القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

«قالوا عن السيد..» بقلم الأنبا إرميا

بقلم الأنبا إرميا

أهنئكم جميعًا بعيد الميلاد الذى احتفل به أمس مسيحيو الشرق والكنيسة الأرمينية والكنيسة الروسية، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى التاسع والعشرين من شهر كيهك بحسب التقويم القبطى الموافق السابع من شهر يناير وَفقًا للتقويم الميلادى، مصلين إلى الله أن يبارك بلادنا مِصر ويمُن على العالم بالسلام والرخاء.

«قالوا عن السيد..» بقلم الأنبا إرميا

وحين نتحدث عن الميلاد، فلا شك أن الحديث يجذبنا إلى الخوض فى شخصية هذا المولود الفريد، الذى تنبأ بمجيئه العهد القديم، كما جاء على لسان ميخا النبى: أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ

أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِى بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِى ٱلَّذِى يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ ٱلْقَدِيمِ،

مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْأَزَلِ، وإِشَعْياء النبى: يُعْطِيكُمُ ٱلسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ، وتنبأ عن سماته:

لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْنًا، وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ

ٱلسَّلاَمِ لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلَامِ لَا نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِى دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ ٱلْآنَ إِلَى

ٱلْأَبَدِ، ومعجزاته هُوَ يَأْتِى وَيُخَلِّصُكُمْ. حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ عُيُونُ ٱلْعُمْىِ، وَآذَانُ ٱلصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. حِينَئِذٍ يَقْفِزُ ٱلْأَعْرَجُ كَٱلْإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ ٱلْأَخْرَسِ.

والسيد المسيح هو من بشرت السماء بميلاده، حين خاطب الملاك القديسة السيدة العذراء: لا تخافى يا مريم لأنك قد وجدتِ نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع. هذا

يكون عظيمًا وابن العلى يُدعى...؛ وهو من حدَّثت السماء رعاة متبدين عن ميلاده فى مذود؛ كانوا يحرسون حراسات الليل على رعيتهم وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا

خوفًا عظيمًا. فقال لهم الملاك: لا تخافوا. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: إنه وُلد لكم اليوم فى مدينة داود مخلِّص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلًا

مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فى مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوىّ، مسبحين الله وقائلين: المجد لله فى الأعالى، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة، كذلك أعلنت السماء

ميلاده لمجوس من المشرق، بظهور نجم عجيب تبِعوه ليهتدوا إلى مكانه: إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نَجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له.

والسيد المسيح هو من طفق معاصروه يُعلنون عظم تأثرهم بشخصيته وطلَّته، فها هو والى الجليل يوليوس يورد فى رسالته إلى المحفِل الرومانى، مشدوهًا: فبالحقيقة، أيها الملك، إنه يوميًّا

يُسمع عن يسوع هذا أشياء غريبة: فيقيم الموتى، ويشفى المرضى بكلمة واحدة!!... وأما منظره فهو رائق ومستر، وعيناه كأشعة الشمس، ولا يمكن لإنسان أن يحدق النظر فى وجهه بسبب طلعة ضيائه!

فحينما يوبخ يُرهِب، ومتى أرشد أبكى، ويجتذب الناس إلى محبته.. ثم إنه من جهة العلوم أذهل مدينة أورشليم بأسرها، لأنه يفهم كافة العلوم دون أن يدرُس شيئًا منها البتة.. ويقال إنه ما

أحزن أحدًا قط، بل بالعكس يخبر عنه أولئك الذين عرَفوه واختبروه أنهم حصلوا منه على إنعامات كلية وصحة تامة. لقد جذبت شخصية السيد المسيح كل القلوب التى تعاملت معه واختبرت محبته الحقيقية.

وممن أُسروا بطاقة الحب الصادرة من شخصية السيد المسيح، الإمبراطور الفرنسى Napolon Bonaparte فكتب: إن يسوع المسيح ليس مجرد إنسان، فليس بينه وبين أىّ إنسان آخر فى العالم مجال للمقارنة. لقد أسَّسنا أنا والإسكندر

وقيصر وشارلمان إمبراطوريات. لكن، علامَ أرسَينا قواعدها؟ على القوة. ولكن يسوع المسيح أسَّس إمبراطوريته على الحب!! وفى هذه اللحظة هناك ملايين مستعدون أن يموتوا من أجله!، والكاتب البريطانى Herbert Wells الذى اعترف

بجلوس السيد المسيح على قمة هرم المتفردين، فقال: كان يسوع المسيح هو الشخص الأعظم تفردًا فى التاريخ، ولا يمكن لإنسان أن يكتب تاريخ السلالة البشرية دون أن يعطى المكانة العظمى للمعلم الناصرى الذى لم يكُن يملك شيئًا.

وأختِم بدُرَّة من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى:

وُلِدَ الرفْقُ يومَ مَولِدِ عِيسَى.. وَالْمُرُوءَاتُ وَالْهُدَى وَالْحَيَاءُ

وَازْدَهَى الْكَونُ بِالْوَلِيدِ وَضَاءَتْ.. بِسَنَاهُ مِنَ الثَّرَى الْأَرْجَاءُ

وَسَرَتْ آيَةُ الْمَسِيحِ كَمَا يَسْرِى.. مِنَ الْفَجْرِ فِى الْوُجُودِ الضِّيَاءُ

تَمْلَأُ الْأَرْضَ وَالْعَوالِمَ نُورًا.. فَالثَّرَى مَائِجٌ بِهَا وَضَّاءُ

كل عام وجميعكم بخير، و... والحديث فى مصر الحلوة لا ينتهى!

* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى

الأنبا إرميا - المصرى اليوم
08 يناير 2025 |