القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

القمار الإلكتروني ..بقلم حمدي رزق

بقلم حمدي رزق

نموذج ومثال لخطبة جمعة واقعية تلبى شواغل الناس، خطبة الجمعة الماضية التى خصصتها وزارة الأوقاف للتحذير من خطورة المراهنات الإلكترونية التى تشيع فى الأوساط الشبابية وتخلف مآسى فظيعة بلغت حد الانتحار بعد الإفلاس.

القمار الإلكتروني  ..بقلم حمدي رزق

خطبة وجه إليها وزير مسؤول يتلمس مسؤولية مجتمعية للمسجد، الوزير أسامة الأزهرى يتفاعل مع المشكلات الاجتماعية، ويرسم للمسجد دورًا مجتمعيًّا كان غائبًا.

التنوير، والنصح، التوجيه والإرشاد من مسؤوليات المسجد، وتفاعل خطبة الجمعة مع شواغل المجتمع كان مثل الفريضة الغائبة فى ظل تشاغل بحديث ماضوى لا يقدم الزاد الدينى الضرورى للعموم.

عاد المسجد إلى المجتمع متفاعلًا مع شواغله، وهذا من حسن تصريف الأمور، دخول المسجد على الخط فى مواجهة ظاهرة المراهنات الإلكترونية كفيل بالحد من خطورتها، وهى تشكل خطرًا داهمًا على الشباب، للأسف صارت إدمانًا.

الفضل فى هذه النقلة فى المواجهة ابتداء للمحامى محمود أشرف الروبى، الذى تنبه إلى خطورة مواقع المراهنات التى تستحوذ على عقول الشباب، وتكلفهم حيواتهم بعد أموالهم.

المحامى الشاب أخذ على عاتقه مهمة حجب مواقع المراهنات، وتقدم بدعوى يطلب فيها حجب تطبيقات المراهنات الإلكترونية، وأجّلت محكمة القضاء الإدارى (الدائرة الثانية بالقاهرة) الدعوى إلى جلسة 12 يناير المقبل.

ثقل وزارة الأوقاف ومساجدها وخطب الجمعة يثقل وزن الدعوى، وليت الوزارة تنضم إلى هذه الدعوى، من أرضية درء المفاسد، ستكون نقلة تفاعلية فى مواجهة ظاهرة اجتماعية مرضية.

لافت منشور الوزارة على فيس بوك:

لماذا القمار الإلكترونى فى خطبة الجمعة؟. وأجابت الوزارة نظرًا للخطر الكبير الذى يمثله القمار بصفة عامة، وخاصة القمار الإلكترونى، على الأفراد والمجتمعات، فإن الله عز وجل حرم القمار تحريمًا شديدًا واعتبره رجسًا

من عمل الشيطان، كما جاء فى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وعلى الرغم من معرفة الناس بأضرار القمار التقليدى وابتعادهم عنه، فإن القمار الإلكترونى بدأ يأخذ أشكالًا مستحدثة فى العالم الافتراضى، مثل المراهنات الإلكترونية والألعاب التى تعتمد على المخاطرة، وهذا النوع من القمار لا يقل خطرًا فى تأثيره السلبى المدمر على حياة الأفراد، إذ يقود إلى الإفلاس، والديون، وضغوط نفسية، قد تصل ببعضهم إلى الانتحار.

ومن إجابة الوزارة عن سؤالها: القمار الإلكترونى يشكل خطورة متزايدة فى زمننا الحالى، حيث يتسلل إلى حياة الكثيرين بشكل خفى عبر الإنترنت والأجهزة الذكية، ويتخذ أشكالًا متنوعة

تخدع الناس وتستدرجهم للوقوع فى فخه، فبعض الألعاب الإلكترونية تصمم على أسس المراهنة والمخاطرة، ما يجعل اللاعبين يشعرون أنهم قد يحصلون على مكاسب سريعة بجهد قليل، وهو ما

يدفع البعض إلى صرف مبالغ مالية كبيرة ظنًّا منهم أن النجاح قريب، وهذا الإغراء يخفى وراءه خسائر فادحة، حيث ينتهى الأمر بالبعض غارقين فى الديون، ومهددين بضياع ممتلكاتهم وأموالهم.

كما أن القمار الإلكترونى يستهوى فئة الشباب بشكل خاص، ويخدعهم بتزيين فكرة الثراء السريع والسهل، مما يؤدى إلى إفساد عقولهم وتعطيل حياتهم العملية والدراسية، ومن نماذج الألعاب والتطبيقات التى ينبغى الحذر منها لعبة الكونكير، ولعبة aviator، وتطبيقات المراهنات الإلكترونية بوجه عام.

حمدي رزق - المصرى اليوم
10 نوفمبر 2024 |