القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مقاطعة البضائع الأمريكية! بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

من يطالع مقابلة براين نيكول، الرئيس التنفيذى لشركة ستاربكس، مع منصة بلومبيرج، وقوله إن حملة المقاطعة التى واجهتها سلسلة المقاهى الأمريكية الشهيرة العام الماضى فى منطقة الشرق الأوسط كان لها أثر كبير على حركة المبيعات وإيرادات الشركة.. (تترجم خسارة محققة).

مقاطعة البضائع الأمريكية! بقلم حمدي رزق

يعرف جدوى حملات المقاطعة، المقاطعة موجعة، وسلاح المقاطعة لايزال فى أيدينا ويمكن استخدامه مستقبلًا فى مواجهة المخطط الصهيونى فى غزة وداعميه، دولًا وشركات وأفرادًا.. والقوائم جاهزة (قيد المقاطعة).

ستاربكس تعانى وتعاين الأضرار، ومثلها شركات أمريكية ضخمة عابرة للقارات (ماكدونالدز نموذج ومثال)، الرياح المعاكسة تعصف بالشركات الأمريكية المتهمة بدعم جيش الاحتلال الإسرائيلى، والرياح المعاكسة تترجم رياح المقاطعة، والتعبير من صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

خلصت الصحيفة الأشهر عالميًا فى تقرير منشور، إلى خطورة المقاطعة على مستقبليات الشركات الأمريكية المصنفة (داعمة لإسرائيل)، وتبرهن على فاعلية سلاح المقاطعة فى تكبيد هذه الشركات العالمية خسائر فادحة، عددتها الصحيفة والمساحة لا تتسع لإحصائها.

صحيح زخم المقاطعة لم يعد صاخبًا هادرًا كما كان فى بدايات حرب الإبادة، وبعد وقف إطلاق النار والدخول فى مراحل الهدنة تواليًا، ولكن المقاطعة شعبيًا رسخت فى ضمير المستهلك العربى لم تغادره وأشك أن تغادره.. وصفة مُجربة.

تستغرب من نزوع الأطفال الغريزى لتجنب كل ما هو فى قوائم المقاطعة، يحفظونها عن ظهر قلب، يأنفونها تمامًا، ويخاصمون أرفف سلع المقاطعة ذات الألوان والرسومات الجذابة.. وأمهاتهم اللاتى أرضعنهم لا يقربن سلع المقاطعة، ويتبادلن فى جروبات

الماميز العابرة للحدود العربية قوائم المقاطعة، وأسماء المحلات الشهيرة، ويحذرن المراهقين من الاقتراب منها، ومن يدخلونها حتى ساعته مجللون بالعار، يتخفون من الأعين التى تحدق فى الوجوه والعيون تحت النظارات.. وبرندات الملابس الأجنبية!

سلاح المقاطعة لايزال فى أيدينا، ويمكن تطويره واستخدامه شعبيًا فى مواجهة مخطط ترامب الاستعمارى فى غزة، والتلويح بمقاطعة السلع الأمريكية إذا أصرت الإدارة المتعصبة لإسرائيل على موقفها العنصرى من تهجير سكان القطاع إلى المنافى قسريًا،

مقاطعة السلع الأمريكية بامتداد المنطقة العربية وتخومها فى البلدان الإسلامية والأخرى الصديقة ستُكلف الشركات الأمريكية ما لا طاقة لها به، وستؤثر على مستقبليات الاقتصاد الأمريكى، ما يُولد ضغوطًا على الإدارة المتجبرة ذات الميول الصهيونية.

وكما كان سلاح المقاطعة مؤثرًا فى اقتصاديات الشركات الأمريكية الداعمة لإسرائيل يقينًا سيؤثر على مستقبليات الإدارة الأمريكية العقارية الداعمة لإسرائيل، وبالسوابق مقاطعة السلع الدنماركية، والفرنسية كانت جد مؤلمة، وكلفتهم غاليًا، وسارعوا إلى الاعتذار وطلب العفو والسماح، مقاطعة السلع الأمريكية ستكون مؤلمة وستكلف كثيرًا.

الاستقواء والصلف والتجبر التى تمارسها إدارة ترامب لو قُوبلت بإنذارات مقاطعة شعبية عربية/ إسلامية للبضائع الأمريكية، لكان للقضية شأن آخر.

الحكومات تحتشد سياسيًا لصد العدوان الأمريكى على غزة، وتجتهد فى تقديم الطروحات البديلة لمخطط ترامب الاستعمارى، الطرح المصرى نموذج ومثال، والشعوب وجلة خائفة محتشدة حول القضية التى يهدر دمها وتتم تصفيتها أمريكيًا.

ترجمة الاحتشاد الشعبى الصاخب فى مقاطعة شاملة على جبهة عريضة سيغير كثيرًا من موازين القوة المختلة بين العرب وإسرائيل مدعومة أمريكيًا، يثقل الكفة العربية فى مواجهة اختلال عقلى أصاب الإدارة الأمريكية بقصر النظر فلا ترى موضع قدميها فى غزة.

حمدي رزق - المصرى اليوم
20 فبراير 2025 |