شهدت منطقة صقر قريش في المعادي، التابعة لمحافظة القاهرة، تطورًا كبيرًا مع بدء تنفيذ قرار إزالة 28 عقارًا في المنطقة، وهي خطوة لاقت اهتمامًا كبيرًا من السكان والمراقبين، جاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من التقارير الفنية والتحذيرات التي أكدت عدم صلاحية هذه المباني للسكن نظرًا لخطورتها الهيكلية، وهو ما يدفعنا لاستعراض تفاصيل هذا القرار الذي يحمل أبعادًا تاريخية وإنشائية ومجتمعية.
تاريخ العقارات: بدأ من 1986
تم بناء عقارات صقر قريش في عام 1986 كجزء من خطة للتطوير العمراني في منطقة المعادي، تألف المشروع من 28 عقارًا، مصممة كهيكل خرساني لاستيعاب احتياجات السكان المحليين، لكن على مر العقود، بدأت تظهر العديد من العيوب في هذه العقارات، نتيجة لسوء التنفيذ واعتماد تقنيات بناء غير متوافقة مع المعايير الحديثة.
التقارير الهندسية تكشف خطورة العقارات
في السنوات الأخيرة، أجرت محافظة القاهرة بالتعاون مع المركز القومي لبحوث الإسكان والجهاز القومي للتفتيش الفني على أعمال البناء دراسات مكثفة على هذه العقارات، كشفت التقارير أن الهياكل الخرسانية تفتقر إلى العناصر الإنشائية الأساسية التي تجعلها قادرة على تحمل الأحمال الأفقية، مثل الزلازل أو الرياح القوية. أشارت التقارير إلى وجود عيوب رئيسية في التصميم والتنفيذ، منها:
- عدم وجود نظام إنشائي متكامل لتحمل الأحمال الجانبية.
- عيوب مصنعية في الخرسانة المسلحة، بما يشمل ضعف الالتزام باشتراطات البناء.
- تدهور حالة المواد الإنشائية، مما جعلها غير آمنة للإصلاح أو التدعيم.
كما أظهرت التحليلات أن تكلفة الإصلاحات ستكون أعلى بكثير من تكلفة الإزالة وإعادة البناء، إضافة إلى تأثير عمليات التدعيم على المساحات الداخلية للوحدات السكنية.
قرار الإزالة: لإنقاذ الأرواح
في ديسمبر 2024، أعلنت محافظة القاهرة عن قرار إزالة العقارات استنادًا إلى التقارير الفنية، مع التأكيد على أن العقارات المعنية خالية من السكان. ساعد ذلك في تسهيل عملية التنفيذ دون المخاطرة بحياة أي من المواطنين.
جاء القرار بعد سلسلة من الاجتماعات بين المسؤولين والهيئات الهندسية، حيث تم التأكيد على أن الإبقاء على هذه العقارات يشكل خطرًا كبيرًا على السلامة العامة. وتمت الإزالة باستخدام معدات حديثة وتقنيات تقلل من التأثيرات السلبية على المناطق المجاورة.
لاقى القرار ردود فعل متباينة بين سكان المنطقة والمراقبين، بعض المواطنين أيدوا الخطوة، واعتبروها ضرورية لضمان السلامة العامة. بينما أعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن فقدان هذه العقارات وضرورة إيجاد بدائل للسكان الذين كانوا يعيشون فيها سابقًا.
وفي هذا السياق، أكدت محافظة القاهرة أنها وفرت حلولًا بديلة للسكان المتضررين، كما شددت على التزامها بعدم تعريض أي شخص للأذى خلال تنفيذ القرار.
الخطوات المستقبلية في منطقة صقر قريش
بعد انتهاء عمليات الإزالة، وضعت محافظة القاهرة خطة طموحة لإعادة تطوير المنطقة. تتضمن الخطة:
1- إنشاء مشاريع سكنية حديثة تلبي معايير البناء والسلامة العالمية.
2- تحسين البنية التحتية، بما يشمل شبكات المياه والصرف الصحي والطرق.
3- زيادة الرقعة الخضراء لتحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع مبادرات تحسين المظهر الحضاري للمدينة.
4- تعمل المحافظة أيضًا على جذب استثمارات جديدة لتعزيز قيمة المنطقة اقتصاديًا وجعلها وجهة سكنية واستثمارية مميزة.