بعدما أكد الأطباء جميعًا أن حالته ميئوس منها، كان لكفاح الأم رأى آخر، ليتحول أكرم من طفل أشبه بالجثة الهامدة إلى شخص ناجح صاحب موهبة فى حفظ القرآن وتلقى العلوم.
الطفل أكرم من مدينة الزقازيق، ويدرس فى الصف السادس الابتدائى بأحد المعاهد الأزهرية، وهو يحفظ أكثر من نصف القرآن الكريم عن ظهر قلب، بل ويفسر الكثير من سوره، إلى جانب حصده المراكز
الأولى فى مسابقات القراءة، سواء فى الشرقية أو على مستوى الجمهورية، حتى لقّبه معلموه بـالدكتور أكرم. بدأت قصة أكرم منذ أن كان طفلًا عمره عدة أشهر، وأصيب بتعب شديد أثر على وظائف
المخ، ما حوّله إلى ما يشبه الجثة الهامدة، لا يستطيع الكلام أو الحركة نهائيًا، ويكتفى بتحريك عينيه ببطء، حتى أجمع من يراه من الأطباء على أن حالته ميئوس منها، وعلى والدته فقد أى أمل لتطورها.
لكن كان للأم رأى آخر، رغم ظروف عمل زوجها التى جعلته غير موجود إلى جانبها، لتواجه الحياة وظروف طفلها بمفردها، فتركت طموحها فى استكمال دراستها بعد الجامعية، وكرست حياتها لرعاية هذا الطفل.
حين بلغ أكرم 3 سنوات، كانت الأم تحمله على ظهرها، وتجوب به الشوارع بحثًا عن حضانة أطفال تستضيفه بظروفه الخاصة، حتى يرى الأطفال ويتمكن من التواصل معهم. وبالتزامن حصلت على دورات تدريبية فى التخاطب، وأخرى فى العلاج الطبيعى، للمساعدة فى علاج طفلها.
وحين جاء موعد تقدم الطفل للدراسة، حاولت الأم إدراجه فى مدارس المحافظة، لكن قوبلت بالرفض، فلجأت إلى المعهد الأزهرى. وأضافت: لم يقف دور معهده الأزهرى عند قبوله، بل احتضنوه بشكل جيد فى فصول الدمج، وطوروا من قدراته، حتى
بدأ (أكرم) المشى، وزال الحول من عينيه. ويومًا تلو الآخر عشق الدراسة، واكتشفنا موهبته العبقرية فى الحفظ، حتى أتم حفظ أكثر من نصف القرآن الكريم، وحقق تفوقًا كبيرًا فى الدراسة، لدرجة نقله من الدمج إلى صفوف الطلاب
الطبيعيين. وأفادت الأم بأنها أنجبت طفلين بعد أكرم، الذى يعمل على مساعدتهما فى الدراسة وحفظ القرآن، مختتمة بقولها: نفسه يحضر حفلة قادرون باختلاف، التى يحضرها ويرعاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ودائمًا ما يقول لى: سأكون موجودًا بينهم.