المحبة تُوجب التهنئة، تهنئة من محب فى مناسبة تجليس قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية.
فرصة وسنحت للحديث إلى قداسته، حديث من القلب للقلب، وقداسته يعرف قدر محبة كاتب هذه السطور، وما تجرأت على كتابتها إلا ثقة فى محبته التى يغمرنى بها قداسته كلما صادف اللقاء.
سأستخدم (التبعيض) منجاة من التعميم، التبعيض كما يقول النحاة منجى، والكتابة فى الشأن المسيحى من خارج الكنيسة شائكة ومغامرة تستوجب الحذر.
معلوم شعب الكنيسة أدرى بشعابها، ولكن الكنيسة كما هو معلوم فى أدبيات الوطنية كنيسة شعب مصر، وبابا الكنيسة يُوصف صدقًا بـبابا المصريين رغم أن هذا الوصف يكرهه السلفيون، ويستنكفه الإخوان، ويستكرهه من لف لفهم.
بعض شعب الكنيسة (والبعض هنا كثير ليس بالقليل)، قلق مما يرشح من خلافات بين أساقفة مقدرين (ولهم محبة فى الشعب) وقداستك، المسكوت عنه غير المنطوق، غير ما يظهر فى الصور المجمعية (صور المجمع المقدس) من احتضان أبوى، والفضاء الإلكترونى مفعم بكثير مما لا يمكن التثبت منه، والحكى جد بغيض، ومكروه، وراء الأكمة ما وراءها.
البيانات الناعمة التى تصدر عن الكنيسة فى سياق الرد على هذا الحكى، أشبه بـمساحيق التجميل التى لا تُخفى ما يرشح عن خلافات بين البابا مع أسماء مقدرة، حول شؤون عقدية لا قبل لنا بتحريها، ولا التداخل فيها، هذا شأن كنسى خالص، أسرار الكنيسة سبعة، وأسرارها فى قرار مكين.
غضبة مقدرين من محبى البابا ممن يظنون أنها آراء (غريبة)، يقال إنها تحمل إلى الكنيسة أفكارًا (شاذة) على المستقر طقسًا موروثًا محفوظًا منذ الآباء الأول للكنيسة الأرثوذكسية، تحتاج من قداستك (إضافة إلى لجنة المجمع المكلفة بالتقصى) إلى وقفة بابوية حصيفة، تتحرى وتتقفى وتقف على حقيقة الأمر، وتعلنه على الشعب.
فضلًا، الحادبون على سلام الكنيسة ولحمتها ووحدتها يتشكون من تقطع (قنوات الحوار) بين البابا والشعب، صحيح البابا يظهر على الشعب أسبوعيًا فى عظة الأربعاء، ولكن هذا حديث بابوى عام لا يُفضى إلى حوار معمق حول إشكاليات كنسية طرأت بفعل الممارسة، وقضايا برزت فى سياق النقاشات، ولا يمكن من طرح أفكار ورؤى مستوجب الحوار حولها، ولا خاب من استشار.
الدائرة الضيقة حول البابا أخشى تمنع تواصل الحوار، وتمنع محبين كثرًا من لقاء قداستك، ولائحة الانتظار طويلة، لدرجة أن البعض انصرف من (دائرة الحوار الكنسى) إلى براح الفضاء الإلكترونى يعالج أفكاره التى تجير وتُشيَّر على أنها معارضة كنسية!!
الفاقد الكنسى، وهدر الأفكار، وإهمال أصحاب العقول المنفتحة، ينقص الغلة البابوية، محصول الأفكار التى يجنيها البابا صارت شحيحة، لا تقيم أود الكنيسة التى لطالما كانت منتجة للأفكار.
قطاع ليس هينًا من الشعب يمسك قلبه بيده وهو يطالع أخبار الخلافات، والتقاطعات، والبيانات التى تصدر هنا وهناك، ويخشى على كنيسته، ويتمنى البابا فى قلب شعبه كما كان دومًا، ويسيئهم أن تكون الخلافات الكنسية هكذا مضغة فى الأفواه، ويترحمون على عقود خلت كان البابا حكمًا وقاضيًا بين المختلفين، وكلمته فصلًا.