تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «إكس» في الساعات الأيام القليلة الماضية، مقطع فيديو ادّعوا أنه لمشادة كلامية حدثت بين رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والرئيس السوري بشار الأسد خلال القمة العربية- الإسلامية غير العادية التي عُقدت بالعاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي.
وحقق الفيديو المتداول تفاعلا وانتشارا واسعين إذ رصد فريق «تدقيق المعلومات» بالمصري اليوم 7 حسابات مشاركين للفيديو ذاته بمجموع مشاهدات بلغ 793 ألف مشاهدة ونحو 2796 إعجابا و710 مشاركة.
حقيقة الفيديو المتداول
يتضمن الفيديو المتداول مقتطفات مزعومة على لساني «الأسد» و«ميقاتي» يتهم فيها الثاني الأول بـ«قتل أطفال سوريا»، فيرد الرئيس السوري مُلقيا التهمة على «حزب الله»، ويخاطب رئيس الوزراء اللبناني: «أنا أحترمك لأنك في القمة العربية»، بحسب صوت الفيديو.
وتحقق فريق «تدقيق المعلومات» من الفيديو المتداول ووجد أنه مزيف، فمن خلال البحث العكسي وتحليل المشاهد التي جاءت بالفيديو تبين أنه مُعدل بواسطة إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي ولا يعود لمشادة كلامية حدثت بين رئيس الوزراء اللبناني والرئيس السوري خلال القمة.
ووجد الفريق أن المشاهد المستخدمة في تكوين الفيديو المتداول تعود لمشاهد مقتطعة من كلمتي ميقاتي والأسد التي ألقياها خلال القمة العربية-الإسلامية غير العادية، وبمشاهدة كلا الكلمتين تبين أنه لم يحدث أي نوع من أنواع المشادات بين الطرفين.
أما مشهد المذيعة، تبين من خلال البحث أنه مقتطع من موجز إخباري تلفزيوني لأحدى القنوات الإخبارية العربية، ومنشور من خلال الحساب الرسمي للقناة على منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بتاريخ 10 نوفمبر 2024، واستعرضت خلاله المذيعة قلة المساعدات التي باتت تدخل قطاع غزة.
كما فحص الفريق الفيديو كاملا باستخدام أداة كشف المحتوي المصنوع بواسطة الذكاء الاصطناعي «hivemoderation» والتي بدورها أكدت أنه مصنوع بواسطة الذكاء الاصطناعي بنسبة بلغت 98.4%.
القمة العربية-الإسلامية غير العادية
وجاء تداول هذا الفيديو في أعقاب القمة العربية-الإسلامية غير العادية التي عقدت الإثنين 11نوفمبر2024 بالرياض بهدف بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية «واس».
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته بالقمة إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، ووصف ما يحدث بالعدوان غير المقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، مؤكدا أن هذا الوضع يضع النظام الدولي بأسره على المحك.
وكرر الرئيس رفضه لمخططات التهجير، وقال: «باسم مصر، أعلنها صراحة إننا سنقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة، وهو أمر لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف».