خلصنا من نكاح الوداع، بمعنى وطء الزوجة بعد وفاتها، دخلنا على زواج المساكنة، الهوس الجنسى استولى على العقل الجمعى.. وفتاوى النكاح الماضوية تحكم الحالة الجنسية الجمعية!!.
وحتى لا يفهم أحدهم عكس المقال، النكاح هو أحد فروع الفقه فى الإسلام، والذى يعنى بالزواج وبكل ما يتعلق به من أحكام شرعية.
فقه النكاح فى الإسلام مرجعه من القرآن، وأحاديث النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وفتاوى العلماء (الفقهاء)، التى تحصر العلاقة الجنسية فى إطار العلاقات الزوجية فقط بين الرجل والمرأة.
وثابت أن معظم المذاهب تُثبط العزوبة، وتشجع على العفة والحياء والخصوصية فيما يتعلق بأى علاقة زوجية، العلاقة الحميمة كما يتصورها الإسلام منحصرة تمامًا فى إطار الزواج، (معلوم، يحظر الإسلام ممارسة الجنس خارج إطار الزواج).
للأسف، نفر من المُعمَّمين العاملين بالفقه فضائيًّا وإلكترونيًّا منشغلون كلية بـفقه النكاح بضاعتهم، جريًا على أسلافهم، وكأن الدنيا خلت من الهموم الحياتية سوى الهموم الجنسية، ويشغلون الفضاء العام بفتاوى جد شاذة على الفطرة الإنسانية.. كوطء الزوجة الميتة حديثًا ما يسمى نكاح الوداع.
بعض المشايخ الفضائيين يغبون من بئر الجنس، ويتجشّأون فى وجوهنا، لا يخلو موقع إلكترونى من فتوى جنسية فجة نقلًا عن شيخ فضائى، ولا تخلو صحيفة من فتوى جنسية أو أكثر يقول بها أحد العلماء المعتمدين فتويًّا.
يُقال، وهم أعلم، إن هذه الفتاوى تشكل أخبارًا جاذبة للمشاهدات الإلكترونية، ويحدث أحيانًا.. تضرب الفتوى وتصبح فى غمضة عين ترند، وهذا من قبيل الجذب الإلكترونى فى زمن الجدب الصحفى.
الحوائط الفيسبوكية والحسابات التويترية، وأخواتها فى العائلة الإلكترونية الفضائحية، تشغى بالفتاوى الجنسية، ما يشكل حالة هوس جنسى منكور ومستهجن من أصحاب الذوق الرفيع والفطرة السوية.
للأسف، البضاعة رائجة بين الطيبين، هناك طلب عارم على الفتاوى الجنسية، تشوق وإلحاح وجوع غريزى للحكى الجنسى ملفوف بسوليفان فقهى، الطلب حاضر، والبضاعة حاضرة، والفتاوى دليفرى بالخط الساخن!!.
وإذا تعذر الطلب دليفرى، فطلبك متوفر على البوابات الفقهية، تحديدًا السلفية، التى لم تغادر هاجسًا جنسيًّا إلا وأجابت عنه، وعادة السلفية ترجح فى فتاوى الجماع إجماع الشارع السلفى، ثبت أنهم شطار فى تجارة العطارة الجنسية.
تفسير هوس السلفيين بالجنس، ضمن تهوسهم بالمرأة ككائن جنسى، يحار علماء النفس والاجتماع فى تفسيره، وبالعدوى صار الجنس مسيطرًا على العقل الجمعى. زواج المساكنة بات حديث الصباح والمساء.
خلاصته.. الهوس الجنسى استولى على عقول الكثيرين، حيث ينتظرون بتشوق المثير من الفتاوى، التى يشذ بعضها شذوذًا يحولها إلى مزحة سخيفة تُشيَّر تشييرًا للتشويش على العقل المصرى، الذى بات منشغلًا بالغيبيات عن الحقائق المجردة، وبالجنس والجن، والعجز والربط نتاج المَسّ.
البعض صار ملموسًا أو ممسوسًا يعالج ضعفه الجنسى، ليس بأدوية يصفها الطبيب المعالج، ولكن بفتاوى تقويه نفسانيًّا على الممارسة الجنسية بلا كوابح دينية.
متى دخل العقل المصرى غرفة الجنس، وحُبس فيها؟، البعض لا يفكر إلا فى الجنس، ولا يحيا إلا بالجنس، وإذا عجز عن الممارسة الفعلية يعوض بنكتة جنسية مشفوعة بفتوى جنسية مثيرة.. مُذيَّلة بقهقهات سخيفة!.