برد الصيف أحد من السيف، تعبير بليغ عن شدة نزلات البرد وصعوبتها فى فصل الصيف، والتى تحدث فى الغالب من التعرض لتغير فى درجات الحرارة، من حيث استخدام التكييف والمروحة ثم الخروج للجو الحار، كما أن نزلة البرد الصيفية قد تمتد لفترة أطول وتكون أصعب فى علاجها من نزلات البرد التى تحدث باقى أشهر العام.
نزلة برد صيفية قاسية حرمتنى من لقاء من أحب، عمى الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى، رتبت للقاء بمناسبة بلوغه التسعين، من مواليد (تلا) منوفية (14 يونيو 1935)، وتهيأت لونسة شعرية صيفية مع كبير الشعراء.
العم حجازى، وهو عمى جغرافيًا، محطة (تلا) تسبق (منوف) على شريط القطار إلى القاهرة..
العم قصيدة طويلة كُتبت فى عقود، كل عقد قصيدة وحده، ومجموعها معلقة على الهرم الكبير عنوانها حجازى شاعر المجددين.
صورة الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى بـبيريه على رأسه، وعصاه يتوكأ عليها، تُذكّر بـبيريه طيب الذكر توفيق الحكيم، ولبيريه الحكيم قصة.. ليس محلها هذه السطور التى أنثرها من النثر تواضعًا ومحبة فى العم الكبير.
تخيل العم حجازى يجتاز عتبة التسعين متكئًا على عصاه، مذاق التسعين، مشاعر التسعين، قلب التسعين، أحلام التسعين، أفكار التسعين..
وودت سؤاله، ولا أزال، هل هناك قصيدة تحت النشر تخص التسعين، ترسم التسعين؟ هل ستكون صفحات المصرى اليوم محلًا مختارًا، أم ستكون فى مسقط رأسه إبداعيًا (الأهرام)؟
هل تخيلت أستاذنا يومًا بلوغ التسعين، وعندما اقتربت ثم تخطيت عتبة التسعين، كيف كان الخطو.. هل ركضت يومًا وراء ربات الوحى الشعرى، مصادر الإلهام؟
يقينًا سيسخر العم حجازى من فكرة الوحى الشعرى، الشعر عند كبير الشعراء ليس نزهة خلوية ولكنه من الأعمال الإبداعية الشاقة، أذكر للعم حجازى قصيدة بعنوان بكاء الأبد كانت أول قصيدة قرأها الناس لشاعر مجيد، موهبة فطرية براقة، ماذا لو أعاد كتابتها اليوم؟
وديوانه الأول مدينة بلا قلب صدر عام 1959، كان عمره فحسب (24 عامًا)، لم يخشَ إصدار ديوان فى سنه الباكرة، ولو عاد به الزمن هل سيصدره بحرفه ورسمه على حاله، هل يفكر فى مراجعته، وماذا عن مراجعاته عامة إبداعيًا أولًا وسياسيًا تاليًا؟
العم حجازى إبداعيًا مثل بناية من طبقات شعرية، ولست ناقدًا، فليتوفر عليها النقاد المعتبرون، وبناية عمرية من طبقات، وعلى مراحل، المرحلة الريفية (المنوفية)، المرحلة القاهرية، المرحلة الباريسية، كيف أثر فى حجازى توالى العقود إبداعيًا؟!
قصيدة شاعرنا الكبير مرثية لاعب سيرك لاتزال تثير الكثير من التعجب والاستفهام.. أليس لاعب السيرك أو البهلوان هو مصدر الضحك والفرح.. كيف اكتشفت يا عمنا الجميل كل هذه التعاسة فى شخصية لاعب السيرك؟ وهل هى رمزية لواقع أليم.. وماذا عن يوتيوبيا حجازى، مدينته الفاضلة..؟
وفى الأخير، أتمنى على وزير الثقافة، الدكتور أحمد هنو، إطلاق اسم الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى على الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولى للكتاب بمناسبة بلوغه عتبة التسعين من عمره، أطال الله فى عمره وإبداعه.