حديث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول عربية أخرى يُؤخذ على محمل الجد، ترامب جده جد، وهزله جد.

ترامب يروم أمرًا ما، لم يختمر بعد في صفقة، يقولها صراحة وبلا مواربة سياسية، نصًا نقل سكان غزة خارجها، يمكن أن يكون النقل.. مؤقتًا أو طويل الأجل!!
وهذا ما كنا نخشاه ونتحسب منه، ترامب يتحدث بلسان نتنياهو، ما عجز عنه الرئيس السابق بايدن وإدارته الديمقراطية، يتحدث به ترامب في ظل إدارته الجمهورية، ما كان يهمس به بايدن سرًا فضحه ترامب علنًا.. ولا يخشى فيها ملامة.
ترامب لا يكذب علينا.. ولا يتجمل عالميًا، يتحدث عن مأساة غزة (متألمًا)، قلبه حنين أبوحنان، يقولها بكل حنية: غزة مكان مُدمر حرفيًا الآن، كل شىء مدمر والناس يموتون هناك.. والحل تهجيرهم من القطاع المدمر لمساكن أكثر إنسانية وأمانًا.. ترامب يعانى فرط جنية!
عجبًا، لم يسأل نفسه في سره عمن دمر غزة وحوَّلها لحطام، كل شىء مدمر بفعل آلة الاحتلال الوحشية التي ذخرها الجيش الأمريكى وأطلقها مسعورة على القطاع تعيث فيه تحطيمًا.
علامَ يتباكى أبوحنان، حنية ترامب كحنية الوز، والحل عنده (صفقة) كالتى يجيدها، يقولها: أفضل التواصل مع عدد من البلدان العربية وبناء مساكن في مكان مختلف، حيث قد يكون بإمكانهم (الغزاوية) العيش بسلام خارجها.
وهكذا تنتهى القضية الفلسطينية برمتها، من جذرها الضارب في التربة الفلسطينية، تكفين القضية وتشييعها إلى مثواها الأخير.. ونصبح على ما أمسينا، قضية شعب بلا أرض، والأرض هي القضية.
ترامب سادر في غيه، ولا يتورع عن تصفية القضية في صفقة رابحة، لاتزال تلح على مخيلته، ما سماه صفقة القرن، مؤداها تصفية القضية بتفريغ القضية من محتواها، وتهجير الفلسطينيين، قد يكون بإمكانهم العيش بسلام في دول الجوار!!، إزاء نكبة القرن الواحد والعشرين كما كان وعد بلفور نكبة القرن العشرين، تتوالى النكبات، والضمير الإنسانى مستنيم لحديث الصفقات المسمومة.
لن أحدثكم عن الموقف المصرى الصلب في رفض التهجير والتوطين وتصفية القضية بوعود مليارية، رفضتها مصر الأبية وستظل رافضة، ومثلها موقف المملكة الأردنية الهاشمية ترفض تصفية الضفة على حسابها، ولكن الموقف العربى مقلق، والضمير غائب، والمليارات السائلة مغرية!
الموقف العربى إزاء نوايا ترامب الشريرة يحتاج إلى بلورة، وتوكيد على الثوابت العربية بشأن القضية، ومن صفقة القرن تحديدًا، والتى تورطت فيها عواصم عربية بغية التطبيع والربح السريع.
والسؤال: ماذا نحن (كعرب) فاعلون؟!
ترامب لا يُطلق وعودًا خيالية، عازم على تحقيق وعوده للدولة العبرية، وسابقته تؤشر على وعوده، خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، كان أحد وعود حملة ترامب هو نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس التي وصفها بأنها العاصمة الأبدية للشعب اليهودى، ونفذ وعده في عام تالٍ مباشرة، واحتفل وشرب نخب الدولة العبرية الموعودة.
ما يحمله ترامب في عهدته الرئاسية الجديدة للمنطقة لخصها بقوله: أنا أو الجحيم، أبانا في البيت الأبيض.. حنانيك، المشرحة مش ناقصة، المنطقة مش ناقصة جحيم، كفاية جحيم نتنياهو يكفى ويزيد.. وأخر دعوانا للسماء اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، ولا تؤاخذنا بما فعلنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.