لم يقف السن عائقا أمام تحقيق حلم دائمًا ما كان يراوده، وهو أن يستطيع القراءة والكتابة. واستطاع صابر بباوي، وهو البالغ من العمر 103سنوات، تحقيق حمله؛ حيث ألتحق بفصول محو الأمية ضمن مبادرة وزارة التضامن الاجتماعي "لا أمية مع تكافل" ليخوض امتحان شهادة محو الأمية بنجاح ويصبح نموذجا يحتذى به.
أجرت "الدستور" بثًا مباشرًا من منزل عم صابر بباوي في الإسكندرية، والذي يسكن مع أحد ابنائه على المعاش، لرصد فرحته بهذا الإنجاز الذي حققه وهو في هذا العمر.
اتعلمت عشان اقرأ الكتاب المقدس
قال صابر بباوي، أكبر دارس بفضول محو الأمية والذي خاض الامتحان النهائي بنجاح، إنه سعيد باستطاعته التعلم في هذا العمر، ليستطيع قراءة الكتاب المقدس، وإتمام الصلوات، فضلًا عن الاعتماد على نفسه في قراءة اسماء الأدوية الخاصة به لتناولها في مواعيدها الصحيحة.
مبادرة الرئيس ساعدتني في التعليم
وأضاف أنه يوجه الشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذه المبادرة الذي استطاع من خلالها تعلم القراءة والكتابة في فصول "لا أمية مع تكافل" بالإضافة إلى شكره لجميع من قدموا له يد العون من وزارة التضامن ومديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية.
وأوضح أنه كان يريد التعلم، وفور علمه بالمبادرة من نجله، طلب الالتحاق بها، حيث تم توفير الدروس له في المنزل، فضلا عن توفير سيارة لنقله إلى اللجنة لأداء الامتحان وإعادته للمنزل مرة أخرى، وكل ذلك مجانًا تمامًا، مؤكدًا على سعادته بأنه أصبح يستطيع القراءة والكتابة.
85 حفيد سعداء بتعليم جدهم
و قال نجله جرجس صابر، إن جميع ابنائه وأحفاده سعداء جدًا بتعلم والده، وأنه أصبح رمز يحتذى به، حيث استطاع تعلم القراءة والكتابة وهو في عمر 103سنة، مشيرًا إلى أن ابنائه وأحفاده وأبناء أحفاده يصلو إلى 85 فردا.
ونوه بأن مديرية التضامن الاجتماعي وفرت لوالده كل سُبل الراحة والمساعدة لكي يحصل على دروس محو الأمية ويخوض الامتحان، مشيرًا إلى أنه يفرح جدًا عندما يرى والده سعيد بأنه يكتب ويقرأ بعد أن كان حلم له على مدار سنوات طويلة.
حالة مميزة وقدوة لكبار السن
وقالت أمل حمودة، منسق مبادرة "لا أمية مع تكافل" بمديرية تضامن الإسكندرية، إن عن صابر حالة مميزة، حيث أنه تحدي كبير له أن يخوض امتحان نحو الأمية في هذا العمر، مشيرة إلى أن "عم صابر " هو قدوة من كبار السن للتعلم ومحو أميتهم.
ولفتت إلى أن فكرة مبادرة " لا أمية مع تكافل" خاصة بمستفيدي تكافل وكرامة، للتعليم بداية من 16عامًا بشكل مجاني عن طريق الإدارات الاجتماعية، لافتة أننا ندعو كافة كبار السن للتعليم ومحو الأمية حيث نتمني أن تكون مدينة الإسكندرية وكافة محافظات مصر بلا أمية.
نموذج يدعو للفخر بالمبادرات المجتمعية
وأشارت هبه محمود، المعلمة المسؤولة عن عم صابر بباوي، إلى أن حالة عم صابر مميزة، ولديه قابلية لتعلم الكتابة والقراءة، حيث تعلم كتابة كافة الخروف وكتابة اسمه، وبالتدريج تعلم تموين الجملة وقراءتها جيدا، لافتة أنها فخورة بأنها استطاعت مساعدة عم صابر بأن يتعلم وتفتخر بتواجدها ضمن فريق المبادرة.
أهمية التعليم ومحو الأمية لكبار السن
وقال محمد رشاد، منسق محو الأمية بإدارة المنتزة الاجتماعية، إ منذ انطلاق مبادرة " لا أمية مع تكافل" تم تكوين فضول محو الأمية لاصحاب معاش تكافل وكرامة من كافة الأعمار، مشيرًا إلى حالة عم صابر هي حالة مميزة تبرز أهمية التعليم ومحو الأمية لكبار السن.
وأضاف أن "عم صابر" كان متحمس جدًا للتعليم حيث كان يريد قراءة الكتاب المقدس، والصلوات، مع التعرف على أنواع الأدوية التي يتناولها في الأوقات الذي يمكن أن يكون بمفرده، مشيرًا إلى أنه كان المُعلمة تأتي له بسبب عدم استطاعته التواجد مع الدارسين في فصول محو الأمية، ومع تكثيف الدروس خاض الامتحان بنجاح ليكون نموذج يحتذى به.
