كشف الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بالجامعة التكنولوجية بماليزيا، عن أعمال صيانة جديدة تقوم بها إثيوبيا في سد السرج الركامي، السد الأخطر والمكمل لسد النهضة، مؤكدًا أن أعمال الصيانة الجديدة تحدث في منطقة الكهوف الجيرية، التي بُني عليها جسم السد، والمهددة بالانهيار.
رصد أعمال صيانة جديدة بسد السرج
كما أكد الباحث بالشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، ظهور أعمال في قطاعين بـ سد السرج، القطاع الأول في قناة المفيض الخاصة بالسد الركامي، التي تم إيقاف العمل بها منذ فترة، والثاني بالقرب من قناة تصريف اختبار التسرب.
وقال خبير السدود الدكتور محمد حافظ: "أعمال صيانة بسد السرج في منطقة الكهوف الجيرية..."
وكشف الباحث بالشأن الإفريقي هاني إبراهيم، عن وجود أعمال صيانة في قطاعين بسد السرج، حيث قال: "مجرد ملاحظة توجد أعمال في قطاعين بسد السرج، القطاع الأول في قناة المفيض الخاصة بالسد الركامي والتي تم وقف العمل بها من فترة".
أعمال الصيانة في قناة مفيض السد الركامي
وعن أعمال الصيانة في قناة مفيض السد الركامي "سد السرج"، قال هاني إبراهيم: "يبدو هناك أعمال بها، وهي مخصصة لتصريف الفيضانات العالية لاحقا، عندما ترتفع مناسيب البحيرة في حالة الفيضانات التاريخية وهي من ضمن 3 مفايض يضمها السد الكارثي "أعلى السد والمفيض الغربي".
كما كشف هاني إبراهيم منطقة الصيانة الثانية بسد السرج فقال: "القطاع الثاني بالقرب من قناة تصريف اختبار التسرب ولا توجد معلومات عن الأسباب".
وكان الدكتور محمد حافظ قد نشر مجموعة من الصور لانهيارات وتسريب ظهرت في سد السرج، مؤخرًا، عبر صور جوجل إيرث، مؤكدًا أن كشفه عن تلك التسريبات الواضحة في الصور حقائق فنية مدعومة بصور جوجل إيرث، بهدف إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل وقوع الكارثة.
عيوب فنية في سد النهضة
وكشف الدكتور محمد حافظ عن العديد من العيوب في سد النهضة، سواء الخرساني أو سد السرج، أحد عيوب سد النهضة الفنية هي كهوف سد السرج، الذي ظهر بعد اكتمال بناء البلاطات الخرسانية في عام 2016، ومن ثم بدأ علاج الكهف بملئه بصخور ومواد أخرى على مدار أكثر من عام ومن بعدها تم تغطيتها بالطين ودكه إلا أنه ظهر مرة أخري بشكل جزئي في نوفمبر 2020. وتم علاجه مرة أخرى حتى شهر مارس 2022.
وقال محمد حافظ إنه "في مارس 2022 تم إغلاق الكهف تمامًا، ووضع طبقة من الطين ودكه، واستمر الوضع حتى تم بناء مجرى من الخرسانة (مصرف) يمر به".
وأوضح الدكتور محمد حافظ أن "الكهف مملوء بالماء في عام 2016 أي قبل وصول أي مياه لبحيرة سد السرج للمنطقة والتي وصلت للقمة عام 2022، وتلك المياه عند منسوب أعلى من (585 مترا)، ليس لها أي علاقة بمنسوب النيل الأزرق حينذاك، والذي كان عند قرابة (520 مترا) بالقرب من السد الخرساني".
كهوف سد النهضة لم تعالج بشكل صحيح
وأكد خبير السدود أنه "من صور المعالجة، الأمر لا يدل بتاتا بأنها هي المعالجة المناسبة. كان من المفترض أن تسحب المياه تمامًا، ثم يتم ضخ خرسانة سريعة التصلب لتملء الكهف، ولكن إثيوبيا فضلت رمي صخور داخل الكهف بدون أي (مفهوم علمي يبرر هذا الأمر).
وقال الدكتور محمد حافظ إن ظهور جزء من الكهف مرة أخرى، مياه الكهف كانت تتسرب من أعلى إلى المناطق المنخفضة تحته، تؤكد بأن العلاج الأولى لم ينفذ بطريقة علمية.
كما قال خبير السدود حتى بعد إخفاء الكهف بطبقة من الطين ودكها.. يمكنك ملاحظة تغير لون تلك الطبقة عن باقي المنطقة، ففي فبراير 2022 بدأ ظهور علامات أخرى ومياه ونبع مياه آخر جنوب المنطقة الأولي وتم تغيطتها بطبقة من الطين.
مصرف خرساني يمر بسطح كهوف سد السرج
وكشف الدكتور محمد حافظ أنه في سبتمبر 2024، تم تغيير الملامح بعد تنفيذ ما يبدو أنه (مصرف خرساني ضيق) يمر بسطح تلك الكهوف.
وتابع الدكتور محمد حافظ "أنه مع تغطية كل تلك المنطقة بمياه التخزين الخامس، عند منسوب 640، وأنها سوف تكون تحت سطح البحيرة بقرابة (5 أو 6 متر)، لكون منطقة الدراسة تقع في أعلى سد السرج بالجهة الشمالية، والتي ستصلها المياه بعد منسوب (632) فوق سطح البحر؛ كيف سيكون تفاعل تلك الكهوف التي لم تعالج سابقًا بشكل (علمي)، وانبعثت مرة أخرى بعد علاجها بأقل من 4 سنوات وذلك قبل أي وصول مياه لها".
وتابع خبير السدود تساؤلاته قائلًا: "كيف سيكون الحال بعد عام أو ثلاثة من تشغيل سد السرج والاحتفاظ بأكبر كمية به!؟".
