القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة الام الراهبة تيماف ايريني رئيسة دير راهبات ابوسيفين مصر القديمة

في مثل هذا اليوم عام 2006 تنيحت جوهرة السماء تيماف ايريني ام رهبنة هذا الجيل كانت حياتها سيرة عطرة لحياة سمائية على الأرض.. جسدت معنى الرهبنة فى وقت كانت الرهبنة فيه تواجه عوائق شديدة .. ففى تتبع لتاريخها المجيد المشحون ببحار من التفاصيل التى لا يصدقها عقل المؤمن قبل عقل غير المؤمن، وجدت انه لا يمكن ان أجد كلمات تستطيع التعبير عن جمال وروعة تلك السيرة حتى منذ بدايتها...

تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة الام الراهبة تيماف ايريني رئيسة دير راهبات ابوسيفين مصر القديمة

ولدت فوزية (إيرينى) فى 9 فبراير 1936م فى مدينة جرجا محافظة سوهاج (وهى البكر وشقيقة لـ3 بنات وولدين)من أبوين قديسين .. يسّى خله وﭽنيفياف متى الفيزي.. كانت ولادة الأم متعثرة جدا، فجرى الجد الى كنيسة مارجرجس

بطهطا وبكى وصلى بحرارة، وكذلك هى ايضا، حتى امتلأت الحجرة بنور رهيب وظهر لها مارجرجس والعذراء.. خبط الشهيد على ظهرها 3 مرات، فنزلت الطفلة فوزية فى الحال، ثم تلقتها العذراء على يديها وقالت للأم: دى مش

بتاعتكم ديه بتاعتنا، لكن اهتموا بتربيتها..نمت فوزية فى جو روحى وترابط أسرى مبارك، تربت على الفضائل منذ حداثتها خاصة عمل الرحمة.. كانت الأم تصلى جميع صلوات الأجبية بما فيها صلاة نصف الليل.. كانت تصلى

دائما بدموع غزيرة فحفرت فى قلب فوزية كيف يكون الخشوع فى الصلاة والانسحاق فى الميطانيات. اصاب الأم آلام شديدة فى معدتها وفشل الأطباء فى تخفيفها، حتى انها أعجزت الأم عن الخروج من المنزل.. وفى مرة بكت بشدة

من كثرة الألم.. فبكت معها فوزية وقالت لها ان العذراء ستشفيها، وظهرت لها العذراء فى تلك الليلة..وسألتها عن سبب بكاها، فقالت لها الأم انها لا تريد ان تموت وتترك اولادها دون تربيتهم تربية مسيحية صحيحة،

وانهم لمن سيلجئون بعد مماتها وهم صغار؟! .. وطلبت من العذراء ان تتشفع للرب يسوع بأن يمد عمرها حتى تكبر فوزية وتستطيع رعاية أشقائها، فأخذتها العذراء وقالت لها: تعالى هاوديكى لطبيب شاطر أوى.. وذهبوا لمبنى

ضخم جدا.. ودخلوه ووجدوا به حجرة وسرير وطبيب،وفقالت العذراء: تعالى يا ﭽورج (مارجرجس) واكشف عليها..فرد الشهيد وقال: ما انت عارفه يا عدرا ان قضيتها منتهية ؟! فردت أم النور: هى تشفعت بى وانا طلبت من أبنى الحبيب فالقضية أتأجلت!!

ثم وضعوا أيديهما على مكان الألم وقد شفيت الأم.

وكانت هناك سيدة من طائفة خلاص النفوس تعظ فى كنيسة مارجرجس وتبعد الناس تدريجيا عن الايمان الارثوذوكسى، وبعد أكثر من مرة قل عدد الحضور لديها فى العظة الأسبوعية وعلمت ان هذا بسبب توعية

فوزية الشابة لهؤلاء الناس، فأغتاظت ووعظت فى المرة اللى بعدها بعصبية وأنكرت وجود شهداء وقديسين وشتمت القديس مارجرجس، فواجهتها فوزية وردت على كل كلمة، ثم أصيبت فى الحال الواعظة بتشنج

وأغمى عليها فى الأرض ثم بعدها بفترة وجيزة فى 2 بعد منتصف الليل أشع نور عجيب أضاء الكنيسة كلها وسُمع صوت دربكة بداخلها، فوجد الناس مارجرجس بحصانه بداخلها وقال: الست ديه ماتدخلش هنا تانى.. وقد كان.

كانت فوزية تصوم صيام العدرا انقطاعيا حتى المساء ثم تأكل قليل من الخبز والملح..

وفى أول مرة قررت فيها فوزية ان تنظف الكنيسة هى وصديقاتها -لأن كاهنها متقدم فى السن وقد تراكم التراب كثيرا بها- ظهرت لهن العذراء وقالت: انا متشكرة على تنظيفكم لبيت أبنى والهى ..

ثم باركتهم واختفت.. وايضا كانت لدى فوزية شفافية روحية، فعلمت بأشياء حدثت فيما بعد..

كانت فوزية مشتاقة جدا للرهبنة، ولكن أهلها عارضوا تلك الفكرة وتعللوا ايضا بصغر سنها،

وفى مرة كانت فوزية تصلى بحرارة ظهر لها القديس أبى سيفين، ولكنها لم تكن تعرفه ولم تسمع عنه، فقال لها "انا شهيد الرب أبى سيفين" ثم قال لها: انا عاوزك تخدمى فى ديرى بمصر..

ثم اختفى.. وحدث ذلك كارؤيا لمرة آخرى، ثم فى المرة الثالثة، ظهر وقال لها: انا هاخدك وفرجك على ديرى فى مصر، ثم ركبت فوزية معه الحصان وفى ثوانى وجدت نفسها فى قلب الدير بمصر القديمة.. وبعد ان رأت الدير كله ومستشفى هرمل

والسكة الحديد، أرجعها بسرعة للبيت ثانياً. تشاء ارادة الله ان تأتى الام ماريا (من دير أبى سيفين) فى زيارة لبلدة قرب جرجا، وعلمت فوزية بذلك فقابلتها وأعلمتها برغبتها الملحة على الرهبنة.. فوعدتها الام ماريا ان تبلغ

ذلك للأم كيريا واصف رئيسة الدير آنذاك. وبعد مراسلة الرئيسة لفوزية عدة مرات، علم الأب بذلك، وعلم ان ابنته (فوزية) قد رتبت مع الام الرئيسة على الهرب، ولكن أجتمعت الاسرة وقرروا أن يصوموا 15 يوما وسيرشدهم الرب الطريق

السليم فى آخر الصوم.. فظهرت العذراء لوالدة فوزية، وقالت لها ماتنسيش، انا قولتلك: دي بتاعتنا.. فقصت الأم ذلك الظهور على الأب، ولكنه عرض علي فوزية ان يبنى لها حجرة صغيرة فوق السطح لتعيش فيها كأنها فى دير، ولكنها رفضت.

وأخيرا ظهر للوالدين القديس يوحنا صاحب الأنجيل الذهبى وأقنعهما بالأمر، فوافقا. وكانا يأملان ان تتعب فوزية من ذلك الطريق وألا تستطيع السير فى نهج الرهبنة، فترجع ثانيا لهما.. وكان سنها وقتئذ 18 عاما. كان دير أبى سيفين فقير جدا وتسوده الفوضى، وكان فكر رجعى يسود الشعب وقتئذ وهو ان رهبنة البنات هى لذوى العاهات أو العمى فقط .. فكان ذلك شبه عار !!

سلكت فى مدة الاختبار بالدير سلوك الكمال، فقد صارت السماء عالمها المحبوب الذى تعيشه وهى لاتزال على الأرض!! لم تكن لفوزية قلاية داخل الدير، فمكثت فى الأرض أول ثلاثة أيام –وتلازم ذلك

البصخة المقدسة- فصامت دون طعام أو شراب حتى نهكت قوتها تماما، فأصتضافتها الأم "تواكليا" ,اعتنت بها حتى شفيت بعض الشئ، ثم بعد ذلك أعطوها قلاية بالدور الثانى ولكنها كانت مهجورة وغير

صالحة للمعيشة وحتى ليس بها شمعة أو لمبة جاز! وفى الساعات الأولى من الليل، ظهر لها شخص قبيح أسود وطويل جدا، عيناه حمراء وله قرنين، وقال لها: وكمان جيتى وبقى ليكى قلاية.. انا وراكى

والزمن طويل!! وكان فى يده سكين، فضرب بها بعنف فى الأرض.. ومن هول المنظر اتنطرت فوزية من فوق الكنبة وصرخت: أنجدينى يا قوة الله، احفظينى يا قوة الله!! .. ووقعت على الأرض وأصبحت مثل قطعة

الثلج، وبها رعب فظيع، فسمعتها الام تواكليا وقرعت باباها، فلم تستطع فوزية ان تفتح، ففتحت الباب الأم بالسكين وأصطحبتها للرئيسة التى طمئنتها و قالت لها ارشمى الصليب ومتخافيش هو

هايمشى، وكان يظهر لها في صورة تعابين وعقارب أيضا كانت تلامس جبهتها فى وقت السجود، وأيضا كأشكال عجيبه بألوان متعددة فى وقت الظلام.. ثم جاءها الشيطان بفكر مختلف وهو ان كثرة عملها

بخدمات الدير المختلفة سيجعلها خارج قانونها الروحى كثيرا.. فظهر لها أبى سيفين وقال لها ان الرهب مثل السمكة لا يعيش خارج بيئته، وقال لها ان تصلى المزامير أثناء عملها ووعدها بأنها ستتعذى وتبتهج كثيرا بهذا..

وفى 26 اكتوبر 1954 تمت سيامتها باسم تماف ايرينى فى الدير. وكان يُطلب منها أعمال كثيرة فى الدير حتى انها لم تتناول لفترة طويلة، وشتاقت لذلك لكن قانون عملها منعها منه، فظهر

لها شخص ودعاها لحضور القداس مع السواح ووعدها انه سيرجعها بدرى، وكان القداس فى كنيسة السواح بجبل الأنبا أنطونيوس.. كان الملاك الحارس يوقذها كل يوم باكرا لأنه لم بكن يوجد

منبه أو جرس بالدير.. وكانت تشكره. وهيج الشيطان وكيلة الدير ورئيسته على تماف، بحجة ان تماف أستراحت فى مرة قليلا فى قلايتها وذلك كسرا للطاعة، وطردتها الرئيسة فى الحال, وبعد

توسل من تماف كثيرا وبدموع غزيرة وافقت الرئيسة فقط على الانتظار حتى الصباح –لآن الوقت تأخر-ولكن فى اليوم التالى عاتب أبى سيفين الرئسية ..فأختضنت تماف وجعلتها تلميذتها الخاصة.

فى يوم أدانت تماف احدى الراهبات فى سرها –دون ان تشعر- وعند الليل وهى تصلى وجدت نفسها فى مبنى كبير ذو باب حديد محروس..فدخلت ووجدت مكان كئيب ومُظلم ورائحته كريهه جدا، حجراته تشبه الخنادق، فرأت بعض الراهبات يبكين، فسألتهم

فقالوا ان هذا بسبب الإدانة ولم تحتمل تماف المكان وذهبت لنفس الباب ثانيا للخروج، وقال لها الملاك أنها هى فقط لها تصريح بالخروج ، اما الباقى فليس له للأبد، وقال لها: هناك طريقين من هنا، أحدهما واسع وبه سيارات وسهل جدا، ولكنك

ستضلين فبه، أما الثانى طيق جدا، ستمشى به بالجنب ولكن آخره ديرك، فاختارت تماف الضيق، ولكن أحتك ظهرها كثيرا بالجدار ..وبعدما رجعت منه للدير، شكرت الله وقضت الليل فى الصلاة ثم وجدت ان ظهرها جرح فعلا ..مما جعل حرارتها 40 لفترة طويلة..

فكانت تضع قطن فى أذنها حتى لا تسمع اى شئ تفكر فى أمره عن أحد.. تنيحت والدتها بعد ذلك.

ومن حزنها سمح الله لها أن تذهب للسماء لترى مكانة أمها والمجد الذى هى فيه..

تنبأ أبونا مينا المتوحد (البابا كيرلس) لتماف رئاسة الدير بعدما شفاها من صداع من فعل الشيطان

كانت تحاول تماف بكل الطرق الهروب من الرئاسة، فظهر لها أبى سيفين وقال: انا مش عايز غيرك يمسك ديرى، قالتلوا: انا أصغر واحدة ومااقدرش..أنا مش عاوزة..فقال لها: بس انا عاوز كده، والهى عاوز

كده..ثم جمع الشهيد المفاتيح من كل راهبة فى الدير ووضعهم فى دوبارة وأراد القائهم عليها، فحاولت الهروب .. فعلق الدوبارة على رقبتها قائلا: انت اللى هاتمسكيه.. وبعد عناد طويل منها، شدها من

يديها وقال لها: مافيش غيرك يعنى مفيش غيرك!! ولم تقل تماف لأى احد حتى أب اعترافها!! ثم تنيحت الرئيسة، وأرسل البابا كيرلس خطاب يطلب من تماف تولى الرئاسة.. فبكت كثيرا ورفضت استلام الجواب،

وأرسل أبوها لها قائلا: لا انتى بتنى ولاأعرفك لو قبلتى.. تعالى عندى اخبيكى لحد مايرسموا حد تانى وارجعى بعد كده.. ذهبت تماف للبابا كيرلس وتوسلت اليه، فقال لها انه سيرسم احد غيرها، ولكن

طلب منها كتمان الأمر، وجاء أب اعتراف الدير فى يوم باكر وأيضا الأنبا يؤنس أسقف الخرطوم ومعهم الراهبات وجروا تماف بالقوة وهى تبكى لكى يرسموها، فقد كان كلام البابا مجرد تهدئة لها حتى لا تهرب.

لم يكن بالدير نظام الشركة أو المائدة الواحدة، كل راهبها فى حالها.. فصامت وصلت 3 أيام حتى أخذها ملاك للفردوس، وسجدت امام الأنبا باخوميوس مؤسس نظام الشركة، ودلها على

مخطوطة فى مكتبة الدير لتهتدى بها لتطبيق ذلك النظام.. الذى واجه كثيرا من تحديات لكن الله وشهيده عضضاها.. وفى مرة بعد حضور التسبحة، ظهرت العذراء لكل راهبات الكنيسة،

ووزعت لكل واحدة قنديل (مضئ للى جت التسبحة فرحانة، ومطفئ للى زعلانة). وذلك مساندة من العذراء لتماف كى تنتهى الحروب من الراهبات ضدها، خاصة أنها أصغرهن (تولت الرئاسة:32 عام ).

كانت تطلب من الله المرض والاستشهاد، وظهرت لها العذراء وأبى سيفين وأعلموها ان تحمل الألم –الجسدى والنفسى- بشكر هو مثل الاستشهاد بالضبط.. فقد أجرت عملية قرحة فى المعدة بعد معاناة شديدة دامت حوالى 10 سنوات نتيجة

التقشف الزائد.. وقبل العملية بيوم شفتها العذراء ولكنها وافقت على العملية حتى تجذب الدكتور الاجنبى الملحد للايمان..أصيبت بجلطة فى القلب، أعقبها عملية قسطرة فى الولايات المتحدة، وسرطان فى الغدد الليمفاوية..

أصبحت كفاءة القلب تصل ل18% فقط، خاصة بعد العلاج الكيماوى..وقد شفاها الله من السرطان وجلب ذلك أطباء الى الله فى أمريكا.. فى 2001 أصيبت بهبوط شديد فى عضلة القلب ودخلت مركز الحياة الطبى وبعدها توقفت تماما عضلت القلب،

وانتقلت روحها للرب الذى أخبرها ان شهيده يريد بقائها فترة اضافيه فى الدير لخدمة اسمه القدوس، وانه لم يستطع تحمل دموع الراهبات الاتى انكبن فى الصلاة الحارة فترات طويلة، فرجعت روحها مرة اخرى، وقالت: نزلتونى ليه؟؟!!

وفى عام 2006: كفاءة القلب 7% ولم تنفع الصدمات الكهربية أو المنشطات، ثم فاضت روحها الطاهرة فى 31 اكتوبر 2006

بركة صلاتها تكون معنا أمين...

والالهنا المجد دائمًا أبديًا أمين...

أيمن زكي - أقباط متحدون
31 اكتوبر 2024 |