+ احترسوا من الخطيّة، ولاسيّما الثرثرة ودينونة الآخَرين، لأنّ هذا يجعل الإنسان غريبًا عن الله مثل الزِّنى والفِسق، وقد عدَّد الرسول كلّ هذه قائلاً: "إنّ مِثل هؤلاء لا يرثون ملكوت الله".
+ ليكُن كلُّ واحدٍ كبيرًا في عينيك، ولا تَهِنْ الذين هُم أقلّ مِنك معرفةً، ولا تَطلُب كرامةً من أحد، لكن اتّضِع لكلّ الناس، ولا تغضب من الذي يتعظّم عليك لأنّه قليل المعرفة، لأنّ مِن قِلّة المعرفة يَتَعظّم الأخُ على أخيه.
+ كُن ميِّتًا عن العالم لكي تكون مُختارًا لله، وكُن صغيرًا بين الناس لكي تكون فاضِلاً عند ربِّك.
+ لا يكُن أمام عينيك شيءٌ مُشتَهَى، لكي تُبصِر الله.
+ كُن حزينًا على الذين هلكوا، رحيمًا على الذين طغوا، متألِّمًا مع المتألِّمين، مُصلِّيًا لأجل المُخطئين.
+ إن لم نجعل رفيقنا مثلنا، ولاسيّما في الكرامة، فإنّنا لا نكون قد أرحناه، فإذا ما أرَحتُ أخي أراحني الله أنا أيضًا..
+ احتمال الشّتيمة والهوان، بمعرفة، يُطهِّران القلب ويأتيان بالاتضاع الحقيقي حتّى تنمو النفس في الله، أمّا مديح العالم وكرامته فإنّهما يهدمان الفضائل.
+ جميع ما يصنعه الإنسان المُجاهِد إذا لم يكُن معه الاتضاع والتحفُّظ، فهو غير مقبول قدّام الله.
+ جيّد أن نصنع الجهاد لأخينا، هذا الذي مات الإله عنه وعنّا جميعًا. وبهذه المساواة الواحِدة وبوداعة المسيح نربح أخانا..
+ إنّني أُفضِّل أن يأخذ الإنسان لنفسه القليل من كلّ فضيلة لأجل خلاصه، عن أن يَعتمد على فضيلة واحدة.
+ إنّ الأسدَ شجاعٌ ومُهاب، ولكنْ من أجل شهوته ورغبته يقع في الفخ فتبطل قوّته ويصير هُزءًا للناس. وكذلك الراهب (الإنسان المجاهِد)، إذا ضيّع قانونه وتبع شهوته، أهلَكَ وقاره، وصار هُزءًا لكلّ أحد.
+ اهتمّ بقراءة الكتب، لكي تتعلّم كيف تكون مع الله.
+ لا تملأ عينيك من وجه إنسان، لكن بتهيُّب ومخافة ابسط نظرك.. كُن مثل عذراء ذكيّة، واحفظ نفسك للمسيح.
+ كُن مُحبًّا لكلّ أحدٍ، وابتعِد عن كلّ أحدٍ.. ولتكُن نفسك متيقِّظة لخدمة الله..
+ أحبِبْ بفكرك حُبًّا فاضلاً ذاك الذي يقول لك كلمة منفعة، أمّا الذي يبكِّتك فلا تحزن منه..
+ ليس لك أن تفحص عن كلّ الأمور.. ولا تطلُب تحقيق طَلَبِكَ في كلّ أمرٍ..
+ الزَم القراءة أفضل من كلّ عمل، لأنّه ربّما يَتَشَتَّت العقل في الصلاة، لكنّ القراءة تجمعه. وإذا قُمتَ في الصلاة قدّام الله فاحرِص أن تجمع عقلك وتطرح عنك الحِسّيّات المُبَلْبِلة.. وإن أحسستَ بالنعمة فداوم ولا تَستَرخِ، فإنّ الله إذا أبصر صبرك فهو بسرعة يحلّ فيك ويتقوّى عقلك ويشتعل بالحرارة الروحيّة، وأحاسيس نفسك تضيء..
+ الذي يظنّ في نفسه أنّ حياته الباقية في الدنيا إنّما هي فقط يومه الذي هو فيه، فإنّه لا يكاد يخطئ.
+ السكون هو أفضل جميع الأعمال.. لأنّه بمداومة الصمت تسكت الأفكار، وتموت المشيئة الذّاتيّة، وينقطع تذكار الأمور الباطلة، وحركة الشهوات القاتلة الجسمانيّة والنفسانيّة.. أمّا الجسمانيّة فهي لذّة الفم، وشَرَه البطن،
وشهوة الطبيعة (الجنس)، وتنزُّه (تَسَيُّب) الحواس، والاسترخاء، والنوم والزِّنا.. أمّا النفسانيّة فهي الجهل، والنسيان، والبلادة، وقِلّة الإيمان، والحَسَد، والشرّ، والمجد الباطل، والعُجْب، والعظمة، وقِلّة القناعة.
+ الثبات في الجهاد والصبر على البلايا هو أيضًا من أفضل الأمور، وكلّما استمرّ السكون ضعفَتْ الشهوات، وكلّما ضعفَت الشهوات تَقَوَّى العقل قليلاً إلى أن يَصِحّ ويستريح..
+ الذين يعوِّقوننا عن معرفة الله ويمنعوننا عن عمل الفضيلة، لا ينبغي أن نلومهم لأنّهم لا يَعرِفون؛ أمّا نحن فإذ قد عرفنا أين هو ربحنا وأين هي خسارتنا، فينبغي لنا أن نبتعد عنهم لكي تحيا نفوسنا..
+ ها هنا شيءٌ آخَر رديء جِدًّا ويُفسِد علينا النقاوة بالكُلّيّة، وهو حُبّ الرئاسة والكرامة والمديح من الناس، فإنّ هذه شهواتٌ مُميتة ورجاء كاذب، وعسير هو التحرُّر منها.. حُبّ المسيح ربنا وحده هو يخلِّصنا من هذه الأوجاع. آمين.
+ لا ينبغي أن نطلبَ نحن الرئاسة والكرامة في هذا العالم الزائل المُظلِم، فإنّ رئاستنا نحن وكرامتنا هما في العالم المضيء السمائي.
لتكُن هذه الأقوال الثمينة نورًا وتعزيةً للسائرين في طريق الملكوت..
بركة القديس العظيم يوحنا القصير تكون معنا. آمين.
القمص يوحنا نصيف
30 أكتوبر 2024م