ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا
وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا...
ربنا ما يقطع لنا عادة، ولا يحرمنا من ترانيم قداس عيد الميلاد المجيد، أنواره تشع فى كنائس المحروسة غبطة وسرورًا، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ.
الكنيسة المصرية بمحبة تحرص على دعوة المحبين لحضور قداس الميلاد الذى عادة يشرفه الرئيس السيسى، عادة رئاسية مستحبة، وربنا ما يقطع لكنيستنا الوطنية عادة محببة.
غنى قولها فى كل مكان كل أوان وزمان
غنى قولها فى كل مكان انه اتولد يسوع
قداس عيد الميلاد، ترانيم الميلاد محفوظة فى القلوب جميعًا، وفرحة غبطة وسرور. المسلمون والمسيحيون، والإمام الأكبر الطيب، الدكتور أحمد الطيب، يهنئ بالميلاد، ويوصى المسلمين بالتهنئة، وكذلك فعل فضيلة مفتى الجمهورية، الدكتور نظير عياد، ووزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهرى، الكنيسة نورت بالحضور الكريم.
الحمد لله، نهر المحبة يفيض على الضفاف الطيبة، منسوب المحبة مرتفع بين الأحباب، وكلٌّ يهنئ وكلٌّ يبارك، غارت ماء الكراهية بعيدًا، ونضب مصرف الغلو والتشدد، واختفى من المشهد المصرى وجوه دعاة الكراهية.
وصلنا، والحمد لله، إلى مربع المحبة بعد جهد جهيد وإخلاص المخلصين المستنيرين لرسالتهم، وعلى رأسهم قيادة سياسية لا تفرق ولا تميز، وتتحدث بحرية المعتقد فى انتصار راقٍ لمفهوم المواطنة الحقة، وتسيد شعار الدين لله والوطن للجميع، وتستحث الخطى لتهنئة إخواننا بعيد الميلاد فى صورة راقية فى بلد الرقى والحضارة.
يمكن البناء على ما تقدم، وتشييد بناء وطنى على أساس من المحبة، ولا يفرق بيننا بعدها كاره أو ناقم أو ممسوس بكراهية بغيضة كالتى كانوا يسودون بها وجه المحروسة الصبوح.
غبطة الميلاد كغسل الوجوه بماء المحبة، مثل الوضوء الوطنى من دنس الكراهية، الصلاة فى محراب التسامح، المصرى الطيب لم يعرف تمييزًا، حتى فى الأسماء، كانت الأسماء مشتركة، وكانت البيوت متلاصقة، والجار للجار حتى سابع جار، مودة ورحمة وإيثارًا.
مرت عقود الكراهية طويلة كئيبة، كنا نتشوق لنسيم المحبة يجمع بين الأحباب، حضور القداس، زيارة الكنائس، اللمة والعشرة وطيبة الناس، هبت علينا وقتئذ رياح الهبوب تلفح الوجوه بفتاوى متفجرة، تم إبطالها، والتوقى منها، لقاح المحبة كان فعالًا فى وأد فيروسات الكراهية المتحورة إخوانًا وسلفيين، وقانا الله منهم أجمعين.
عيد ميلاد السيد المسيح، عليه السلام، عيد مصرى قلبًا وروحًا، يحتفى المصريون بالميلاد محبة فى السيد المسيح، عليه السلام، ومودة لإخوتنا بين ظهرانينا، كل ميلاد وأنتم طيبون.
أجمل وأعظم صور المحبة بين الأحباء تهنئتهم فى قداس الميلاد الذى يُقام عادة فى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية.. غبطة وسرور، وفل منثور، الكنيسة تحب الفل، رائحة الياسمين تعبق الكنيسة دومًا.
بحق، مصر بلد الميلاد، حضن السيد المسيح، ورحلته فى المحروسة معالم على الطريق، ورحلة العائلة المقدسة تروى ما تيسّر من محبة المصريين للسيد المسيح، عليه السلام، وأمه أم النور التى أنارت ديارنا بطهرها وبتوليتها، واسمها مريم يزين سورة من القرآن الكريم.
غبطة المحروسة بالميلاد تترجم دعوة للسلام. ميلاد مفعم بالسعادة الروحية، رسالة من أرض السلام، رسالة السلام، مصر بلد السلام ولا تعرف سوى السلام، ولا تنطق سوى بالسلام، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ.