سيفتح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بوابات الجحيم، إذا صدق وعده بنشر السجلات الخاصة باغتيال كل من الرئيس الأمريكى الأسبق جون كينيدى، والناشط السياسى مارتن لوثر كينج الابن، سيما ونظرية المؤامرة التى صاحبت اغتيالهما لا تزال تعتمل فى عقول كثير من الأمريكيين، وتلاحقها الكتب والأفلام والتحليلات المعمقة حتى ساعته وتاريخه.
لو فعلها، ينكأ ترامب برعونة سياسية، جرحا نازفا فى التاريخ الأمريكى، ورغم مضىّ عقود على الجريمتين (كينيدى اغتيل بإطلاق الرصاص عليه ظهر يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 فى دالاس، وكينج تم إطلاق النار عليه فى فندق لورين فى ممفيس، تينيسى، فى 4 إبريل 1968)، لا تزال الجريمتان حاضرتين فى الذهنية الأمريكية، وتحوطهما علامات استفهام مريبة.
يكفى أنه وبعد اغتيال الرئيس كينيدى فى عام 1963، أسر كينج لزوجته كوريتا ما معناه هذا ما سيحدث لى أيضًا.. وسأستمر بقولى إن هذا مجتمع مريض، وكأنه تنبأ باغتياله، ما يضفى شكوكا إضافية على اغتياله لاحقا بالرصاص أيضا.
وكأنه لا يكفيه ما يواجهه من حرائق أمريكية مستعرة سياسيا وطبيعيا، وحروب عالمية عاتية، لماذا يفتح ترامب صندوق الشرور الأمريكى هكذا إذ فجأة وفى خطاب عشية تنصيبه؟، تنقصنا الدوافع والأسباب.
صندوق الشرور الأمريكى يشبه صندوق باندورا فى الميثولوجيا الإغريقية، صندوق حُمِّل بواسطة الساحرة باندورا كل شرور البشرية من جشع، وغرور، وافتراء، وكذب وحسد، ووهن، ووقاحة ورجاء.
وهكذا صندوق الشرور الأمريكى، من يفتحه لا يأمن شروره، وترامب تحديدا تعرض لمحاولتى اغتيال قبيل ترشحه، ما يشكل فألاً سيئا فى مفتتح ولايته، مع ما يحيطها من ملابسات خيالية.
ترامب وكأنه يشير إلى المؤامرة التى خبأتها الدولة الأمريكية العميقة فى عقود سبقت، يخشى مؤامرة مثيلة على حياته، لسان حاله: من فعلها سابقا قد يفكر فى أن يفعلها لاحقا. يشير إليهم: أعرفكم جيدا.. والسجلات تحت يدى أخيرا!.
إماطة اللثام عن سجلات اغتيال كينيدى وكينج الابن، ستثير عواصف أمريكية هوجاء، سيشعلها ترامب نارا، ربما أعنف من العواصف النارية التى أطاحت نيوجيرسى، ولسان الحال الأمريكى، كما ورد فى مسرحية مجنون ليلى تأليف طيب الذكر الشاعر المصرى الكبير أحمد شوقى: جئت تطلب نارا.. أم ترى جئت تشعل البيت نارا؟!.
ترامب كمن يمسك شعلة نار فى حقل من الحطب الجاف، ترامب يهدد العالم بالجحيم، بالويل والثبور وعظائم الأمور، يذكرك بالإمبراطور الرومانى نيرون الذى تتهمه المراجع التاريخية بحريق روما، ويتحسب المراقبون لما ينتويه ترامب، لا تأمن أفعاله التى تؤشر عليها أقواله، ترامب عادة تراه يتميز من الغيظ، ينفجر غضبا، وتتناثر التهديدات فى خطابه.
ترامب مثل نيرون شغوف بالموسيقى والفنون، يرقص فى المحافل العامة ويتمايل، وعندما شب الحريق عاد نيرون إلى روما لتنظيم المساعدات جراء الحريق، بل إنه قام بدفع أموال من
ميزانيته الخاصة، كما أنه قام بفتح قصوره الخاصة للناجين من الحريق، وأمر بتوفير الطعام لهم، وفى أعقاب الحريق قام بوضع خطة لإعمار روما، وللحصول على الأموال اللازمة
لإعادة البناء فرض مزيدا من الضرائب على مقاطعات الإمبراطورية الرومانية، أقصد الأمريكية لاحقا.. ما أشبه الليلة بالبارحة، يُضرب المثل عربيا فى جريان الأمور على وتيرة واحدة.