تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس الأنبا بيجمي السائح، الذي يُعد أحد أبرز قديسي الكنيسة القبطية المعروفين بنسكهم وعملهم الروحي.
حياة القديس الأنبا بيجمي السائح
ولد القديس الأنبا بيجمي في فيشا، إحدى قرى كرسي ميصيل، ونشأ في بيئة مسيحية. في الثانية عشرة من عمره، ظهر له ملاك الرب في صورة صبي وطلب منه أن يترك العالم ويصبح راهبًا. استجاب لدعوة الملاك وسار إلى برية شيهيت، حيث أقام عند ثلاثة شيوخ لمدة 24 عامًا حتى تنيحوا.
بعد وفاة الشيوخ، انطلق الأنبا بيجمي إلى الجبال حيث عاش حياة نسك صارمة، محاطًا بتجارب قاسية وشياطين ظهرت له بأشكال مختلفة لإخافته. كان يصوم لفترات طويلة تصل إلى أربعين وأحيانًا ثمانين يومًا، مكتفيًا بوجبة بسيطة من التمر والماء مرة واحدة في الأسبوع، وصلاة مستمرة ليلًا ونهارًا.
أعماله الروحية والمعجزات
عاد الأنبا بيجمي إلى بلدته بعد رؤيا أمره فيها ملاك الرب بذلك، وبنى مسكنًا متواضعًا خارج القرية حيث عاش في عبادة دائمة وأصبح مثالًا روحيًا لكل من عرفه. من بين أبرز معجزاته، أنه حمل بالقوة الإلهية مع القفف التي كان يبيعها إلى المكان الذي يقصده دون تعب.
في إحدى المرات، التقى بالقديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، وتبادلا الخبرات الروحية، ما يعكس عمق تأثيره في الحياة الرهبانية.
نياحته
عندما اقتربت ساعة انتقاله، أخبر خادمه برحيله الوشيك، وأوصاه بترك جسده في مكانه. تنيح الأنبا بيجمي بعد رؤية جماعة من القديسين والملائكة الذين حملوا روحه وهم يسبحون الله. قضى القديس 70 عامًا على الأرض، منها 12 عامًا في العالم و58 عامًا في العبادة والنسك، ليصبح رمزًا للنسك والتقوى في تاريخ الكنيسة القبطية.
وتُحيي الكنيسة ذكرى هذا القديس تقديرًا لمسيرته الروحية التي ألهمت أجيالًا متتالية من المؤمنين.