القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مفاجآت في شهادات المصابين بحادث الجلالة.. الأتوبيس كان غير مستقر والجامعة تتبرأ

على طريق «الجلالة – السخنة»، وفي لحظات قصيرة لا تتجاوز ثواني، انقلبت حياة طلاب جامعة الجلالة رأسًا على عقب، كانت الرحلة الدراسية اليومية عائدة إلى بورتو السخنة بعد يوم طويل، ممتلئة بأحاديث الضحك والتعب المعتاد. لكن تلك الأجواء تحولت إلى كارثة مأساوية أودت بحياة 12 طالبًا، وأصابت آخرين بجروح متفاوتة، لترسم لوحة من الألم والحزن في قلوب الجميع.

مفاجآت في شهادات المصابين بحادث الجلالة.. الأتوبيس كان غير مستقر والجامعة تتبرأ

إشارات تنذر بالخطر

في لحظات ما قبل الحادث، لاحظ بعض الطلاب أن الحافلة ليست في أفضل حالاتها. تصاعد دخان أسود كثيف من الشكمان وانتشرت رائحته في داخل الحافلة، مما أثار قلق الطلاب، رغم استفسارهم من

السائق، فأكد لهم أن كل شيء على ما يرام، ومع استمرار الطريق، بدأ القلق يزداد عندما زاد السائق من سرعته بشكل غير معتاد في منطقة المنحدر، وهو ما لم يكن مألوفًا بالنسبة لهم في

رحلاتهم السابقة. عندما فوجئ السائق بمنحنى حاد في الطريق، حاول السيطرة على الحافلة، لكنه فشل، حيث اكتشف أن الفرامل لا تستجيب وانقلبت الحافلة مرات متتالية، تاركة وراءها مشهدًا مروعًا.

شهادات الناجين.. لحظات لا تُنسى

أحمد، طالب في السنة الثالثة بكلية الطب، أحد الناجين الذين عاشوا الرعب، قال بصوت حزين: «كنا راجعين زي كل يوم، بنتكلم ونضحك. فجأة حسيت إن الأتوبيس مال على جنب، وبعدها سمعت صوت قوي جدًا، لما فقت، لقيت زملائي مرميين، بعضهم بيتألم والبعض الآخر ما بيتحركش». تلك اللحظات أصبحت كابوسًا يعيد نفسه أمام عينيه، وكأن الحادث كان مشهدًا بطيئًا من فيلم سينمائي.

«علي» طالب آخر في السنة الثانية، وصف تلك اللحظات برعب واضح في عينيه: «كل حاجة حصلت بسرعة، لما فقت، كنت تحت ناس، ومقدرتش أتحرك إلا لما الناس بدأوا يشيلوا بعض. كان منظر مرعب مش ممكن يتنسي».

أما «عبدالرحمن» فاختصر المشهد في منشور له على جروب جامعة الجلالة على فيسبوك قائلًا: «الباص اتقلب 3 مرات، والقزاز اتكسر، والطلبة طارت من الأتوبيس. اللي عايشين إصابتهم صعبة»، كانت كلماته تحمل ألمًا وحزنًا عميقين، يعكس صعوبة المشهد الذي عاشه الناجون.

تحقيقات النيابة في حادث طريق الجلالة

انتقل فريق التحقيق إلى موقع الحادث، ثم إلى المستشفى للاستماع إلى شهادات الناجين الذين سمحت حالتهم الصحية بذلك. تم تفتيش الحافلة، وفحص الفرامل التي ثبت فشلها في إيقاف الحافلة قبل الانقلاب، وبعد استجواب

السائق الذي أنكر التهم الموجهة إليه، أظهرت التحاليل الأولية تعاطيه مادة مخدرة، مما زاد من خطورة الموقف، وبناءً على ذلك، أمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، وانتظار نتائج التحليل النهائي.

الجامعة تتبرأ من أتوبيس الجلالة

في خضم التحقيقات والفوضى التي أعقبت الحادث، خرج مصدر من جامعة الجلالة بتصريح يوضح أن الحافلة التي كانت تقل الطلاب لا تتبع الجامعة، بل هي جزء من خدمات شركة نقل خاصة، يتفق معها مجموعة من الطلاب لنقلهم من وإلى مقر إقامتهم. أثار هذا التصريح تساؤلات حول معايير الأمان والسلامة التي تلتزم بها هذه الشركات الخاصة.

حزن وغضب على مواقع التواصل الاجتماعي

انتشر الحادث بسرعة على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث عبر طلاب الجامعة وزملاء الضحايا عن صدمتهم وحزنهم: «إزاي حادث على الطريق يضيع حياة ناس أبرياء؟» كانت هذه العبارة تلخص شعور الحزن والصدمة الذي عمَّ أجواء الجامعة والمجتمع. تضامن الناس مع أسر الضحايا، مطالبين باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية حياة الطلاب وتفادي وقوع مثل هذه الكوارث مستقبلًا.

المصرى اليوم
15 اكتوبر 2024 |