القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مواجهة مبكرة.. كيف يتحصن الأقباط الأرثوذكس من الأفكار المتطرفة؟

"من القلب إلى الوطن" كانت كلماتهم، تحمل وعيًا وفطنة تجاه محاولات العبث بمشاعر المحبة التي تجمع المصريين، الأقباط، كجزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، يعيشون بحس وطني راسخ، يرونه فرضًا إيمانيًا لا يمكن التغاضي عنه.

مواجهة مبكرة.. كيف يتحصن الأقباط الأرثوذكس من الأفكار المتطرفة؟

قداسة البابا تواضروس الثاني يرى أن المحبة الوطنية ليست مجرد شعارات، بل هي موقف وإيمان يتجلى في أفعال تُرسخ قيم المواطنة، ويقول بصرامة ووضوح: "ودّ الإخوان للكنيسة كان مجرد قناع، ومصر تحتاج إلى يقظة دائمة أمام مكائدهم".

وفي الكنيسة، تسير الأمور كما يقول عادل عوض: "محبة الوطن ليست كلمات عابرة؛ هى فعل إيجابي يبدأ بإزالة ورقة من الأرض وينتهي بحماية الوطن من الأفكار الهدامة".

أوشية الرئيس، الترنيمة الوطنية، اجتماعات الأمهات، ودور الكشافة، كلها وسائل تُكرس هذا الحب للوطن، كما يصف المرتل عماد ظريف: "الكنيسة لا تنسى الصلاة من أجل مصر لتبقى مصر آمنة مُزدهرة".

بهذا الوعي والإيمان، يحارب الأقباط مكائد المتربصين بوطنهم، محافظين على لُحمة الوطن، ومؤمنين بأن مصر ستظل دائمًا مُباركة كما كانت على مر العصور.

الكنيسة القبطية: حب الوطن مسئولية

قال عادل عوض، أمين خدمة المرحلة الإعدادية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في تصريح خاص لـ"الدستور"، إن الكنيسة باعتبارها مؤسسة وطنية متكاملة تولي اهتمامًا خاصًا بالجانب الوطني، وتسعى لترسيخ الوعي بين أبنائها ليكونوا قادرين على التمييز بين من يعمل لصالح الوطن ومن يسعى لاستغلاله.

وأضاف "عوض" أن الكنيسة تُخصص ضمن أنشطتها في مدارس التربية الكنسية محاضرات توعوية حول أهمية حب الوطن، وتشجع الشباب على التعبير عن هذا الحب بالأفعال وليس بالكلمات فقط.

وأشار إلى أن الكنيسة تُعلم أبناءها من خلال الكتاب المقدس أن السيد المسيح أحب وطنه واحترم قوانين الدولة.

واستشهد عوض بموقف السيد المسيح حينما طلب من تابعيه أداء واجبهم الوطني، مثل دفع الضرائب، وهو ما أكده في تعاليمه عندما قال: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله".

وأكد "عوض" أن هذه المواقف تُظهر بوضوح أن محبة الوطن ليست خيارًا بل هي مسئولية إيجابية تُرضي قلب الله، وتنسجم مع تعاليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بناء مواطن صالح يحب وطنه ويعمل من أجل خدمته.

صلوات من أجل الوطن والرئيس

من ناحيته، قال المرتل الكنسي عماد ظريف، في تصريح خاص لـ"الدستور"، إن الكنيسة استلهمت من الرسالة الثانية للقديس بولس الرسول إلى تيموثاوس وصية مفعمة بالمحبة، تدعو للصلاة والابتهال من أجل جميع الناس.

وأوضح أن الكنيسة استنادًا إلى هذا المبدأ أضافت إلى صلواتها ما يُعرف بـ"أوشية الرئيس"، وهي صلاة موجهة لطلب البركة والحكمة لأصحاب المناصب العليا.

وعن تفاصيل أوشية الرئيس، أشار المرتل إلى أن الكاهن يبدأ الصلاة قائلًا: "اذكر يا رب رئيس أرضنا عبدك"، ثم يتلو الشماس نصًا يطلب فيه الرحمة والحكمة للرئيس، وأن يُلين الله قلوب المسئولين للصلاح، ليختم الحاضرون الصلاة بترديد "يا رب ارحم".

ويعود الكاهن ليطلب من الله أن يحفظ الرئيس بسلام وعدل وقوة، وأن يُلهمه السعي للسلام من أجل استقرار الكنيسة والوطن، بحيث يعيش الجميع حياة مطمئنة مفعمة بالتقوى والعفاف.

الترانيم الوطنية تلهب الحماسة وتعكس حب الكنيسة للوطن

المرنم والموسيقي سامح رءوف صرح لـ"الدستور" بأن الموسيقى لها تأثير عميق على النفس البشرية، ما يجعل الألحان الشعرية أكثر تأثيرًا وسرعة في إيصال الرسائل مقارنة بالكلمات التقليدية في الخطابات أو البيانات، لهذا السبب، تحرص الكنيسة دائمًا على استخدام الترانيم للتعبير عن حبها للوطن.

وأشار نبيل إلى أن العالم بأسره شهد كيف تزينت ميادين مصر، في التحرير والاتحادية، بالأغاني الوطنية التي أشعلت الحماسة وألهبت المشاعر خلال في 30 يونيو.

ملتفون حول راية العلم

أكدت تاسوني مريم، اسم مستعار بناءً على طلبها، في تصريح خاص لـ"الدستور" خلال أحد اجتماعات السيدات، أن هذا الاجتماع في الكنيسة يمثل جهة توعية مهمة، رغم كونه بالأساس لقاء دينيًا.

وأشارت إلى أن الكنيسة تغرس القيم الوطنية في الأمهات والأطفال، لافتة إلى أن اجتماع السيدات يسهم في تعزيز الإيجابية والمشاركة الفعالة في قضايا الوطن، فضلًا عن مكافحة الشائعات التي قد تهدد مصالح البلد، مشددة على أهمية الالتفاف حول راية العلم المصري.

نحارب الشائعات

في السياق ذاته، تحدث الكابتن ريمون فخري، القائد الكشفي، لـ"الدستور" مؤكدًا أن الكنيسة تهتم بتعليم الأشبال والزهرات والكشافة قيم خدمة الوطن، مشيرًا إلى أن الكشافين لهم دور بارز في محاربة الشائعات والمساهمة في نشر التوعية بين المواطنين، معززين الإيمان بأن مصر هي أرض مباركة، كما ورد في الأديان السماوية.

وأوضح أن الإيجابية هي جزء أساسي من الشخصية الكشفية، معربًا عن ضرورة أن يكون الكشاف مبادرًا في خدمة وطنه.

الدستور
22 يناير 2025 |