شهدت قرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، مساء أمس الأربعاء، تشييع جثمان محمد محسوب إبراهيم أحمد، المعروف إعلاميًا بـ"خُط الصعيد الجديد"، والذي لقي مصرعه مع سبعة من أعوانه خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن استمرت لثلاثة أيام وذلك وسط تشديدات أمنية وانتشار رجال الشرطة.

المشهد الذي شهده أهالي القرية كان مثيرًا للجدل، حيث تجمع حشد كبير من أنصاره لتوديع محسوب وأعوانه في جنازة جماعية، رغم الخلفية الإجرامية التي لاحقتهم.
الجثمان الذي تم تشييعه كان لمحمد محسوب، إلى جانب سبعة من أعوانه، بينهم نجله وشقيقه ونجل شقيقه وأشقاء زوجته، تم بحضور شعبي رغم أن محسوب وأعوانه كانوا خارجين على القانون وملاحقين قضائيًا بتهم جنائية متعددة.
محمد محسوب، الذي كان متهمًا في 44 جناية تشمل الاتجار بالمخدرات، القتل، حيازة الأسلحة غير المرخصة، السرقة بالإكراه، والإتلاف، كان محكومًا عليه بالسجن المؤبد مع مدد بلغ مجموعها 191 سنة، كما كان أعوانه أيضًا مسجلين خطرين، حيث بلغت أحكام أحدهم 108 سنوات سجن، وكانت هذه المجموعة الإجرامية تتحصن في مناطق جبلية وقرية العفادرة، حيث أقامت تحصينات ودشم لحماية نفسها من الملاحقات الأمنية.
وبدأت المواجهات الأمنية عندما قامت قوات الشرطة، بدعم من قوات الأمن المركزي، بمداهمة الموقع الذي كان يتخذه محسوب وأعوانه مقرًا لهم، ووفقًا للتقارير الأمنية، استخدمت العناصر الإجرامية أسلحة ثقيلة مثل قاذفات "آر بي جي" وقنابل يدوية من نوع "F1" وبنادق آلية، كما فجروا أسطوانات غاز لإعاقة تقدم القوات، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل محسوب وسبعة من أعوانه، وإصابة ضابط شرطة.
وأسفرت الحملة الأمنية عن ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة النارية، بما في ذلك قاذفات "آر بي جي"، مدافع جرينوف، بنادق آلية، وقنابل يدوية كما تم ضبط كمية كبيرة من الطلقات النارية مختلفة الأعيرة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك تصريح بدفن الجثامين بعد تسليمها لذويها.
التقليد الاجتماعي في الصعيد يتجاوز الخلفية الإجرامية للمتوفين
ورغم الخلفية الإجرامية لمحسوب وأعوانه، إلا أن التشييع الجماعي الذي شهده أهالي القرية في أسيوط أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين هؤلاء العناصر الإجرامية وأهالي القرية، ويرى البعض أن الحضور الكثيف يعكس خوفًا من بطش هذه المجموعات، بينما يرى آخرون أن الأمر يعكس تقليدًا اجتماعيًا في الصعيد يتجاوز الخلفية الإجرامية الثابتة بأحكام قضائية للمتوفين.
من جهتها، أكدت النيابة العامة بأسيوط أنها قامت بمعاينة مسرح الحادث وأجرت التحقيقات اللازمة، بما في ذلك تشريح الجثث وإصدار تقارير الطب الشرعي، كما تمت السيطرة على الوضع الأمني في المنطقة بعد القضاء على البؤرة الإجرامية.