تنصيب ترامب، يعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليوم الإثنين إلى البيت الأبيض للمرة الثانية بعد انتخابه فى نوفمبر الماضى ليصبح الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة خلفًا لـ جو بايدن.
وفيما يلي أبرز المعلومات عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي سيتولى منصب الرئيس للمرة الثانية.
نشأة ترامب
نشأ ترامب في أسرة مكونة من خمسة أطفال، وُلد في 14 يونيو 1946، لماري آن ماكلويد ترامب، وهي اسكتلندية هاجرت إلى الولايات المتحدة في عام 1930 وزوجها فريدريك كريست ترامب الأب، الذي وُلد في مدينة نيويورك، وهو ابن مهاجرين ألمان.
طفولة راقية لترامب
وخلال طفولة ترامب، عاشت الأسرة في مجتمع راقٍ في حي كوينز بمدينة نيويورك، يُعرف باسم "جامايكا إستيتس".
كان والد ترامب يمتلك ويدير شركة عقارية ناجحة تسمى "إليزابيث ترامب آند صن"، والتي سميت على اسم والدة فريد ترامب، والتي طورت عقارات للعائلات من الطبقة المتوسطة في كوينز وبروكلين وستاتن آيلاند.
وعندما أصبحوا كبارًا بما يكفي، عمل أبناء ترامب الثلاثة- فريد جونيور ودونالد وروبرت- في الشركة في مواقع البناء والمكاتب، فيما لم تعمل ابنتا ترامب، إليزابيث وماريان في شركة العائلة، وفي النهاية انخرط دونالد وروبرت ترامب في أعمال والدهما عندما أصبحا بالغين.
وفاة شقيق ترامب بسبب إدمان الكحول
بعد سنوات من ذلك، أصبح شقيقهما فريد طيارًا في الخطوط الجوية، وتوفي بسبب إدمان الكحول في عام 1981، وسبق لدونالد ترامب أن تحدث عن معركة شقيقه في النهاية مع الإدمان كسبب لعدم شربه، فيما توفي روبرت ترامب في عام 2020.
قسوة والد ترامب جعلته أغنى رجال أمريكا
خلال مرحلة الطفولة، أظهر ترامب صعوبات سلوكية، وقال عنه والده في إحدى المرات: "كان شخصًا قاسيًا جدًا عندما كان صغيرًا"، وفي محاولة لغرس الشعور بالانضباط، سجله والداه في سن 13 عامًا في أكاديمية نيويورك العسكرية، شمال مدينة نيويورك، والتي حددت مصير التحاقه بالجيش لاحقًا.
حياة ترامب العلمية
التحق ترامب بجامعة فوردهام في مدينة نيويورك، ثم انتقل بعدها إلى جامعة بنسلفانيا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية وارتون للتمويل والتجارة عام 1968.
حيلة ترامب للهرب من الخدمة العسكرية
خلال حرب فيتنام في أواخر الستينيات، عندما كان في أوائل العشرينيات من عمره، قدم ترامب تأجيلات جامعية وطبية (بسبب تشخيصه بالنتوءات العظمية) لتجنب التجنيد في الجيش.
وعندما أطلقت الولايات المتحدة نظام "يانصيب التجنيد" في عام 1969، في محاولة لجعل التجنيد الإجباري أكثر عشوائية، كان تاريخ ميلاد ترامب في الترتيب 356 من أصل 366 في جدول الترتيب، وبناءً على ذلك، لم يُستدع إلى للخدمة.
ترامب الطفل المتمرد
خلال العامين والنصف الأولين من حياته، حظي دونالد، برعاية والدته الكاملة، لكن عندما أنجبت شقيقه الأصغر روبرت بعد عامين، تغيرت حياة دونالد بشكل كبير، إذ أصبح تركيز والدته منصبًا على ابنها الجديد ومع تقدمهم في السن، اتسعت الهوة بينها وبينهم.
وكان ترامب اعترف في كتاب "فن الصفقة" بأنه كان غير منضبط للغاية عندما كان طفلًا، وقد يكون إهمال والديه قد ساهم في ذلك، وأنه كان طفلًا عدوانيًا للغاية، حتى أنه في الصف الثاني، وجه بالفعل ضربة إلى عين أحد معلمي الموسيقى.
كما أوضح أنه كان شديد العناد ولم يستجب لمطالب والديه حتى قرر الأب إرسال دونالد إلى مكان يمكن إعادة تأهيله فيه، ووقع الاختيار على أكاديمية نيويورك العسكرية (NYMA)، التي قادها قدامى المحاربين المتمرسين الذين خاضوا لحرب العالمية الثانية، وحكموا الأكاديمية بلا رحمة.
اعترض دونالد على الالتحاق بالأكاديمية، لكنه اضطر إلى تقبل قرار والده ودرس فيها من الصف الثامن حتى تخرج بعد سنوات، وذكر أنه لم يكن سعيدًا بالفكرة، لكن اتضح أن والده كان على حق، وقال: "تعلمت الكثير عن الانضباط، وحول توجيه عدوانيتي إلى الإنجاز".
في سنته الأخيرة بالأكاديمية، تم اختيار ترامب قائدًا للطلاب، ولكن على الرغم من نجاحه، فقد عانى من مشكلات شخصية كبيرة في السنوات التي سبقت التخرج.
قصة صعود قطب العقارات
بدأ ترامب حياته المهنية في عالم الأعمال وهو لا يزال طالبًا في الكلية، إذ استثمر بمجال العقارات في فيلادلفيا، وبعد إكمال تعليمه الجامعي في عام 1968، عاد إلى نيويورك وانضم إلى والده وعمل معه بدوام كامل.
وتميزت المسيرة المهنية لترامب في بدايتها بالفضائح والانتقادات، ففي عام 1973 اتهمت وزارة العدل الأمريكية شركة ترامب بالتمييز ضد المستأجرين المحتملين من أصل إفريقي، وعلى الرغم من أن الشركة لم تعترف بالذنب في هذه الادعاءات، إلا أنها حسمت الأمر بالموافقة على تأجير المزيد من الشقق للمستأجرين السود.
وفي السبعينيات، ساعد ترامب في توسيع أعمال شركة والده، عبر شراء عقارات خارج مدينة نيويورك في مواقع مثل فرجينيا وأوهايو ونيفادا وكاليفورنيا.
وفي الوقت نفسه، أعرب عن اهتمامه بتوسيع عمليات العقارات للشركة في مسقط رأسه، والانتقال من ضواحي نيويورك إلى مانهاتن، وهي منطقة أكثر ثراءً، وتعتبر تقليديًا مركزًا تستقر فيه المجتمعات الراقية، وبحلول منتصف السبعينيات، توسعت الشركة التي تحمل الآن اسم "منظمة ترامب"، ودخلت النادي الحصري لمطوري ناطحات السحاب في مانهاتن.
كانت الخطوة الكبرى الأولى لترامب في عام 1976 هي تطوير فندق Grand Hyatt على القطعة الأرضية حيث كان ينتصب فندق Comondore التابع لشركة Penn Central للسكك الحديدية، والذي كان قد أعلن إفلاسه آنذاك.
ورغم أن منظمة ترامب لم تكن تملك ما يكفي من الموارد لشراء الفندق، استخدم ترامب علاقته الشخصية بسلسلة فنادق Hyatt ونفوذ والده السياسي (كان فريد ترامب عضوًا بارزًا في الحزب الديمقراطي في بروكلين) للتفاوض على اتفاق غير عادي مع حكومة مدينة نيويورك.
حصل ترامب على تخفيض ضريبي لمدة 40 عامًا، وإعفاء من دفع ضرائب الملكية على الفندق.
في ثمانينيات القرن العشرين، كان دونالد ترامب قد اكتسب سمعة طيبة كمطور عقاري كبير. فقد بنى مجمع الشقق المكون من 36 طابقًا، والذي يُدعى "ترامب بلازا" بالإضافة إلى "برج ترامب" في الجادة الخامسة، والذي يضم متاجر فاخرة، ومقر إقامة ترامب المكون من عدة طوابق، ومقر الشركة.
قصة دخول ترامب عالم السياسة
لم يعلن ترامب رسميًا عن ترشحه للبيت الأبيض إلا في يونيو 2015، معتبرًا أن الحلم الأمريكي قد مات، ولكنه وعد "بإعادته بشكل أكبر وأفضل"، وفي خطابه، تفاخر بثروته ونجاحه التجاري؛ واتهم المكسيك بإرسال المخدرات والمجرمين والمغتصبين إلى الولايات المتحدة، ووعد بجعل المكسيك تدفع ثمن الجدار الحدودي.
وقد اجتذبت خطاباته في المناظرات ومنصة التواصل الاجتماعي المثيرة للجدل إكس (تويتر حينها)، معجبين ومنتقدين شرسين على حد سواء، فضلًا عن اهتمام هائل من وسائل الإعلام، وتحت شعار: "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، تمكن ترامب بسهولة من التغلب على منافسيه في الحزب الجمهوري ليواجه الديمقراطية هيلاري كلينتون.
الترشح لانتخابات 2024
في نوفمبر 2022، أعلن ترامب أنه سيترشح لنيل بطاقة الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ومع انطلاق الانتخابات التمهيدية الجمهورية لعام 2024، بدا عازمًا على نيل الترشيح الجمهوري وبالفعل نجح ترامب في الترشح والفوز بولاية ثانية كرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية.