بعد جذبها للأنظار في أكثر الانتخابات سخونة، انتهت عملية الفرز التقليدية الأولى لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 في قرية «ديكسفيل نوتش» الصغيرة بالتعادل بين مرشحي الرئاسة في واقع يعكس النتائج المتقاربة للمتنافسين.
نالت كامالا هاريس 3 أصوات، وحصل دونالد ترامب على نفس العدد، واستغرقت العملية نحو 12 دقيقة لفرز وتأكيد أصوات الـ6 ناخبين في هذا المجتمع الصغير بالقرب من الحدود الكندية، حيث تقع القرية الصغيرة في أقصى شمال ولاية نيو هامبشاير.
وبحسب موقع CBS الأمريكي، قال توم تيلوتسون، مشرف البلدة، وهو المنصب الذي يشغله منذ عام 1976، «نحصل على 15 دقيقة من الشهرة كل 4 سنوات».
فندق جلب التصويت المبكر للقرية
نشأ تقليد التصويت المبكر، في ديكسفيل نوتش، الواقعة في جبال «وايت»، عام 1960، بسبب نيل تيلوتسون، والد توم، وخليفته في منصب رئيس البلدة، ففي عام 1954، انتقل نيل تيلوتسون إلى البلدة واشترى فندقًا محليًا، وأعاد تسميته بفندق «بالسامز جراند ريزورت- Balsams Grand Resort».
وفي النهاية، سئم من القيادة لمدة 45 دقيقة، غالبًا في الثلج، للوصول إلى أقرب مركز اقتراع عندما حان وقت التصويت.
وأشار توم إلى أن والده سمع لأول مرة عن عملية التصويت في منتصف الليل من مراسل وكالة «أسوشيتد برس»، وبعدها اجتمع هو وسكان آخرون معًا ليطلبوا من الهيئة التشريعية في ولاية، نيو هامبشاير، الموافقة على «ديكسفيل نوتش» كمنطقة تصويت مستقلة.
وأوضح توم، أن البلدة آنذاك، كانت غير مدمجة ولم يكن لديها تصريح للقيام بأي شيء، مضيفا: «كانت مجرد قطعة أرض».
وقال «اجتمع 9 أشخاص وأدلوا بأصواتهم في منتصف الليل»، موضحا «لا أعتقد أن التغطية الإعلامية كانت كبيرة في ذلك العام الأول، ولكن هذا هو بداية التقليد».
وأشار إلى أن والده حصل على دعاية مجانية لفندقه، من خلال سماحه للصحفيين باستخدام هواتف الفندق للإبلاغ عن عدد الأصوات، قبل وقت طويل من توفر استطلاعات الرأي من مناطق أخرى.
منذ ذلك الحين، استمر فرز الأصوات في وقت متأخر من الليل في كل الانتخابات التمهيدية الرئاسية، حتى أثناء جائحة كوفيد-19.
تحول كبير
ويعيش جميع السكان الـ6 الذين صوتوا في انتخابات هذا العام في الفندق السابق. وعبر أحدهم ويدعى، سكوت ماكسويل، عن دهشته من نتيجة الانقسام غير المتوقعة، وقال لصحيفة «نيويورك تايمز»: «لم أكن أتوقع ذلك».
وتمثل هذه النتيجة تحولا كبيرا عن النتيجة قبل 4 سنوات، عندما ذهبت جميع الأصوات الـ5 إلى جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي، على الرغم من أن 4 من الناخبين المسجلين هذا العام هم من الجمهوريين والـ2 الآخرين مستقلون، وفقا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
وعلى الرغم من أن نتيجة القرية لا تتنبأ دائمًا بالفائز النهائي، ففي في عام 2016، تغلبت هيلاري كلينتون على ترامب هنا بـ4 أصوات مقابل صوتين، إلا أن النتيجة هذه المرة تتوافق مع ما تقوله معظم استطلاعات الرأي التي تشير إلى نتائج متقاربة للغاية وناخبين منقسمين بالتساوي.
وأظهر فيديو لوكالة «الأسوشييتد برس» الأمريكية، كيفية التصويت في انتخابات 2008 التي جرت بين مرشح باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي وجون ماكين، مرشح الحزب الجمهوري، آنذاك. واستخدم المشرف على التصويت سبورة كتب عليها الأصوات القليلة والنتيجة النهائية لصالح أوباما.