تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس يوحنا السرياني.
قصة القديس يوحنا السرياني
سنة 254 للشهداء ( 538م )، تنيَّح القديس يوحنا السرياني، وهو أحد فضلاء الرهبان السريان، وُلِدَ بعد وفاة أبيه فأحسنت أمه الفاضلة تربيته ولما كبر ترَّهب بدير مار توما الرسول في سلوكيّة بالشام فنما في الحياة الرهبانية ونما في العلوم الدينية ثم رُسم كاهنًا وقَلَّدوه رئاسة الدير فدّبره بصبر وحكمة.
ثم بنى ديرًا آخر على شاطىء نهر الفرات سنة 530م، وبعد ذلك رحل إلى القسطنطينية وتعلَّم العلوم اليونانية وكتب كتبًا كثيرة في تفسير بعض أسفار الكتاب المقدس والميلاد البتولي والقيامة المجيدة وبعض ميامر الشهداء.
قصة رئيس الملائكة ميخائيل رمز الشفاعة والقوة السماوية
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تذكار رئيس الملائكة الجليل ميخائيل، أحد أعظم رؤساء الأجناد السمائية. يُعرف الملاك ميخائيل بوقوفه الدائم أمام عرش الله، شفيعًا لجنس البشر وداعمًا للقديسين في جهادهم الروحي.
الملاك ميخائيل داعم القديسين
ويُذكر في التقليد المسيحي أن الملاك ميخائيل ظهر ليشوع بن نون بمجد عظيم عندما كان يستعد لغزو أريحا، مؤكدًا دعمه الإلهي بقوله: "أنا رئيس جند الرب، قد دفعت بيدك أريحا وملكها". ومنذ ذلك الحين، أصبح الملاك رمزًا للقوة الإلهية ورفيقًا للمؤمنين في جهادهم ضد الشر.
تحتفل الكنيسة بتذكار الملاك ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر قبطي، حيث تُقام الصلوات وتُوزع الصدقات باسمه. وتُعتبر الصدقة من أبرز الممارسات المرتبطة بهذا اليوم، إذ يُعتقد أنها وسيلة لنيل البركة والدعم السماوي.
ومن عجائب الملاك ميخائيل الشهيرة قصة الزوجين البارين ذوروتاؤس وثاؤبستي، اللذين دأبا على الاحتفال بتذكاره رغم معاناتهما من ضيق مادي شديد. عندما قررا بيع ثيابهما لتغطية نفقات الاحتفال، ظهر لهما الملاك ميخائيل في هيئة رئيس جليل، ووجههما إلى تدابير مدهشة، منها شراء خروف وسمكة وقمح بضمانته.
في يوم الاحتفال، وجد الزوجان الآنية مملوءة بالخمر والخيرات دون أي تفسير. وبعد انتهاء العيد، طلب الملاك منهما فتح بطن السمكة، ليجدا بداخلها 300 دينار وثلاثة أثلاث ذهب، تعويضًا عن نفقاتهما وتأكيدًا لبركة الرب لهما. وأخبرهما الملاك: "أنا ميخائيل رئيس الملائكة الذي قدم قرابينكما وصدقاتكما أمام الرب. لن تفتقرا أبدًا من خيرات هذا العالم، وستنالان بركة السماء أيضًا".
تُعد هذه الحادثة واحدة من العديد من عجائب الملاك ميخائيل التي تُبرز دوره كشفيع قوي وداعم للمؤمنين. ويظل تذكاره مناسبة روحية بارزة تحتفي بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، متطلعة إلى شفاعته وبركاته.