية متربصون فى الدغل الإلكترونى، ومثل هذه السطور تستنفر نوازع الشر فى نفوسهم الخبيثة، ولكن المثل الشعبى يقول اللى يعوزه البيت يحرم ع الجامع!

كل جمعة يغبطنا وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى بافتتاحات مساجد جديدة، زد وبارك، إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ (التوبة / 18).
وزارة الأوقاف افتتحت أمس الجمعة (31 مسجدًا)، فى إطار خطتها لإعمار بيوت الله، إجمالى ما تم افتتاحه فى عهدة الوزير الأزهرى، من أول يوليو الماضى حتى تاريخه، (1194 مسجدًا)، بينها 821 مسجدًا إحلالًا وتجديدًا، و373 مسجدًا صيانةً وتطويرًا.
وعليه بلغ إجمالى ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه منذ يوليو 2014م وحتى الآن 13 ألفًا و275 مسجدًا، بتكلفة إجمالية نحو 22 مليارًا و383 مليون جنيه.
الحمد لله على نعمة المساجد، والسؤال: كم عدد المساجد فى مصر، وهل هناك نقص فى عدد المساجد، وما الرقم المستهدف وكلفته؟
ليجيب وزير الأوقاف مشكورًا، تخيل يا مؤمن (22 مليار جنيه) أنفقت على إعمار المساجد فى عشرة أعوام!
والسؤال: هل هناك حاجة ماسة لهذا العدد من المساجد، هل فاضت المساجد بالمصلين، هل المصلون يصلون فى الشوارع، هل تعالت أصوات الركع السجود يطلبون مساجد؟
بدون تفكير، سيرد أحدهم، وهى جت على المساجد، هذه بيوت الله ويُذكر فيها اسمه، حتى بيوت الله مستكترين عليها 22 مليار؟!
ومن هذا كثير من التلويم والتعنيف والتقريع حتى نصمت تمامًا، نستعين بالله ونستعيذ، ونقولها وأجرنا على الله، أليس هناك ما يسمى فقه الأولويات، أم هو فض مجالس؟!
بالله عليكم، أليس افتتاح مدارس ومستشفيات أَولى من بناء المساجد والكنائس؟!، أقله نبنى مساجد ومدارس وكنائس ومستشفيات.
وماذا عن افتتاحات المدارس الجديدة، نفسى ومُنى عينى أسمع وزير التعليم يغبطنا بافتتاحات مدارس جديدة بكلفة مليارية.
نعانى نقصًا فادحًا فى أعداد المدارس، ووزير التعليم الدكتور محمد عبداللطيف يجتهد فى تدبير الفصول للطلاب، والكثافة خانقة، والبنية الأساسية حدث ولا حرج، واضطرار يقسم الوزير المدارس على الفصول فترتين، ناهيك عن نقص الأدوات والمدرسين، ميزانية وزارة التعليم لا تقيم أود تعليم حقيقى ومنتج!
ماذا لو ساهم السيد وزير الأوقاف بتمويلات (عام واحد مساجد) فى مشروع بناء مدارس جديدة، ولن يحرم الثواب، وتكريمًا ستوضع لافتة على باب المدرسة تشير إلى أنها تبرع كريم من وزارة الأوقاف.
خطة إعمار المساجد على العين والرأس، كما أن بناء الكنائس حق لا يمارى فيه إلا جاحد، فقط تذكرة بالمدارس، بالمستشفيات، هناك نقص فادح فى الخدمات الطبية، موازنة وزارة الصحة لا تفى بالمطلوب، وزيارة إلى مستشفى أميرى فى الأقاليم لا تسر كثيرًا.
لو تبرع وزير الأوقاف بمليار واحد كل عام من خزائنه المليارية لدعم المستشفيات بمحافظة من المحافظات لكان خيرًا للناس وأنفع.
أعرف أنها أموال وقف، موقوفة على المساجد، ولكن الوقفية كالفتوى فى الإجماع تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة والأحوال، فى زمن العسرة تفيض المساجد بالخيرات، ومليارات وزارة الأوقاف تحتاج إلى نظرة فقهية تراعى أحوالًا اجتماعية، وكما يقولون اللى يعوزه البيت (المدرسة / المستشفى) يحرم ع الجامع.