واصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هجومه على نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في حلقة جديدة من سلسلة لومه على استنفاد طاقات أمريكا في الحرب الدائرة مع روسيا، امتدت لمطالبته بترك منصبه الذي لم يعد جديرًا به، بعد انتهاء ولايته الرئاسية العام الماضي، مع الإبقاء عليه لظروف الحرب.
وبدأ اشتباك التصريحات بين الرئيسين ترامب وزيلينسكي، مع إعلان الولايات المتحدة انخراطها في محادثات بشأن الحرب الروسية الأوكرانية دون دعوة كييف أو داعميها الأوروبيين، واستضافتها المملكة العربية السعودية الثلاثاء الماضي، وجمعت وزيرا الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والروسي سيرجي لافروف.
وكتب ترامب، في منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، أن أمريكا تحملت عبئًا ماليًا أكبر بكثير من أوروبا في دعم أوكرانيا ضد روسيا دون أن تحقق أي مكاسب، حيث أنفقت 200 مليار دولار إضافية مقارنة بالدول الأوروبية، بينما حصلت أوروبا على ضمانات مالية.
حرب لا يمكن أن تفوز بها أمريكا
وأضاف واصفًا زيلينسكي: "إنه ديكتاتور تسبب في جر الولايات المتحدة إلى صراع لا يمكن الانتصار فيه"، متسائلًا عن كيفية تمكن الرئيس الأوكراني، الذي بدأ حياته المهنية كممثل كوميدي- على حد وصفه- من إقناع واشنطن بإنفاق 350 مليار دولار على حرب كان من الأفضل ألا تنخرط فيها أساسًا.
وتابع أن زيلينسكي أقر بأن نصف الأموال التي تلقتها أوكرانيا "مفقودة"، كما أنه يرفض إجراء الانتخابات رغم تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي المحلية، معتبرًا أنه استفاد بشكل كبير من علاقته بسلفه جو بايدن، ووصفه بأنه "ديكتاتور بدون انتخابات"، وطالبه بضرورة التحرك سريعًا قبل أن يجد نفسه بلا دولة يحكمها.
كما أكد الرئيس الأمريكي أن إدارته تجري مفاوضات فعالة لإنهاء الحرب مع روسيا، مشددًا على أن الجميع يدركون أن "ترامب وحده" قادر على تحقيق ذلك، متهمًا بايدن بعدم محاولة التوصل إلى تسوية سلمية، ومشيرًا إلى فشل أوروبا في تحقيق السلام.
ولمّح إلى أن زيلينسكي ربما يفضل استمرار الحرب، لأنها أصبحت "مصدر ربح سهل"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه يحب أوكرانيا، إلا أن رئيسها أدى "عملًا فظيعًا"، وأن بلاده تعرضت للدمار وفقدت ملايين الأرواح بلا داعٍ، معتبرًا أن النزاع مستمر دون جدوى.
ترامب يطمع في معادن أوكرانيا
قبل أسبوع، كشف الرئيس الأمريكي عن رغبته في استغلال رواسب المعادن في أوكرانيا مقابل تقديم مساعدات مستقبلية، إلا أن الأمر قوبل بالرفض من الطرف الآخر.
وكشفت تقارير إعلامية أن إدارة دونالد ترامب قدمت مقترحًا للرئيس الأوكراني بمنح واشنطن حق امتلاك 50% من المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، مقابل انفتاحها على نشر قوات في أوكرانيا، في حال تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا ينهي الحرب.
زيلينسكي أكد الأمر بقوله إن الولايات المتحدة اقترحت حصولها على 50% من احتياطيات المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، مقابل تقديم مساعدات مستقبلية "غير واضحة"، لكنه رفض العرض الذي يفتقد إلى "الضمانات الأمنية"، مشددًا: "لا يمكنني قبول ذلك، لا يمكنني التفريط في بلادي.. الأمر بهذه البساطة".
