في مشهد غير متوقع، تحوّل عمالقة التكنولوجيا من خصوم لدونالد ترامب إلى أبرز داعميه الماليين، مما أثار تساؤلات واسعة حول الأهداف الحقيقية وراء هذه التحركات.
في مقدمة هؤلاء، يقف مارك زوكربيرغ، مالك "ميتا"، الذي قرر المساهمة بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس المنتخب، متبوعًا بإيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، بتبرعات ضخمة تجاوزت 250 مليون دولار لدعم الحملة الانتخابية. أما شركة "أمازون"، فقد خطفت الأضواء بمساهمتها المالية في توقيت اعتُبر لافتًا للانتباه.
فما الذي يدفع هؤلاء الأثرياء إلى تغيير مواقفهم بهذا الشكل المفاجئ؟ وهل تهدف أموالهم إلى تعزيز المصالح التجارية أم إلى تأمين نفوذ سياسي في عهد ترامب الجديد؟ الإجابات تكمن بين الكواليس، حيث تُنسج خيوط السياسة والمال في تحالفات مثيرة للجدل.
وقدمت شركة “أمازون”، مليون دولار أمريكي لصندوق تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد يوم واحد من إعلان شركة “ميتا”، الشركة المالكة لـ تطبيق فيس بوك، وإنستجرام.
مالك أمازون يتودد لـ ترامب
وكانت علاقة ترامب مع أمازون وفيسبوك عدائية خلال فترة ولايته الأخيرة، لكن بدأ أصحاب الشركات الكبرى في أمريكا يتبروعون لصندوق التنصيب ليكسبوا ود دونالد ترامب في فترة رئاسته الجديدة.
وفي خطوة لافتة ومثيرة للجدل، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، المالكة لفيسبوك، قد تبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، هذه الخطوة تعكس تحولاً في العلاقة بين ثاني أغنى رجل في العالم والرئيس الأمريكي المقبل، بعد سنوات من التوترات والانتقادات المتبادلة.
تاريخ متأرجح بين التكنولوجيا والسياسة
لطالما كانت علاقة زوكربيرغ مع ترامب متقلبة. خلال حملته الانتخابية، هدد ترامب بمعاقبة زوكربيرغ حال حاول التأثير على الانتخابات ضده، بينما كان الأخير بعيداً عن المشهد الرئاسي في السابق، حيث لم يدعم صناديق تنصيب أي من ترامب عام 2017 أو بايدن عام 2021.
وفقًا للصحيفة، تبرع زوكربيرغ جاء ضمن حملة أوسع لتعزيز علاقته بالإدارة الجمهورية القادمة. في نوفمبر الماضي، التقى زوكربيرغ بترامب في عشاء خاص داخل نادي مارالاغو في فلوريدا، والذي ركز على بناء جسور العلاقات العامة، وسبق هذا اللقاء اجتماعات استمرت يومين بين مستشاري زوكربيرغ وكبار مسؤولي البيت الأبيض الجدد، مثل ستيفن ميلر وسوزي وايلز.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، أنفق ما يقرب من 250 مليون دولار لدعم حملة دونالد ترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفقًا للإيداعات الفيدرالية التي صدرت يوم الخميس.
دعم مالي كبير في الانتخابات
وفقًا للصحيفة، وجه ماسك هذا المبلغ الضخم، الذي يمثل جزءًا صغيرًا من ثروته، لدعم مجموعات سياسية متحالفة مع ترامب.
وأشار التقرير إلى أن ماسك يلعب الآن دورًا مباشرًا في تشكيل الإدارة القادمة.
في خطوة وُصفت بـ"الوقحة"، أنفق ماسك 20 مليون دولار على لجنة عمل سياسي تحمل اسم القاضية الليبرالية الراحلة روث بادر جينسبيرغ، بهدف تخفيف مواقف ترامب المناهضة للإجهاض وكسب دعم الناخبين.
استثمارات مكثفة لدعم ترامب
على مدار السباق الانتخابي، قدم ماسك 239 مليون دولار نقدًا ومساهمات عينية للجنة العمل السياسي.
خصص 75 مليون دولار خلال الأسابيع الأخيرة من الانتخابات عبر ثلاث شيكات بقيمة 25 مليون دولار لكل شيك.
أنفق 40.5 مليون دولار لدعم الناخبين في الولايات المتأرجحة الذين وقعوا عرائض داعمة للدستور.
دور مباشر في الحملة
تولى ماسك دورًا نشطًا في دعم ترامب، حيث شارك في حملات انتخابية في ولاية بنسلفانيا، التي تُعد إحدى الولايات الحاسمة في السباق الرئاسي.
وذكرت الصحيفة أن ماسك تحول بقوة لدعم ترامب بعد محاولة اغتياله في يوليو الماضي، معتبرًا هزيمة الرئيس الحالي جو بايدن أمرًا حيويًا.