يواجه دير السيدة العذراء المحرق, أحد أهم المواقع الأثرية والدينية في مصر حيث يعتبر القدس الثانية وأهم النقاط علي مسار العائلة المقدسة, هجوما من النمل الأبيض بسبب التغيرات المناخية التي طرأت علي مصر, من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة.
هذا الهجوم تسبب في أضرار بالغة, بما في ذلك من شروخ وأنفاق داخل الحوائط وتلف كبير في الأرضيات الخشبية والأعمدة حسب التقرير التي أعدته لجنة البيئة بنقابة المهندسين.
دير المحرق يبعد حوالي 12كم غرب القوصية بمحافظة أسيوط, ويقع عند سفح الجبل الغربي الذي يسمي باسم جبل فسقام, وهو من أهم المحطات التي استقرت فيها العائلة
المقدسة في رحلة هروبها لأرض مصر ومكثت في مكانه مدة 6 أشهر وأيام قليلة, ويعتبر من أوسع الأديرة في صحراء مصر, حيث تبلغ مساحة أرض الدير أكثر من 20 فدانا.
ولدير المحرق قيمة أثرية عظيمة, وبه حصن يرجع بناؤه إلي القرن السادس الميلادي, حيث بني لحماية الرهبان من
غارات البربر الوحشية, أيضا الكنيسة الأثرية التي بنيت مكان البيت الصغير الذي عاش فيه الطفل يسوع مع أمه
العذراء مريم ويوسف النجار, وفي الكنيسة الأثرية مذبح دشنه السيد المسيح بنفسه ويعتبر أول كنيسة في العالم.
توجهت لجنة البيئة بنقابة المهندسين عندما علمت بالأمر, علي رأسها الدكتورة منال متولي, ومعها قامات من المتخصصين أعضاء النقابة إلي زيارة
الدير والمعاينة ومعها مسئول للعمارة البيئية, ومسئول لخرسانة ومسئول لوجستيات وتوجه جميعا للوقوف علي تأثير النمل الأبيض علي المنطقة الأثرية.
بروتوكول تعاون
وأطلقت لجنة البيئة بنقابة المهندسين المصرية, برئاسة الدكتورة المهندسة منال متولي, مبادرة مهندسون لاستدامة التراث والبيئة, حيث قامت
اللجنة بتوقيع بروتوكول تعاون مع جمعية حماية التراث والبيئة, وذلك بحضور الدكتور هشام سعودي- وكيل النقابة, والمهندس محمود عرفات- أمين
عام النقابة, والدكتور المهندس سعد مكرم- أمين الصندوق المساعد, والمستشار عدلي حسين- محافظ القليوبية الأسبق ورئيس جمعية حماية التراث والبيئة.
وقال محمود عرفات: إن لجان النقابة المختلفة هي الأذرع العلمية والمجتمعية للنقابة, حيث تقوم بدور النقابة كهيئة استشارية للدولة في مجال
تخصصها, مشيدا بمجهودات لجنة البيئة والتي تتناول قضايا تهم كل المجتمع المصري, وكذلك مجهودات رئيس اللجنة في الحفاظ علي التراث المصري خارج مصر.
وشكر الأمين العام اللجنة علي وجودها وسط المواقع لدراسة المشكلات والعمل علي حلها, مستبشرا بإيجاد حلول للقضاء علي النمل الأبيض في دير المحرق بأسيوط, وكذلك إيجاد حلول علمية لكل المشكلات البيئية التي يواجهها عدد من المواقع.
في كلمتها الافتتاحية, أشادت الدكتورة منال متولي, بدعم أمين عام النقابة ومساندة هيئة المكتب لكافة فعاليات اللجنة, مشيرة إلي أن جمعية تنمية وإحياء التراث المصري لها شأن كبير علي المستويين المحلي والدولي.
بدوره أشار الدكتور المهندس هشام سعودي, إلي أن النمل الأبيض وصل إلي عدة مواقع بمحافظة الإسكندرية, وبدأ في الانتشار الواسع في مناطق,
مثل سموحة لقربها من البحيرات, واصفا المشكلة بالعالمية وليست محلية, ويلعب فيها التغير المناخي دورا كبيرا, داعيا إلي دور وتكاتف عالمي
لمواجهة مثل هذه القضايا الخطيرة علي البيئة والعمران, لافتا النظر إلي خطورة استيراد بعض أنواع الأخشاب, إذ أن بعض المستوردين يستوردون
أدني درجات الجودة في الأخشاب, موضحا الخطر الجسيم من العواقب, مما يعطي الفرصة لانتشار النمل الأبيض لو لم نأخذ خطوات وقائية تجاه هذا الأمر.
ودعا سعودي إلي شراكات بين العلماء المتخصصين في هذا الأمر, لإيجاد وسائل وحلول سريعة للإيقاف النسبي لانتشار النمل الأبيض, إلي أن توجد الوسيلة القاطعة للقضاء عليه نهائيا.
ونبه المستشار عدلي حسين إلي خطورة وجود النمل الأبيض في المواقع الأثرية القديمة, مستشهدا بما حدث حاليا في دير المحرق بأسيوط, مشيدا بدور لجنة البيئة ومجهوداتها في إيجاد حلول للقضاء علي هذا الهجوم الشرس من النمل الأبيض.
وبدوره ألقي نادر جرجس كلمة أشاد فيها بالتعاون بين الجمعية ولجنة البيئة, مبديا شكره وتقديره لمجهودات
اللجنة في إصرارها علي مكافحة النمل الأبيض بدير المحرق, وقال: الأمر جلل, ويحتاج إلي تكاتف كل الجهات
المعنية, كون الدير أهم محطة من محطات مسار العائلة المقدسة في مصر, حيث مكثت فيه السيدة مريم أكثر من ستة أشهر.
وأعرب جرجس عن أسفه من أن النمل الأبيض أتي علي الحصن الأثري بصورة مؤسفة, مؤكدا علي اهتمام قداسة البابا شخصيا ورئيس الدير بهذا الأمر, وأبديا اهتماما كبيرا بدور لجنة البيئة في مكافحة هذا المخلوق الشرس.
وأضاف: اهتمام اللجنة بالقضاء علي النمل الأبيض ومعاينة ما حدث بالدير علي الواقع وتحليل الأسباب والعمل والدراسة لإيجاد حلول ناجزة أمر يطمئن قلوبنا جميعا, وعلي رأس الجميع قداسة البابا.
معاينة دير المحرق في جبل قسقام بأسيوط
أوضحت الدكتورة منال متولي أن لجنة البيئة من نقابة المهندسين, قامت بمعاينة دير المحرق, وتبين لها أن وجود النمل الأبيض متغول في
الدير من أكثر من سنتين, وحاول الرهبان مكافحته بطرق بدائية, برش أكثر من مبيد حشري للقضاء عليه ولكنه لم يأت بالنتائج المرجوة.
ونتج عن رش هذه المبيدات أنها أثرت علي صحة الرهبان وأصيبوا بحساسية مزمنة في الصدر, وأثرت علي المباني الأثرية نفسها من حيث
الأخشاب والأحجار وكذلك المخطوطات التي توجد في المكان, حيث يوجد هناك أقدم المخطوطات علي مستوي العالم في دير المحرق, وهو من أقدم الأديرة.
واستكملت كلامها قائلة: بالمعاينة وجدنا ثلاثة أماكن بها مستعمرات كبيرة, واحدة خارجية في الحديقة وأخري في الداخل وثالث مستعمرة داخل
الحوائط.. فالحوائط كانت كلها ثقوب كبيرة وعميقة جدا, واكتشفنا حوائط بها شروخ عميقة ورصدنا سقفا كاملا سقط وقاموا بإصلاحه بوضع خشب جديد,
وأرش طوب سقط بالكامل وتسبب في ترحيل الأعمدة من مكانها مسافة 6سم, ورهبان الدير قاموا بإعادة الأرش مكانه.. وتبين لنا أيضا أن الأرضية
الخشب تم التهامها من النمل الأبيض بالكامل فاستبدلوه بأرضية من الأسمنت السميكة, وهذه الأرضية الأسمنتية ظهرت بها شقوق عريضة واستطاع النمل اختراقها.
وفي نفس السياق شرح المهندس فاروق شرف استشاري وخبير ترميم الآثار والمنشأة التاريخية خطر تواجد النمل الأبيض في المناطق
الأثرية, قائلا: أبرز الأضرار التي يسببها النمل الأبيض: تآكل الهياكل الخشبية في الأبنية الأثرية مثل الأبواب, النوافذ,
والسقوف, وتدمير المخطوطات القديمة والنصوص التاريخية النادرة, وكذلك إلحاق الضرر بالأثاث الأثري الموجود في المتاحف والمخازن
وإضعاف دعائم المنشآت الأثرية التي تحتوي علي مكونات خشبية, مما قد يؤدي إلي انهيارها بمرور الوقت.. والمشكلة الحقيقية
تكمن في صعوبة اكتشاف الإصابة في البداية, حيث يعمل النمل الأبيض داخل الخشب دون أن يترك آثارا ظاهرة حتي يكون الضرر كبيرا.
مرحلة الدراسة
وقالت الدكتورة منال متولي أثناء لقائها مع الإعلامية ريم الشافعي: بعد عودتنا من هذه الزيارة والمعاينة التفصيلية, إن كل واحد من المتخصصين
تولي دراسة الجزء الخاص به وأصدرنا تقريرا كاملا بعد عشرة أيام من الدراسة التفصيلية.. وأوضحت الدكتورة منال أنها تولت المعاينة في باقي
المنطقة من حيث المقارنة ما بين التأثيرات التي حدثت في دير المحرق في خاماته المختلفة وبين المقابر الفرعونية القريبة والتي لم تتأثر بالنمل الأبيض.
وتبين لها أن أخشاب المقابر الفرعونية من خشب الجميز الذي أصبح نادرا, وبالرجوع للقراءات وجدت أن الكتاب المقدس
وتابوت العهد كانوا معمولين قديما من خشب السنط الذي لم يتأثر بالنمل الأبيض, لكن خشب السنط انقرض أيضا في مصر..
أما خشب دير المحرق أغلبه من خشب النخيل الذي به نسبة عالية من السيليلوز المحبب للنمل الأبيض, ولذلك تم التهامه بشراهة.
أما الحوائط في دير المحرق نجد أنها من الحجر الجيري الرسوبي وهذه الأحجار بها مواد عضوية يعشقها النمل الأبيض وينزل لعابه عليها ليذيب الأسمنت ويعمل قنوات له يمشي فيها.
ووجدنا أن أحجار المباني الفرعونية لم تصبها آفة علي الإطلاق من آلاف السنين مع أنها من الحجر الجيري الرسوبي أيضا, ولكن وجدنا أن
هذا نوع وذاك نوع آخر, فالفراعنة حينما استخدموا أحجارا بنوا بتقنية اسمها جيوبوليمر وهذه التقنية يأتي فيها بالأحجار الجيرية الرسوبية
أو أحجار البراكين ويحاول العامل أن يعالجها (بفكرة التكسير والتسخين ثم البناء مرة أخري في قوالب) أو يحاول يعمل مثلها بنظريات
كيميائية معينة لينتج كتلة صلبة قوية جدا وهذا يعكس قمة في التقدم العلمي والتي أدت إلي عدم قدرة النمل الأبيض أو أي آفة علي اختراقه.
كيف نستدل علي النمل الأبيض وكيف نكافحه؟
شرحت الدكتورة منال متولي: بسبب التغيرات المناخية في مصر وانتشار هذه الحشرات الفتاكة في مناطق معينة منها الإسكندرية وبورسعيد
وأسيوط, أصبح هناك خطوات ملحة للاستدلال علي وجود هذا النمل, فيوجد أجهزة متطورة تستطيع رصد الفرمونات الخاصة بالنمل الأبيض ومن
هنا نتمكن من الكشف علي أماكن مستعمراتها, منها جهاز الألترا سونيك.. ثم تأتي المرحلة التالية والتي يستخدم فيها أجهزة الفاكيوم
ساكشون التي تمتص (تشفط) النمل وتمنعه أن يعيش في البيئة الخاصة به التي يعشقها في مستعمراته ذات الحرارة والرطوبة المثالية له.
ومن خلال الهيئات الاستشارية المشكلة لدراسة الوضع في دير المحرق, أوضحت متولي: إننا نقوم بدراسة مدققة علي كل الجوانب منها دراسة
الخرسانة والتأثير عليها في حالة المعالجة بالشفط الذي يحدث خلخلة في الحوائط ويتم وضع مقترحات لحلول تلك المشكلات في المباني
والحوائط خصيصا.. وكذلك يتم دراسة التداعيات البيئية الناتجة عن الحلول المقترحة ودراسة كل التخصصات الهندسية والبيئية المتعلقة بالمشكلة.
المرحلة الثانية هي العمل علي تقليل وزيادة درجات الحرارة فيقلل درجة الحرارة 25 درجة ثم يزود درجة الحرارة 25 درجة, بواسطة جهاز مصري تم اختراعه
حديثا, وبالتالي يمكن وضع هذا الجهاز علي حائط به النمل الأبيض فيغير درجة حرارة الحائط عن الحرارة المناسبة للنمل وبالتالي أغير له البيئة المريحة له.
ثم يأتي دور حقن المبيدات,محذرة من أن عددا من الدول أنفقت مليارات الدولارات للقضاء علي النمل الأبيض دون جدوي حتي
الآن, وأوضحت أنه يوجد نوعان من المبيدات: مبيد كيميائي, وآخر فيروسي, وقالت: نحن بدأنا في المركز القومي للبحوث- قسم
حشرات في المعمل نجهز محلولا يقتل النمل الأبيض بعد أسبوع, حيث إن مدة الأسبوع تكفي أن يتناقل أسراب النمل بينهم
المحلول دون معرفة ضرره عليهم. ومن هنا لا يقتل الصف الأول فقط بل يتوغل لعمق المستعمرة.. وهذا المحلول يكون غير ضار للإنسان.
في هذا الإطار, اقترح المهندس فاروق شرف استشاري وخبير ترميم الآثار والمنشأة التاريخية بعضالحلول والتوصيات يأتي في أولها عمل الفحص الدوري
للأبنية الأثرية والمخطوطات القديمة للكشف المبكر عن أي إصابة.. إضافة لاستخدام مواد معالجة للأخشاب مقاومة للنمل الأبيض عند ترميم الآثار,
وتطبيق المبيدات المناسبة تحت إشراف متخصصين في مكافحة الآفات الأثرية, معالتحكم في الرطوبة داخل المخازن والمتاحف, حيث يفضل النمل الأبيض البيئات الرطبة.
وأكد شرف أن علاج الأخشاب من النمل الأبيض في كنيسة العائلة المقدسة- دير المحرق يجب أن تتم باستخدام طرق آمنة وغير ضارة بالأثر
أو بالبيئة المحيطة, وشرح أفضل الخطوات والحلول لمكافحة النمل الأبيض داخل الكنيسة مع مراعاة الحفاظ علي القيمة الأثرية للأخشاب وهي:
1- التقييم الأولي والإجراءات الوقائية
- فحص أماكن الإصابة وتحديد الأخشاب المصابة داخل الكنيسة (الأبواب, الأعمدة, الأسقف, الأثاث, أي عناصر خشبية أخري).
- البحث عن آثار نشارة الخشب, الأنفاق الطينية, التجاويف داخل الأخشاب.
- فحص رطوبة المكان, لأن النمل الأبيض ينجذب إلي الخشب الرطب.
عزل المنطقة المصابة بتقليل الانتشار عبر وضع ألواح بلاستيكية أو عوازل حول الأخشاب المصابة.
2- طرق علاج الأخشاب المصابة بالنمل الأبيض
أولا: المعالجة الكيميائية, استخدام مواد آمنة للأخشاب الأثرية مثل: الزيوت الطبيعية (مثل زيت البرتقال أو زيت النيم حيث يحتوي زيت البرتقال علي مادة الدي-ليمونين التي تقتل النمل الأبيض عند ملامسته).
- يتم حقن الزيت داخل تجاويف الخشب باستخدام سرنجة صغيرة, أو مسح الأسطح المصابة.
- البوراكس-Borax بوراكس الصوديوم: مع خلطه بالماء ورشه علي الأخشاب المصابة لقتل النمل الأبيض ومنع عودته.
وعن الحذر من المبيدات الكيميائية التقليدية شرح قائلا:
يجب تجنب المبيدات الكيميائية القوية مثل الفبرونيل والكلوربيريفوس, لأنها قد تلحق ضررا بالأخشاب الأثرية. وفي الحالات الشديدة, يمكن استخدام مبيدات خاصة بأبحاث الترميم الأثري تحت إشراف متخصصين.
* وعنترميم العقد الذي رفص العمود الرخامي بكنيسة العائلة المقدسة شرح شرف قائلا:
بما أن الكنيسة تعتبر أثرا دينيا وتاريخيا مهما, فإن ترميم العقود ورفص الأعمدة يتطلب أساليب دقيقة تحافظ علي الطابع الأثري وتراعي الاستقرار الإنشائي للمبني.
ويتطلب الأمر السير علي الخطوات التالية:
* دراسة الحالة الإنشائية
قبل الترميم وقبل أي تدخل, يتم تنفيذ فحص إنشائي دقيق ودراسة الشروخ والتصدعات في العقد والعمود وفحص الأحمال المؤثرة علي العقد
ومدي تأثير رفص العمود وأيضاتحليل المواد الأصلية المستخدمة في البناء, سواء الأحجار أو الملاط (مادة بناء تستخدم لربط الطوب أو
الطابوق أو الحجر ولملء الفراغات بينها), وتحديد مدي تآكل أو ضعف العقد والعمود بسبب الزمن أو العوامل البيئية مثل الرطوبة والنمل الأبيض.
* تقوية وترميم العقد
يجبتدعيم العقد باستخدام الأوتاد الخشبية المؤقتة لضمان ثباته أثناء العمل وحقن المواد المالئة (المونة المتوافقة مع الأثر) في الشروخ والتجاويف داخل العقد, لضمان ترابطه دون تغيير طابعه الأصلي.
وإذا كان العقد مفككا جزئيا, يمكن إعادة بناء بعض الأجزاء بنفس الأحجار الأصلية أو بأحجار مكملة متوافقة معها.
* وعن إصلاح رفص العمود (انحرافه أو هبوطه).
قال المهندس شرف: إذا كان الرفص ناتجا عن هبوط التربة أسفل العمود, يتم حقن التربة بمواد تدعيم خاصة (مثل
الجراوت أو الجير الهيدروليكي) وإضافة طبقات من الملاط الجيري لدعم الأساسات الضعيفة إذا كان الرفص بسبب ضعف مادة
العمود نفسه, يتم استخدام أحزمة معدنية غير مرئية لدعم العمود ومنع تفككه وإضافة مداميك حجرية مع مراعاة عدم تشويه الأثر.
* إعادة توزيع الأحمال
يتم التأكد من توازن الأحمال علي العقد والعمود بعد الترميم, وذلك عبرإضافة عوارض خشبية أو معدنية غير مرئية لدعم الحمل الإنشائي.
وفي بعض الحالات, يتم إعادة ضبط الأحمال باستخدام كوابيل أو دعامات حجرية تساعد في تخفيف الضغط علي العقد.
ومن أهم التوصيات التي صرح بها لـوطني المهندس فاروق شرف استشاري وخبير ترميم الآثار والمنشأة التاريخية لتجنب هجوم هذه الآفة علي الأماكن الأثرية قائلا:
- الصيانة الدورية لجميع مفردات الدير وخاصة الأسوار ونخص سور الطوب اللبن والعمل علي تطهيره كل ستة أشهر لطرد الحشرات والقضاء عليها بالرش بالمبيدات الحشرية مع التركيز علي إضاءة مداخلها ليلا لطرد الوطاويط.
- الصيانة المستمرة للأخشاب المتمثلة في الأبواب والشبابيك والدبل الخشبية بالحوائط وذلك للقضاء علي النمل الأبيض الذي يتغذي علي مادة السليولوز بالخشب وتحويله إلي بودر, الأمر الذي تصبح الأخشاب ضعيفة إنشائيا.
- وضع قطع من خشب الأرز بالقرب من الأماكن المصابة, حيث إن رائحة الأرز تعمل كمبيد طبيعي للنمل الأبيض.
- استخدام الخل الأبيض الممزوج بالماء ومسح الأخشاب المصابة.
- نشر مسحوق التراب الدياتومي (Diatomaceous Earth) حول الأخشاب المصابة, حيث يقتل النمل الأبيض عبر تجفيف جسمه.
* الوقاية من عودة النمل الأبيض:
- تقليل الرطوبة- تحسين التهوية داخل الكنيسة لمنع تراكم الرطوبة- إصلاح أي تسربات مياه قد تكون مصدر جذب للنمل الأبيض.
- فتح الحديقة وتشغيل النافورة للزائرين مع ضرورة أن يكون العدد محدودا في كل مرة ومع ضرورة وجود مرافق من الدير للحفاظ علي جميع مفرداتها.
والجدير بالذكر أن النمل الأبيض يهاجم المنازل أيضاً ولذلك حرصت “وطنى” لاعطاء القارى جرعة معلوماتية من الخبراء في هذا الشأن لوقاية منازلهم وممتلكاتهم
علامات وجود النمل الأبيض
تتعدد العلامات التي تدلّ على وجود النمل الأبيض في المنزل، وفي ما يأتي عدد من أبرز هذه العلامات: ظهور البثور على الأرض الخشبية، مما يؤدي إلى تلفها مع مرور الوقت. تلف وتجوّف
الخشب المحيط بالجدران والأرضيات، إذ إنّ النمل الأبيض يمضغ الخشب باحثًا بداخله عن السليلوز، وعادةً ما يُظهر الخشب المجوّف أصواتًا فارغة. وجود آثار لأجنحة النمل الأبيض
متناثرة بالقرب من النوافذ والأبواب، وعادةً ما تنتشر أجنحة النمل في موسم التزاوج. العثور على عدد من أنابيب الطين التي يصنعها النمل الأبيض بهدف منع وصول الهواء البارد والجاف
إلى أماكن استيطانها. العثور على فضلات النمل الأبيض، والتي هي بالأساس بقايا الخشب الذي يأكله النمل الأبيض، وتكون هذه الفضلات على شكل حُبيبات مشابهة للقهوة الناعمة، أو نشارة الخشب.
أضرار النمل الأبيض في المنازل
يُعدّ إتلاف الخشب من أكثرالأضرار التي يتسبب بها النمل الأبيض في المنزل، والتي تستدعي تدخلًا وقائيًا من صاحب المنزل من أجل التخلّص من هذه الآفة والسيطرة عليها، وفي ما يأتي توضيح للأضرار التي يتسبب بها النمل الأبيض للأخشاب في المنزل
يبدأ النمل عادةً بغزو الخشب الموجود أسفل المنزل، وسرعان ما ينتقل إلى داخل الجدران إن لم يُسيطرعليه، إذ إنّ بعض أنواعه مثل نمل الخشب الجاف يأكل الأثاث المصنوع من الخشب، وسُميّ بذلك نظرًا لِعدم حاجته للرطوبة من أجل البقاء. فالنمل الأبيض يستطيع إيجاد طريقه إلى أخشاب المنزل بكلّ سهولة، ولا يُمكن السيطرة عليه إلا عن طريق الجهات الخاصة بمكافحة الآفات
إتلاف الخشب الإنشائي للمنزل
يُعدّ النمل الأبيض الجوفي من أنواع النمل الأبيض الذي يُفضّل العيش في الأماكن الرطبة، وبالتالي فإنّه يبحث عن التربة عالية الرطوبة ويعيش فيها. وممّا لا شك فيه بأنّ وجود النمل الأبيض تحت الأرض يعني وصوله للخشب الإنشائي الخاص بأساسات المنزل، والأسوأ أنّ الأضرار التي يُلحقها النمل الأبيض بهذه الأماكن يؤثر على أماكن أُخرى في المنزل، وعادةً ما يتطلب إصلاحات كبيرة
إتلاف الخشب المحيط بالنوافذ والأبواب
يمكن معرفة وجود النمل الأبيض في المنزل من خلال مراقبة المنطقة المحيطة بالنوافذ والأبواب، إذ إنّ الإطارات المحيطة بالأبواب والنوافذ عادةً ما تُصنّع من الخشب، وتُعدّ الأخشاب في المنزل هدفًا رئيسيًا للنمل الأبيض، ومن العلامات التي تدلّ على وجود النمل الأبيض في هذه المناطق وجود تموّجات أو فراغات حول الخشب ممّا يُظهره ضعيفًا ورقيقًا.
أضرار النمل الأبيض على الإنسان
لا يُشكّل النمل الأبيض عامل تهديد للإنسان بشكل مباشر، إلا أنّه يتسبب بآثار تُلحق بعض الأضرار بصحة الإنسان، ومنها:
التعرّض للسع واللدغ، مما يتسبب بظهور الجروح. الإصابة بالحساسية أو مرض الربو.. التأثر بالمواد الكيميائية المستخدمة في مكافحة النمل الأبيض، لذا يجب الاستعانة بأحد خبراء المكافحة في حال الرغبة في التخلّص من النمل الأبيض، والحرص على الابتعاد عن مكان المعالجة لفترة ليست بالقصيرة. التسبب بالشعور بالقلق والتوتر والذي يؤثر سلبًا على الصحة الشخصية لِصاحب المنزل.
