كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن مشكلات السدود الإثيوبية، التي تؤثر على حجم الموارد المائية لمصر والسودان، وذلك من خلال أحدث صور تم التقاطها من الأقمار الصناعية، والتي أظهرت عدم استقرار إدارة المياه في سد أرجو ديديسا على حوض النيل الأزرق.
السدود الإثيوبية تضر موارد مصر والسودان المائية
وأكد هاني إبراهيم أن منظومة السدود الإثيوبية تزيد من الهدر المائي، ما يفاقم من تحديات إدارة الموارد المائية في حوض النيل الأزرق، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية نقص في كفاءة أحد السدود الإثيوبية في الاحتفاظ بالمياه، وأثبتت التحاليل وجود تسرب مفرط في جسم السد، بعد اكتمال الملء، الأمر الذي يتطلب الإسراع في عملية حقن لوقف التسرب، الذي يضر بالموارد المائية لمصر والسودان.
وأشار هاني إبراهيم إلى أن التحليلات الحركية والثابتة أظهرت أن بعض أجزاء الدعامات غير مستقرة، خاصة في ظروف التشبع، مما يهدد سلامة السد.
وقال الباحث في الشأن الإفريقي عن مشكلات السدود الإثيوبية وتأثيرها على مصر: "مشكلات السدود الإثيوبية وأثرها على الموارد المائية في السودان ومصر، حالة سد أرجو ديديسا في حوض النيل الأزرق، يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين شهري مارس وديسمبر تسلسلًا زمنيًا يُبين عدم استقرار إدارة المياه في سد أرجو ديديسا."
الأقمار الصناعية تكشف مشكلات في تصميم السد الإثيوبي
وكشف هاني إبراهيم أن "الصور الملتقطة في مارس ويونيو الماضيين أظهرت وجود غطاء نباتي في موقع بحيرة الخزان قبل بدء الملء، وهو ما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على جودة المياه عند بدء عملية الملء؛ خلال يوليو بدأت المياه تتجمع في الخزان، فيما أظهرت الصور التي تم التقاطها في سبتمبر إكتمال ملء السد تمامًا."
وتابع الباحث في الشأن الإفريقي: "كشفت صور نوفمبر عن نقص في كفاءة الاحتفاظ بالمياه، وصولًا إلى صور ديسمبر التي أظهرت تفريغ السد تمامًا من المياه، هذا التسلسل الزمني يدعم التقارير التي تشير إلى وجود مشكلات في تصميم السد وفعاليته، ما يزيد من القلق بشأن تأثير هذه المشروعات على تدفقات المياه إلى السودان ومصر."
وعن سد أرجو ديديسا الإثيوبي، قال هاني إبراهيم: "معلومات عن سد أرجو ديديسا ومشروعات الري المرتبطة به، سد أرجو ديديسا، هو سد ترابي وصخري يقع على نهر ديديسا، أحد روافد النيل الأزرق، يهدف السد إلى ري أكثر من 80 ألف هكتار (حوالي 200 ألف فدان) على جانبي نهر ديديسا."
وأضاف هاني إبراهيم: "مواصفات السد: السعة التخزينية: 2.5 مليار متر مكعب. الارتفاع: 50 مترًا. طول البحيرة: 42 كم. مساحة البحيرة الاجمالية: غير متاح"
مشكلات سد ديديسا الإثيوبي لا تزال قائمة
وتابع: "يمتد على مساحة 19.6 ألف كيلو متر، ويساهم بحوالي 5.6 مليار متر مكعب سنويًا في إيراد النيل الأزرق، وهو ما يعادل 16% فقط من حجم الأمطار التي تسقط على حوض ديديسا والبالغ 35.6 مليار متر مكعب سنويًا."
وعن عمليات ملء السد قال هاني إبراهيم: "بين عامي 2017 و2019، كشفت التقارير وصور الأقمار الاصطناعية أن السد كان يحتجز كميات مياه أقل من تصميمه، تتراوح بين 1 إلى 1.5 مليار متر مكعب خلال شهور الفيضان، وفي محاولات لتحسين هذه
المشكلة، تم الإعلان عن الانتهاء من السد في نهاية العام الماضي، مع خطة لعملية الملء الكامل بحلول فيضان 2024، ومع تفريغ السد تمامًا وتكرار نفس سيناريوهات ملء وتفريغ السد، خلال السنوات الماضية يتأكد ان المشكلات مازالت قائمة.
و أوضح هاني إبراهيم "المشكلات الهندسية التي تواجه السد وتأثيرها على الأداء.. التسربات المائية: كشفت الدراسات الهندسية عن وجود مشكلات في استقرار المنحدرات ونفاذية التربة والصخور، مما يؤدي إلى تسرب المياه عبر جسم السد ودعاماته.".
تسريب مفرط في مياه السد الإثيوبي
وأكد أن "نتائج اختبارات لوجيون، التي أُجريت على طول محور السد أظهرت أن أكثر من 57% من المواقع أظهرت إمكانية تسرب مفرط، مما يتطلب حقنًا لوقف التسرب، من هذه المواقع، تم تصنيف حوالي 19.04% ضمن فئات النفاذية العالية جدًا" .
وأردف: "استقرار المنحدرات: أظهرت التحليلات الحركية والثابتة أن بعض أجزاء الدعامات غير مستقرة، خاصة في ظروف التشبع، مما يهدد سلامة السد".
كما أكد هاني إبراهيم أن "الدراسات أوصت بحقن الحواجز المائية إلى أعماق متفاوتة عند 40 متر الجبهة اليسرى، و43 متر اليمنى و53 متر عند الأساس المركزي للحد من التسربات وتحسين استقرار المنحدرات".
وعن تأثير المشكلات التي يواجهها سد أرجو ديديسا على تدفقات النيل الأزرق، قال إبراهيم "ضعف كفاءة التخزين: يؤثر التسرب المائي على كمية المياه المحتجزة في السد، مما يؤدي إلى تقليل كمية المياه المتدفقة إلى السودان ومصر."
التحديات التي تواجه مشروعات السدود الإثيوبية
وكشف الباحث في حوض النيل عن تأثير الغطاء النباتي على جودة المياه، قائلا: "عمليات الملء في ظل وجود غطاء نباتي تؤثر على جودة المياه وترتفع نسبة الكلورفيل في المياه، مما قد يُحدث تغييرات سلبية في خصائص المياه."
وعن تأثيرات مشروعات السدود الإثيوبية، قال هاني إبراهيم: "التحديات الهندسية: سد أرجو ديديسا يمثل نموذجًا للتحديات، التي تواجه مشروعات السدود الإثيوبية، حيث تُنفذ هذه المشروعات غالبًا دون مراعاة دقيقة للجوانب الهندسية والبيئية، وهناك العديد من السدود في إثيوبيا تواجه مشكلات أبرزها أيضًا سد زاريما في حوض ستيت، أعالي عطبرة".
واستطرد: "هذه المشروعات لا تضر فقط بالمصالح التنموية لإثيوبيا نفسها، بل تُحدث تأثيرات سلبية على دول المصب، الأثر على دولتي المصب: هذه المشروعات تُؤثر بشكل سلبي على المصالح التنموية لدولتي المصب السودان ومصر، مما يقتضي مراجعة شاملة للسياسات الإثيوبية المتعلقة بتطوير السدود، وضمان الامتثال للقوانين الدولية الخاصة بالأنهار الدولية."
واختتم: "تعكس المشكلات الهيكلية في السدود الإثيوبية تزايدًا في الهدر المائي، ما يفاقم من تحديات إدارة الموارد المائية في حوض النيل الأزرق خاصة مسألة التسرب."