اللى تخاف منه ميجيش أحسن منه، بردا وسلاما على كنيسة الوطن، ومرقت السفينة (العتيقة) من غمار عاصفة هوجاء، ضربت جنباتها بقسوة، وهددت وحدتها، وكادت.
وخرج الأساقفة المبجلون من المحنة بمنحة، خرجوا كما عهدناهم أحباء متحابين يتلون صلوات سلام الكنيسة، مع صورة تذكارية جماعية يتوسطهم البابا، صورة بهية ترتسم فى عيون المحبين.
المخاوف والهواجس التى أحاطت باجتماع اللجنة الدائمة للمجمع المقدس خمدت، والعاصفة الهوجاء انقشعت ببيان (توافقى) يعبر عن وحدة الكنيسة فى ظرف صعيب.
حكمة الحضور من الآباء الأساقفة (وقد ذكرت أسماؤهم فى البيان وكذا المعتذرون، وعلة اعتذارهم.. حتى لا يؤول تأويلا) كانت حاضرة، والمحبة غالبة، واجتمعوا على المتفق، ونحّوا المختلف، وذهبوا جميعا إلى ما فيه وحدة الكنيسة، أسمى أمانينا.
من بيان اللجنة الختامى للجنة، نقتطف هذه الفقرة الدالة، نصا: أعلنت اللجنة عن تأكيد وحدانية الكنيسة بجميع آبائها، تحت قيادة قداسة البابا تواضروس الثانى، وشددت على ضرورة عدم الالتفات إلى ما تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعى، والذى استهدف تشويه صورة الكنيسة وآبائها.
البيان الذى صدر عن اجتماع اللجنة العامة جاء شاملا جامعا، بالأحرى مانعا، قطع قول كل خطيب بالفتنة، البيان لم يُمرر مختلفا عليه إلا باتفاق وحدود الاتفاق وبيان موجباته، وما استوجب توضيحا للشعب بات واضحا، وما استوجب اعتذارا كان، والاعتذار كما يقولون من شيم الكبار.
لفتة الاتفاق على إقامة قداس احتفالى بمناسبة العيد الثانى عشر لتجليس قداسة البابا تواضروس الثانى، يوم الاثنين 18 نوفمبر الجارى فى مركز لاجوس البابوى بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون.. يترجم محبة للبابا، ما يغبط الحادبين على سلام الكنيسة.
نفرة الحضور من آباء المجمع المقدس إلى الاحتفال بعيد جلوس البابا تترجم زوال الغمة، وعودة المياه إلى مجاريها، ما كان مثل سحابة صيف وعبرت، ويبقى الود موصولا.
قراران مهمان تمخض عنهما الاجتماع المهم يستوجبان وقفة: الأول تشكيل لجان مجمعية (من المجمع) لمناقشة أى تعاليم غريبة عن الإيمان الأرثوذكسى تصدر عن أى شخص يعمل داخل الكنيسة.
وهذا هو المراد، سيما ومثل هذه التعاليم الغريبة عن الأرثوذكسية أثارت لغطا كنسيا بين صفوف شعب الكنيسة، وخلَّفت غصة فى حلوق حماة الإيمان، مع همهمات تحولت إلى صيحات اعتراض شغلت الفضاء الإلكترونى للكنيسة.
اللجنة مهمتها التحقيق والتحقق والتثبت، بديلا عن إطلاق الاتهامات مطلقة السراح فى أعقاب البعض، دون تبصر بالمآلات، ما أثار شبهات مستوجبا تعقبها ودحضها.. لأنها فتنة!.
الثانية لجنة للتحقيق مع بعض أصحاب صفحات التواصل الاجتماعى الذين يقومون بشن هجمات مستمرة على الكنيسة وآبائها، وتقديرى أعمال هذه اللجنة تحتاج إلى حكمة وبصيرة وتعقل ورشادة فى التعقب حتى لا تتحول إلى لجنة مطاردة لمن يشارك برأيه حبا فى الشأن الكنسى.
وخشيتى صدقا أن تتحول اللجنة إلى ما يشبه محاكم التفتيش كنسية وهذا جد خطير، أخشى تعقبا كنسيا للمعارضين، ما يعدم الحوار الكنسى المنشود بتهمة العداء للكنيسة.. ولبابا الكنيسة!.