عندما كتبنا أن هناك فتنة فى الكنيسة.. لعن الله من أيقظها خرج بعض المقدرين المشتغلين بالشأن الكنسى، يستنكرون ما كتبنا على أرضية وطنية.
يقينا، سطورنا بعيدة كل البعد عن التورط فى داخليات الكنيسة، باعتبار أن شعب الكنيسة أدرى بشعابها.. ورغم ذلك لم نسلم من الغمز واللمز، وهذا عادى فى مناخ الشك والتشكيك الذى يفخخ الفضاء الإلكترونى.
خرج بعض الأحبة (ولهم فى النفس مودة) يلوموننا بسبب التداخل فى الشأن الكنسى، وكأن التفاعل مع شؤون الكنيسة حصر على المسيحيين.. وهكذا يريدونها قسمة على اثنين، كل واحد يتكلم فى دينه، على طريقة خليك فى كوزك!.
تناسى الأحباء أن الهم الوطنى واحد، وسلام الكنيسة كما سلام مؤسسات الدولة من شواغل عموم المصريين، فضلا عن نخبتهم التى تخشى على سلام الكنيسة خشيتها على سلام الوطن.
كفانى البابا تواضروس الثانى بابا المصريين، بطريرك الكرازة المرقسية، مؤنة الرد على اللائمين، وأكد فى ختام اجتماع الأربعاء الأسبوعى، الذى عُقِد فى كنيسة القديس الأنبا بيشوى بزهراء المعادى، البابا يؤكد فى عظته على ما سبقنا الإشارة إليه من خطورة ما هو شائع فى الفضاء الإلكترونى عن أحوال الكنيسة، لافت مسيرات مجهولة تقصف جبهة البابا، تطلق أكاذيب تهدد سلام الكنيسة.
مجددا، نحذر من فتنة إلكترونية تستهدف الكنيسة الوطنية، وقداسته وصف ما نُشِر على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بأنه أكاذيب، وعدّدَ قداسته الأكاذيب، وفندها واحدة تلو الأخرى بالأدلة والمعلومات اليقينية.
صحيح تأخرت الكنيسة فى الرد المباغت، عادة تفضل التروى قليلا لتبيان مصدر الشرور، تأخرت الكنيسة عن دحض (الأكاذيب)، للأسف استفحل شرها، تحولت إلى ما يشبه (الحقائق) من فرط تكرارها، والإلحاح عليها، ولكن أن تأتى متأخرا خير ألا تأتى أبدا، ولعلها (من قبل قداسته) تكون بداية للتواصل الساخن مع شعب الكنيسة، ما يقطع الطريق على المرجفين باليقين.
قداسته يستشعر الفتنة، ويوجه نداء لشعب الكنيسة: أرجوكم لا تستمعوا للأكاذيب، الكنيسة بخير، وعمل الله سيستمر، والخدام الأمناء كثيرون، والخدمة تحتاج إلى حكمة وتعقل وروية وهدوء لكى تتم بكل سلام وخير.
البابا متيقظ إلى خطورة السوشيال ميديا، نصا: ليست المكان المناسب لأن تطرح عليها الطلبات فيما يخص الكنيسة، وأى إنسان له طلب، أبوابنا مفتوحة، بابى مفتوح، وكافة الآباء كذلك لكل من يريد طرح رؤية أو رأى، بدلًا من أسلوب الإثارة والفوضى والتصرف برعونة....
باب البابا مفتوح (نتمنى ذلك)، ولن أناقش هذه الفرضية دون معلومات يقينية، فتح الأبواب يقينا من حسن تصريف الأمور، وصرف الشرور، ودعوات البابا لسلام الكنيسة تصل بين السماء والأرض، أخشى الدعوات لا تحل مشكلات، هناك مشكلات معلومة للكافة تستوجب إيجابية بابوية تترجم حلولا عملية.
الكنيسة تعانى من جلطات فى مسارات الحوار، وهذه تتطلب نَطاسيًّا حكيمًا، طبيبًا حاذقًا.. فى حاجة إلى كونسلتو كنسى يعالج الأعراض المستجدّة بحكمة وروية.. الكنيسة تحتاج حكماء مؤتمنين من حول البابا يئدون الفتن ما ظهر منها وما بطن!.