تعد منطقة بحيرات الأكسدة بشرم الشيخ من أهم المناطق التي تمر عليها الطيور الحوامة «المهاجرة» في مصر خلال رحلة هجرتها من دول أوربا هربا من شدة البرودة في فصل الشتاء إلى جنوب أفريقيا، حيث الأجواء الدافئة، وتمر خلال هذه الرحلة الشاقة بجنوب سيناء، لتتخذ من هذه المنطقة استراحة لها، وتحرص محميات جنوب سيناء على رصد هذه الطيور ومتابعتها خلال رحلة تواجدها بالمحافظة.
قال إسماعيل حطب، مدير محمية سانت كاترين، إنه جرى رصد سرب من بط الشهرمان Shelduck (tadorn tadorn، وهو يحلق في السماء بمنطقة بحيرات الأكسدة بشرم الشيخ، خلال زيارته الشتوية لمصر، مؤكدًا أن البط الشهرمان طائر مهاجر ذو أصول قطبية، ويتواجد على طول سواحل البحر المتوسط، والسودان حتي غرب موريتانيا.
وأوضح مدير محمية سانت كاترين في تصريح له اليوم، أن البط الشهرمان يعد من الطيور المائية، ويتواجد بكثرة حول البحيرات سواء كانت عذبة أو مالحة، لذا ينتشر بكثرة في المحافظات المصرية حول البحيرات.
وأشار إلى أنه جرى أيضًا للمرة الثانية رصد الطائر الجميل «أبومنجل» Greater Flamingo، أو البشاروش، أو النحام الوردي، كما يطلق عليه في بعض الدول، وهذا النوع من الطيور تزداد أعداده في فصل الشتاء مع القادمين من جنوب أوربا، مؤكدًا أن هذا النوع من الطيور يعشش بانتظام في موريتانيا وغرب الجزائر وبعض الأحيان تونس، وهو من الطيور التي تتغذى على القشريات.
ولفت «حطب»، إلى أن طائر «أبومنجل» كان من الطيور المقدسة عند القدماء المصريين، كونه كان يحظى بالتبجيل في مصر القديمة، لذا يعد مثالًا على كيفية كون الطيور جزءً مهمًا من الثقافة المصرية منذ القدم.
جدير بالذكر، أنه جرى تحويل منطقة بحيرات الأكسدة بشرم الشيخ من منطقة روائح كريهة إلى منطقة جذب سياحي عالمية لعشاق ومحبي الطيور المهاجرة، وأول مسار للطيور المهاجرة، والملاذ الآمن لها بعد رحلة طويلة، ذلك
من خلال التخلص من الروائح الكريهة، وتحسين خصائص وجودة المياه بالبحيرات وإنشاء 7 بحيرات إضافية، ومراصد لمشاهدة الطيور، ووضع لوحات تعريفية وعلامات إرشادية وخدمات للزوار وإقامة ممشى تجول السائحين بالموقع.
وتعمل منطقة بحيرات الأكسدة بطاقة تصميمية 7500 متر مكعب/ يوم، بنظام المعالجة الطبيعية الثنائية، وتتكون من 11 حوض، ومعمل تحاليل للمياه، ومعمل لخدمة إجراءات مأمونية تداول الصرف الصحي للمحافظة من
فنادق ومحطات الشركات، ومبنى للدخل والمصافي، وحوض اللاهوائي، و2 حوض ترددي، و6 أحواض انضاج وحوض موازنة، وخط السيب النهائي للغابة الشجرية، إضافة إلى مبنى المولد، وسور، ومبني لوحات الكهرباء، ومبني إداري.