في أعقاب إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، خصّ دونالد ترامب سوزي وايلز، مديرة حملته الانتخابية بالشكر، أثناء خطاب النصر صباح الأربعاء.
مسشارة ترامب الأكثر أهمية
وبحسب موقع «بوليتكو» الأمريكي، يُعتقد من يعرفون سوزي وايلز جيدا أنها قوة محسوسة أكثر منها مرئية، فتأثيرها على الأحداث السياسية، بالنسبة لكثيرين، واضح بقدر ما هو غير مرئي.
وأشار الموقع إلى أنها لا تترك آثارها ولو لطخة، ومن المذهل أن تظهر في الصور (نظرا لقلة ظهورها)، وحتى في هذه الحالة تكون في الخلفية دائما تقريبا، وهي نادرا ما تتحدث علنا، وتتحدث عن نفسها أقل من ذلك.
ووايلز ليست مجرد واحدة من كبار مستشاري ترامب، بل إنها مستشارته الأكثر أهمية، وهي مديرة حملته بحكم الأمر الواقع، وكانت في الأساس رئيسة موظفيه لأكثر من 3 سنوات.
وهي أحد الأسباب التي جعلت ترامب مرشح الحزب الجمهوري المفترض وليس رون ديسانتيس، إلى جانب جعل عملية ترامب الانتخابية تحظى بالثناء لكونها أكثر احترافية من سابقاتها المشاكسة.
وبحسب الموقع الأمريكي فهي سبب أن دونالد ترامب وجد كل فرصة للفوز بالانتخابات مرة أخرى، حتى بعد خسارته في عام 2020، وتمرد عام 2021، وهزائم حزبه في الانتخابات النصفية 2022، والاتهامات الجنائية والمحاكمات، عام 2024، وتحول من رئيس سابق، إلى رئيس مستقبلي محتمل.
مالكة لثروة من المعلومات
«أعتقد أنه لا يوجد أحد لديه مثل هذه الثروة من المعلومات التي تمتلكها، لا أحد»، هكذا وصف توني فابريزيو، كبير خبراء استطلاعات الرأي الجمهوري، قائلا: «إنها تلمس كل شيء».
وقال كارلوس كوربيلو، النائب الجمهوري السابق عن ولاية فلوريدا: «بالتأكيد، إنها واحدة من أكثر الأشخاص أهمية في السياسة الأمريكية في الوقت الحالي»، فيما أشار روني بوك، وهو من قدامى المحاربين في مجال الضغط في فلوريدا: «ولا أحد يعرف حتى من هي».
من هي سوزي وايلز؟
إنها أم وجدة، تبلغ 67 سنة، من عمرها الشهر المقبل، وقد عملت في السياسة لأكثر من 40 عامًا، لصالح الرؤساء، ورؤساء البلديات، وحكام الولايات، وأعضاء الكونجرس. وهي أيضا قليلة الكلام، تصف نفسها بأنها معتدلة.
وتواصل موقع «بوليتكو»، مع أكثر من 100 شخص الذين عملوا معها، ومن حولها، ومن أجلها وضدها، ليشير إلى أن هناك إجماع غير متوقع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أنها بارعة في ما تفعله.
وتابع الموقع أنها «عاملة ماهرة، ومديرة قادرة، ومرشدة ومربية للمواهب الصاعدة، وصانعة وحافظة للعلاقات مع المراسلين، وصانعة ماكرة ودقيقة للقصص التي تساعد في تأطير التيارات السياسية القادرة على تحديد الفارق بين الفوز والخسارة».
لقد قادت حملات مميزة على مستوى الولاية في أعوام 2010 و2016 و2018 و2020، ريك سكوت حاكم ولاية فلوريدا السابق، ترامب، دي سانتيس حاكم فلوريدا الحالي، ترامب مرة أخرى، وكلها كان من الممكن أن تكون هزائم لكنها لم تكن كذلك، بحسب «بوليتيكو».
وقالت آشلي ووكر، الاستراتيجية الديمقراطية التي أدارت حملات باراك أوباما في فلوريدا مرتين وعملت في الضغط مع وايلز: «لقد كانت بالفعل أنجح عميلة جمهورية تحظى بالاحترام في فلوريدا بفارق كبير، وهي الآن تعمل على ترسيخ هذه العلامة التجارية».
من جانبه، وصف جو جروترز، الرئيس السابق للحزب الجمهوري في فلوريدا وعضو مجلس الشيوخ الحالي وحليف ترامب منذ فترة طويلة: «إنها المستشارة السياسية الأكثر قيمة في البلاد».