تحتفل الكنيسة القبطية يوم 22 هاتور من التقويم القبطي الموافق 1 ديسمبر بعيد استشهاد فزمان ودميان وأمهم ثاوذوتي واخواتهم انسيموس ولاونديس وابراميوس ؛ أما عن قزمان ودميان نفسهما ؛
فهما من أحدي بلاد العرب ؛وقد توفيا والدهما وهما في سن مبكرة فتولت أمهم تربيتهم ؛وكانت أمرأة مسيحية تقية؛ ولما كبرا عملا طبيبن ؛واشتهروا بمحبتهم وعطفهم علي الفقراء حتي أنهم
كانوا يتولون علاجهم مجانا بدون مقابل ؛حتي أنهم أشتهروا في كتب التاريخ الكنسي "كارهي الفضة" ؛ ولقد وهبهما الله موهبة شفاء الأمراض الجسدية بقوة الصلاة مع الادوية ؛ولقد جاء في أحدي
كتب التمجيد الخاصة بالقديسين " كانا الدراسين فن الطب خلال العطية الإلهية جميع المتعبين الصحة مجانا ؛يهبان الشفاء للمرضي والحزاني ؛يهبان النظر للعميان ؛والشفاء للعرج والمساعدة للصم ".
وعندما قام دقلديانوس بإضطهاد المسيحين ؛طلب إحضارهم أمامه ؛وسلمهم لوالي المدينة حيث طلب منهم التبخير للأوثان فلما رفضا ؛قام بتعذيبهما باقسي انواع العذاب ؛واستعلم منهم عن مكان أمهم وأخوتهم ؛
فلما حضروا امامه طلب منهم التبخير للاصنام ؛فلما رفضوا ؛أمر ان يعصروا في المعاصر ؛ثم طرحهم في مستوقد حمام ؛وأخيرا وضعهم علي اسرة محماة من الحديد محماة بالنار ؛ وفي كل هذه العذابات وهبهم الله قدرة
عظيمة علي التحمل ؛وكانت امهم تشجعهم وتقويهم ؛فجن جنون الملك منها وأمر بقطع رأسها فنالت اكليل الاستشهاد ؛وظل جسدها مطروحا لم يهتم أحد بدفنه ؛ فصرخ دميان في الحاضرين قائلا " ياهل المدينة اليس فيكم
واحد ذو رحمة فيستر جسد هذه الأرملة ويدفنها ؟! ؛ وعند ذلك تقدم بقطر بن رومانوس وأخذ الجسد الطاهر وكفنه ودفنه ؛؛فلما علم الملك بما فعله بقطر أمر بنفيه إلي ديار مصر وهناك نال اكليل الشهادة" (تذكار
استشهاده يقع في 27 برمودة )؛ وفي صباح اليوم التالي امر الملك دقلديانوس بقطع رأس القديسين قزمان ودميان ؛ وبعد أن انقضي زمان الاضطهاد بنيت لهم كنائس عديدة علي أسمهما ؛وأظهر الرب فيهما آيات وعجائب كثيرة .
ولعل من أشهر الكنائس الأثرية التي علي أسم قزمان ودميان كنيستهما بمنيل شيحة بمحافظة الجيزة.
ولقد كتب ابو المكارم عن هذه الكنيسة تحت أسم "دموة" فقال عنها " دموة بيعة ابو قزمان ودميان وأخواتهم ووالدتهم جدد عمارتها الشيخ ابو سعيد الكاتب كان بديوان المكاتبات
ويجاورها بستان وفيه بئر ساقية دائر منازلا لهم ويستان فيه انشاب ونحيل وبئر ساقية دائر وبين طائفة الربانيين والقرائين منازعات بسبب وقود السرائج وذكر ان موسي النبي
في أيام فرعون كان يحضر إلي هذا المكان ويصلي وينان فيه ( "الأنبا صموئيل :- تاريخ أبو المكارم ؛ عن الكنائس والأديرة في القرن 12 بالوجه القبلي ؛الجزء الثاني ؛عام 2000 ؛ صفحة 85 ).
كما كتب عنه المقريزي في كتاب " الخطط " فقال عنه تحت عنوان دير دموة بالجيزة "وتعرف بدموة السباع وهو علي أسم قزمان ودميان وهو دير لطيف.
وتزعم النصاري أن بعض الحكماء كان يقال له "سبع أقام بدموة .وأن كنيسة دموة التي بأيدي اليهود الآن كانت من ديارات النصاري ؛فابتاعته منهم اليهود في ضائقة نزلت بهم ؛ وقد تقدم ذكر كنيسة دموة .وقزمان ودميان من حكماء النصاري ورهبانهم العباد ؛ ولهما أخبار عندهم ". (عبد المجيد دياب:- تاريخ الاقباط لتقي الدين المقريزي ؛دار الفضيلة ؛ بدون سنة نشر ؛ صفحة 160 ).
وكتب عنها الرحالة الالماني فانسليب في كتابه "تقرير الحالة الحاضرة فقال " نحو الغرب دير القديسن كزما ودميان حيث كنت أنا وفي هذه الكنيسة ذراع أحد هذين القديسين ".
(الأب وديع عوض :- تقرير الحالة الحاضرة 1671 ؛ صفحة153 ).
كما ذكره القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي الصغير في كتابه "تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين " فقال عنها " بناحية منيل شيحة بمديرية الجيزة .وهو غربي النيل شمالي دير أبو سيفين طموة .ذكر في سجل الكنائس تبعا لكرسي الفيوم أسقف الفيوم سابقا .وأظنه هو الذي ذكره المقريزي في وجه 504 وسماء دموة بالجيزة.
وقال أنه علي اسم قزمان ودميان ..... وخبر القديسن الشهداء في سنكسار 22 هتور و22 بؤونة " ( الكتاب المذكور صفحة 135 ؛136 ).
ولقد جاء ذكرهما أيضا في كتاب "تاريخ المسيحية وآثارهما في الجيزة "للمرحوم الأستاذ نبيه كامل داود والأستاذ الدكتور عادل فخري ؛فقالا عنه تحت عنوان " بيعة قزمان ودميان بناحية دموة = منيل شيحة " ناحية دموة ؛وهي اليوم منيل شيحة؛وسميت بهذا الأسم في العصر العثماني بعد أن عرفت به ....... وكنيسة هذه الناحية أول من ذكرها أبو المكارم في كتابه "الكنائس والديارة " في وقت تأليفه لكتابه.
ثاني مصدر ذكرها ؛جاء في كتاب التكريسات المخطوط ؛ حيث يوجد في بعضها قائمة قبطي – عربي ؛تتوافق في كتابتهما إلي نحو القرن 13م.
ثالث مصدر ذكرها هو للمؤرخ المقريزي في خططه التي وصفها بين عامي 1415 – 1422 ؛ في الكلام علي ذكر ديارات النصاري .
ورابع مصدر قديم وقفنا عليه هو مكاتبة من البابا يؤانس البطريرك 94 " 1483- 1524 " بعنوان "نسخة ورقية بركة لجباية دير قزمان ودميان وأمهم بدموة ( المرجع السابق ذكره صفحة 155 ؛156 ).
ويذكر لنا القمص يوسف الحومي أنه يوجد تقليد شفوي متوارث جيلا بعد جيل أنه يوجد بالدير أربعة أعمدة أثرية ترجع للعصر الروماني ؛ويوجد عمود منها به بعض الشروخ والكسور ؛ وسبب هذا الكسر أنه في أثناء عصور الاضطهاد كان الجنود
يقومون بخلع الأعمدة من الكنائس ووضعها في أماكن أخري مثل المعابد والقصور ؛ وعندما حاول أحد الجنود ضرب العمود بأحدي الآلات الحادة ؛ أرتد هذا العمود إليه وأصابه أصابات بالغة ؛ وبقيت آثار هذه الضربة قائمة في هذا العمود حتي الآن.
1- الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها :- تاريخ أبو المكارم عن الكنائس والأديرة بالوجه القبلي في القرن "12 " الجزء الثاني ؛ صفح85 .
2- عبد المجيد دياب :- تاريخ الأقباط لتقي الدين المقريزي :-دار الفضيلة للنشر والتوزيع ؛1995 ؛ صفحة 160 .
3- تقرير الحالة الحاضرة 1671 :- تأليف فانسليب ترجمة الأب وديع عوض ؛ المشروع القومي للترجمة ؛ رقم 1005 ؛صفحة 153 .
4- القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي :- تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين :_ صفحة 137 .
5- نبيه كامل داود ؛د عادل فخري :- تاريخ المسيحية والرهبنة وآثارهما في إيبارشية الجيزة ؛ مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي ؛ سلسلة أبرشيات مصر وآثارهما القبطية ؛ رقم 5 ؛ صفحة 155 ؛156 .
6- شكر خاص لجناب الأب القمص يوسف الحومي لتفضله بإمدادي ببعض المصادر التاريخية الهامة وإرسالها لي.
7- بعض المواقع المتفرقة علي شبكة الأنترنت .