تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى استشهاد القديس كبريانوس الأسقف والقديسة يوستينة.
قصة القديس كبريانوس الأسقف
سنة 257م استشهد الأسقف القديس كبريانوس والقديسة يوستينة. فكبريانوس هذا كان كافرًا وساحرًا، وقد تعلم السحر ببلاد المغرب حتى فاق على كل كائن هناك ثم حمله العُجب بسحره فجاء إلى أنطاكية ليرى هناك أعلم منه، وإلا فيفتخر عليهم بعلمه.
ولما شاع ذكره في تلك المدينة أتاه شاب من أبناء أكابرها كان قد هوى شابة مسيحية عذراء تدعى يوستينة. كان قد رآها أثناء ذهابها إلى البيعة فالتهب قلبه بهواها، ولكنه لم ينل منها بغيته لا بالمال ولا بالوعد ولا الوعيد ولا بالسحر أيضًا.
وشكا له حاله مؤملًا نيل مناه على يديه، فوعده كبريانوس ببلوغ الأمل. وبدأ يعمل جهده بسحره فلم ينجح لأنه كان كلما أرسل إليها قوة من قوى الشياطين فيجدونها قائمة تصلي فيعودون بالخيبة. ولما رأى كبريانوس نفسه عاجزًا دعا الشياطين وقال لهم: إن لم تأتوني بيوستينة وإلا فأنا أصير مسيحيًا.
فاستنبط الشيطان حيلة ليخدعه بها، وذلك أنه أمر أحد جنوده لكي يتزيَّى بزيّها ويظهر في صورتها ويأتيه. ثم سبق فأعلم كبريانوس بمجيئها، ففرح وظل يرقبها. وإذا بالشيطان المتشبه بها قد
دخل إليه ففرح كبريانوس وقام ليعانقها، ولعظم ابتهاجه بها قال لها: مرحبًا بست النساء يوستينة. فعند ذكره اسمها فقط صار الشيطان المتشبه بها كالدخان، وانحل وصار كل شيء. فعلم
كبريانوس إنها خدعة من الشيطان الذي لم يستطع أن يقف حيث ذكر اسمها فقط. فقام لوقته وأحرق كتب السحر ومضى فتعمَّد من بطريرك أنطاكية الذي ألبسه شكل الرهبانية. وبعد قليل رسمه شماسًا ثم قسًا.
ولما نجح في الفضيلة وتقدم في علوم البيعة جعلوه أسقفًا على قرطاجنة في سنة 248م. فأخذ القديسة يوستينة وجعلها رئيسة على دير للراهبات هناك. ولما اجتمع المجمع بقرطاجنة في سنة 255م كان هذا القديس أحد المجتمعين فيه.
ولما علم بهما الملك ديسيوس استحضرهما وأذاقهما مر الاضطهاد حتى اضطر هذا القديس لأن يترك قرطاجنة مقر كرسيه زمنًا ثم عاد يكرز ويعلم ويكتب الكتب إلى أن تولى الملك واليريانوس سنة 251م وأثار الاضطهاد على المسيحيين. فنفى الاثنين وبعد قليل قطع رأسيهما فنالا إكليل الشهادة.